Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العيون السوداء" ثروة العراق المعدنية المنسية

تشكل بحيرات من مادة القير المستخدمة في صناعات كثيرة وتركها بلا معالجة يهدد صحة المواطنين

إحدى عيون القيرفي منطقة هيت بمحافظة الأنبار العراقية (مواقع التواصل)

ملخص

الينابيع القيرية عمرها آلاف السنين وهي موجودة في مناطق معينة لا سيما في هيت والموصل، ويمكن استخدامها في تعبيد الطرق، إلا أن تركها مكشوفة من دون استثمار يولد غازات وأبخرة تسبب كثيراً من الأمراض السرطانية.

منذ آلاف السنين تنبع في العراق "العيون السوداء" لتشكل بحيرات من "مادة القير" التي تدخل في كثير من الصناعات، لا سيما صناعة الأسفلت لتعبيد الطرق، واستخدمت منذ القدم من قبل الحضارات القديمة في صناعة القوارب والبناء.

هذه المادة وعلى رغم فائدتها الاقتصادية إلا أنها باتت تشكل وبالاً على قضاء هيت التابع لمحافظة الأنبار الذي يضم عدداً من "العيون القيرية" يخرج منها غاز كبريت الهيدروجين السام الذي يؤثر في صحة الإنسان، بل قد يتسبب بوفاته في حال استنشاق كميات كبيرة منه، فضلاً عن تأثيراته السلبية في الأجهزة الكهربائية، لا سيما أجهزة التكييف، مما ولّد حالاً من الاستياء بين الأهالي الذين طالبوا بوضع حلول لتلك المعضلة.

إحالتها إلى مستثمر

وبحسب مدير الاستثمار المعدني في وزارة الصناعة أحمد طارق، منح حق الاستثمار لعيون الكبريت في هيت لأحد المستثمرين وهو بصدد إنشاء المصنع وجلب المعدات، وأضاف في تصريح صحافي أنه "تم الإعلان عن فرصة استثمارية لعيون القير في محافظة الأنبار من قبل هيئة المسح الجيولوجي بموجب الإجراءات المنصوص عليها في قانون تنظيم الاستثمار المعدني وتم منح حق الاستثمار لثماني عيون، خمس منها في قضاء هيت وثلاث بناحية الوفاء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار إلى أن "استثمار تلك العيون جاء وفق الشروط المطلوبة وأحيلت إلى أحد المستثمرين عام 2019 بعد تقديمه أعلى العطاءات، إلا أنه مع الظروف غير الآمنة في تلك الفترة ثم انتشار جائحة كورونا، تم منح المستثمر مدة إضافية بموجب العقد، والشركة بصدد تأسيس مصنع لاستثمارها بشكل يراعي الأصول، فيما تتم الآن عملية تهيئة الأرض واستيراد المعدات".

ونوه طارق بـ"إجراءات معقدة في عملية تخصيص الأرض والتأشيرات التي تتطلب موافقة 13 دائرة على تأسيس مصنع، وهذه معضلة يعانيها المستثمر، فضلاً عن وجود تجاوزات على العيون تتطلب إزالتها"، مشدداً على أهمية استثمار تلك العيون لما لها من منافع اقتصادية مع التخلص من مصادر التلوث ولافتاً إلى أنه ستكون هناك لجان لتقييم إنتاجية هذه العيون.

عقود حكومية مشجعة

من جهته أكد المتخصص في الشأن الاقتصادي صفوان قصي ضرورة توقيع عقود حكومية مع المستثمرين لمدد طويلة لتشجيعهم على الاستثمار، مضيفاً "يجب أن تكون التنمية مستدامة بعيداً من التلوث والأضرار، وربط هذه المنتوجات بعملية التصدير ووضع خريطة واضحة لإنشاء معامل وتجمعات صناعية تتلاءم مع حاجة المنطقة والعراق مع إمكان التصدير، وإذا كانت هناك أضرار بيئية، فيتم استخدام أفضل الوسائل للحفاظ على البيئة وإدامة الإنتاج والاستثمار".

ورأى أن وجود حاجة محلية وطلب عالمي سيشجع المستثمرين على الاستثمار مما يجلب إيرادات غير نفطية، منوهاً بإمكان انفتاح محافظة الأنبار على الجانب الأردني في مجال الصناعات الإنشائية.

وتابع أن العراق "يتوسع وينمو وهو بحاجة إلى هذه المواد ويمكن أن يكون لاعباً جديداً للانفتاح على دول المنطقة وتصدير المواد الأولية، والمحافظات العراقية لا توفر خريطة استثمارية للموارد المتاحة، ونحتاج إلى عقد مع وزارة الإعمار والإسكان لشراء إنتاج المعامل لمدة كبيرة تصل إلى 25 عاماً، ومن ثم تشجيع المستثمر على ضخ أمواله وتحويل الموارد إلى مواد إنتاجية تخدم الصناعة والإسكان والطرق".

موارد إضافية للدولة

أما المتخصص في الشأن الاقتصادي باسم جميل أنطوان، فشدد على ضرورة استثمار العيون القيرية لما لها من أثر إيجابي في جلب واردات إضافية للعراق.

وقال إن "الينابيع القيرية عمرها آلاف السنين وهي موجودة في مناطق معينة، لا سيما في هيت والموصل ويمكن استخدامها في تعبيد الطرق، إلا أن تركها مكشوفة من دون استثمار يولد غازات وأبخرة تسبب كثيراً من الأمراض السرطانية".

ولفت إلى أن "مادة القير تستخدم في البنى التحتية وأسطح المنازل لمنع تسرب الأمطار ويمكن أن نجني ثروات هائلة نتيجة استثمارها من خلال إنشاء معامل محلية متطورة، بخاصة أن هذه المادة تستورد من خارج العراق وبذلك نجلب موارد للدولة ونشغل أيادي عاملة".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات