Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملوك المتخيلون يهيمنون على أفلام ومسلسلات وكتب المراهقين

على رغم استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن جيل الشباب غير مهتم بالعائلات الملكية إلا أنهم مهووسون بإنتاجات الدراما حول موضوعها

"الأمير وأنا" و"الأمراء الشباب" و"الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" ليست سوى بعض الإنتاجات التي تعلق بها "جيل زد" من قراء ومشاهدين (شترستوك/أيستوك/غيتي/نتفليكس/برايم فيديو)

ملخص

مع صدور فيلم "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" على منصة "برايم فيديو" تستمر الأفلام الملكية الرومانسية في جذب المشاهدين على رغم أننا نعيش في عصر تدهور شعبية الملكية

دع مسلسل "التاج" The Crown جانباً، على رغم أن الصحافة كانت تنشر بحماس حول نسبة الحقيقة من الخيال في الاستحضار الفخم لحياة عائلة وندسور في مسلسل الكاتب بيتر مورغان، فإن موجة جديدة من الروايات والبرامج التلفزيونية جعلت القراء والمشاهدين من "الجيل زد" [الجيل المولود بين منتصف وأواخر التسعينيات حتى أوائل 2010] متعلقين بيوميات السلالات الملكية (الخيالية).

على "نتفليكس"، المنصة التي أنتجت وعرضت المسلسل الدرامي الذي كتبه مورغان، يمكنك إضافة الترجمة لمشاهدة مسلسل "الأمراء الشباب"، وهو مسلسل دراما سويدي للمراهقين يؤرخ قصة الأمير "فيلهلم" (يلعب دوره الممثل إدفين رايدينغ) الرومانسية مع زميله الطالب سايمون إيريكسون (يلعب دوره الممثل عمر رودبيرغ). أو يمكنك مشاهدة الفيلم النرويجي "المراهقون الملكيون"، عن لينا، الفتاة العادية التي تقع في حب "أمير السهر" عندما تذهب إلى مدرسة جديدة. هل تلاحظ السمة الصاعدة؟ توجه إلى قسم الكتب الرومانسية في متجر لبيع الكتب فستجد مزيداً من المواد المنتجة حول الموضوع نفسه.

يتصدر فئة الإنتاجات حول العائلات الملكية الخيالية "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي"، رواية صادرة عام 2019 لكيسي ماكويستون والتي اقتبست لتتحول إلى فيلم من إنتاج "برايم فيديو" يصدر هذا الأسبوع. بدلاً من اعتماد الحبكة المعروفة عبر الأجيال حول وقوع أحد أفراد عائلة ملكية في حب شخص عادي، تروي ماكويستون قصة تحول الأعداء إلى عشاق، شخصيتين قويتين من جانبي المحيط الأطلسي: أليكس كليرمونت-دياز وهو نجل أول رئيسة للولايات المتحدة (ويلعب دوره الممثل تايلور زخار بيريز)، ولديه قناعة بأن الأمير البريطاني هنري (يلعب شخصيته الممثل نيكولاس غالتزين) ذو شخصية مملة وفارغة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد حادثة وقعت في حفل زفاف شقيق هنري، والتي تركتهما مغطيين بكعكة الزفاف، أجبر هذان الشخصان المميزان على التظاهر بأنهما صديقان لتجنب تعريض "العلاقة الخاصة" [بين بلديهما] للخطر، لكن قضاء الوقت معاً تحت الإكراه يسمح لهما برؤية بعضهما بعضاً بنظرة مختلفة. يصبحان صديقين ثم صديقين يتمتعان بعلاقة حميمية ثم في علاقة حقيقية.

يعد كتاب ماكويستون نوعاً من قصص النجاح المتداول التي يسعى معظم المؤلفين إليها. وتأثر الكتاب كما قيل برواية "نحن الملكية" The Royal We، وهي قصة حب كتبها هيذر كوكس وجيسيكا مورغان عام 2015 (والتي توقعت بشكل غريب وقوع شخصية ملكية في حب شخص أميركي [في إشارة إلى الأمير هاري وميغان])، إضافة إلى [تأثرها] ببرامج تلفزيونية سياسية مثل "نائبة الرئيس" Veep و"الجناح الغربي" The West Wing.

بدلاً من حملة دعائية كبيرة أو ترويج من نادي كتاب شهير، اعتمدت الرواية على موجة من التوصيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي أوصلتها في النهاية إلى قائمة "نيويورك تايمز" للكتب الأكثر مبيعاً. وبعد ثلاثة أشهر من إطلاقها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الرواية قد وصلت للنسخة المطبوعة السابعة. ويبدو من المؤكد أن عرض الفيلم سيزيد من ارتفاع أرقام المبيعات الكبيرة للرواية. على تطبيق "تيك توك"، حصل وسم "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" redwhiteandroyalblue# على 527.7 مليون مشاهدة في وقت كتابة هذا التقرير (وشمل كثيراً من تعديلات المعجبين على أغانٍ للمغنية تايلور سويفت، بما في ذلك النشيد غير الرسمي للحب العابر للمحيط الأطلسي "London Boy").

لطالما أثبتت المراسم والحياة الملكية سواء كانت حقيقية أو غير ذلك، أنها مادة خصبة للمؤلفين. إن وقوع شخصية في حب شخص ليتضح أنه يحمل دماً أزرق [من سلالة راقية أو نبيلة]، أو يكتشفوا أنهم ورثة لعرش ما هو تقليد عريق، بخاصة في القصص المخصصة للشباب. قبل وصولي إلى سن المراهقة خلال العقد الأول من هذه الألفية، قرأت روايات "يوميات أميرة" للكاتبة ميغ كابوت، إذ تكتشف طالبة المدرسة الثانوية مياثيرموبوليس أن والدها هو أمير جينوفيا، وهي دولة أوروبية صغيرة. بفضل تحويل الرواية إلى فيلم عام 2001 من بطولة آن هاثاواي في دور ميا وجولي أندروز في دور جدتها، والتي تبدو شخصيتها في الجوهر كالشخصية التي لعبتها في ماري بوبينز، لكن هذه المرة مع وشاح فاخر، ربما لا يزال بإمكاني أن أغني لكم نشيدهم الجذاب من ذاكرتي. بعد بضع سنوات عرض فيلم "الأمير وأنا"، حول شاب دنماركي من عائلة ملكية ولكنه يخفي خلفيته ويختلط مع العامة في جامعة أميركية ويبدأ في مواعدة طالبة الطب بايج، والتي لعبت شخصيتها جوليا ستيلز.

بالنسبة إلى مؤلفة "الوقوع بشدة في حب الحرس الملكي" Falling Hard for the Royal Guard ميغان كلاوسون، التي تتجذر روايتها في تجربتها للعيش في منطقة برج لندن ومواعدة أحد أفراد الحرس الملكي، فإن هذه القصص تكاد تكون امتداداً للإشاعات الملكية، في الماضي والحاضر. تقول الكاتبة: "كان أسلافك يثرثرون حول من سيتزوج الملك، والآن نحن نكتب القصص". وتضيف أن هذه الإبداعات، مثلها مثل مسلسل "التاج"، تحاول منحنا "نظرة من الداخل" إلى "عالم لن نراه أبداً".

لكن المثير للدهشة في حمى القصص الملكية الحالية هو أنها تأتي في وقت لم يكن فيه "جيل زد"، في الغالب، يهتم كثيراً بمؤسسة الملكية (في المملكة المتحدة، في الأقل). في نيسان (أبريل)، أظهر استطلاع أجرته "يوغوف" YouGov بتكليف من برنامج "بانوراما" الخاص بقناة هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن 38 في المئة من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً يفضلون رئيس دولة منتخب بدلاً من وجود ملك أو ملكة، في حين قال 32 في المئة فقط، أي أقل بقليل من الثلث، إنهم يدعمون الملكية. وقال 75 في المئة من الفئة العمرية نفسها إنهم لا يهتمون "كثيراً" أو لا يهتمون "على الإطلاق" بتتويج الملك تشارلز في مايو (أيار). فلماذا هذا الولع بالعائلة المالكة الخيالية وسط هذه اللامبالاة؟

الإنتاجات الرومانسية، النوع الذي غالباً ما ينحيه الأدباء جانباً لأنه في أحسن الأحوال لا يعدو أكثر من متعة تشعر بالذنب، تتمتع بانبعاث حقيقي في الوقت الحالي. إنها تحظى بشعبية متزايدة لدى القراء الصغار أيضاً، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى "بوك-توك" وهو مجتمع فرعي في "تيك توك" مخصص لجميع الأشياء الأدبية. كاتي فريزر، الكاتبة في مجلة "بوك سيللر" The Bookseller، والتي تعد الحصاد الأسبوعي في المجلة تحت عنوان "كتب على بوك-توك" تقول: "هناك اعتراف الآن بأن الرومانسية ليست فقط لفئة عمرية معينة، بل لجميع الفئات العمرية. يشهد هذا النوع نهضة مع القراء الشباب، وهو أمر رائع حقاً، إذ يحظى [هذا النوع] بالتقدير الذي يستحقه".

وفقاً لمزود بيانات لصناعة نشر الكتب "نيلسن بوك-سكان" Nielsen BookScan، نمت الرومانسية بنسبة 115 في المئة من جهة حجم الإنتاج و160 في المئة من جهة القيمة منذ عام 2019 (قبل بوك-توك). تقول الكاتبة كلاوسون: "الخيال الرومانسي، يدور حول الهرب من الواقع"، ففي حين تجعل تطبيقات المواعدة من الرومانسية أمراً نادراً في الواقع، يصبح من غير المستغرب أن يزدهر هذا النوع (من الإنتاج)، إذ يقدم لنا عالماً خيالياً حيث "لا يزال بإمكانك العثور على الحب بشكل طبيعي".

هذا الخيال لا يمكن الشعور به إلا عندما تضيف للمعادلة القصور والأموال والألقاب الملكية. توافق لويزا سميث، مؤسسة موقع الكتاب "جمعية الكتاب الملحمي" Epic Book Society وإحدى كبرى المعجبات بـ"الأحمر والأبيض والأزرق الملكي"، إذ تقول "تتيح لك الكتب الرومانسية الملكية الهرب من الواقع إلى عالم من التألق والرفاهية والثراء، وهي أنماط حياة لا يمكن الحصول عليها بالنسبة إلى كثيرين منا" (مباشرة بعد الانتهاء من رواية ماكويستون، انتقلت سميث إلى "صاحبة السمو الملكي" Her Royal Highness بقلم راشيل هوكينز، "حول فتاة أميركية تنتقل إلى اسكتلندا لحضور مدرسة داخلية، حيث تقع في حب زميلتها في الغرفة... والتي تصادف أيضاً أنها أميرة"). ومن الجدير بالذكر أيضاً أن كثيراً من الهرب من الواقع في "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" فيه نزعة سياسية، ففي هذا الواقع البديل تنتخب امرأة من الحزب الديمقراطي عام 2016.

قد تلعب الإجراءات الشكلية والمعقدة المتضمنة في عديد من هذه الإصدارات الرومانسية دوراً في الجاذبية أيضاً، تماماً كما قد تكون في دراما تاريخية مثل "بريدجيرتون" Bridgerton، وكأن لدى معظمها تأثير الانفصال [عن الواقع]، بحسب ما تقترح الكاتبة كلاوسون. "إذا كان لديك فيلم رومانسي مضحك مع أشخاص عاديين، فإنه يبدو أكثر واقعية - لدرجة أنه في بعض الأحيان يكون الأمر مؤلماً قليلاً! بإضافة الملوك أي عنصر الانفصال [عن الواقع]، فإنه يحظى بإثارة رومانسية، مع تذكير ’حسناً، هذا ليس أنا، هذا لا يحدث‘". بعبارة أخرى، من المثير أن تبقيك تقرأ (أو تشاهد)، لكنها على الأرجح لن تسبب عدم الراحة.

لكن "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" ليس دعاية مؤيدة للملكية. يروى الكتاب من منظور أليكس من الداخل والخارج باعتباره أميركياً يواجه الجوانب الداخلية لحياة القصر، الكتاب مليء بالجوانب اللاذعة حول مدى غرابة موضوع الهوس الجماعي بكل الأشياء الملكية. يصبح الزفاف الملكي، من وجهة نظر أليكس، "مثيراً مثل صفقة تجارية"، إنه لمن "الجنون بالنسبة إليه" أن ملايين الأشخاص "يتابعون حياة الملكيين والمواعدة المملة للأخوة الملكيين" في مجلات الثرثرة.

أكدت ماكويستون سابقاً أنه "على رغم مما قد تفترضه من مجموعة أعمالي، فإنني لم أكن أبداً مهووسة بالملكية"، مع أنها تعترف بالولع بالملكيين المتمردين أمثال [الأميرتين] ديانا وميغان. لاحظ بعض القراء، حتماً، أصداء الرومانسية الواقعية لعائلة ساسكس (على رغم أن ماكويستون تؤكد أن الفكرة تسبق تاريخ الإعلان عن علاقة هاري وميغان). يقول سميث إن أليكس وهنري "ينتميان إلى ثقافتين وخلفيتين مختلفتين، وقد واجها المحن، لكنهما ما زالا متمسكين ببعضهما بعضاً ويدعمان بعضهما بعضاً". يذكر الفيلم الذي كتب وصور بعد خروج ميغان [من بريطانيا]، تلك التشابهات في الخطوط العريضة. يتنهد هنري في لحظة ما، في سطر كان من الممكن أن يقتبس من "الاحتياط" [كتاب الأمير هاري]: "إنهم يحبوني كفكرة والآن يجب عليهم مواجهة الواقع".

ربما يكون من الأسهل قليلاً على المؤلفين الأميركيين الكتابة عن العائلة المالكة (حتى القصص التخيلية منها) من دون الاضطرار إلى التعامل بعمق مع المؤسسة - أو من دون أن تتهم بالمضايقة أو عدم الاحترام. قالت مورغان، مؤلفة "نحن الملكية" The Royal We في مقابلة عام 2020، قبل انتشارها عبر جانبي المحيط الأطلسي: "ضرائبي لا تدفع لهم. لقد تعلمنا كمستهلكين للثقافة في أميركا أن ننظر إليهم على أنهم مسلسلات تلفزيونية درامية، وهم مثيرون جداً".

بطريقة ما، هذه القصص تمتلك كل الجوانب، من جهة هي تحتوي على زخارف الملوك البعيدة، والقطع الكبيرة في قاعات الحفلات وفي غرف القصر ذات السقف العالي، يقود الدور الشخص الوسيم في اللباس الرسمي، ومن جهة أخرى تحتوي على النقد الغريب لموازنة الأمور، ولكن الشيء الجذري حقاً في الأعمال المشابهة لـ"الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" و"الأمير الشاب" هو أنهم يجلبون الرومانسية المثلية إلى هذا النوع من الأعمال. الملكية، بتركيزها على السلالات والورثة، هي واحدة من أكثر المؤسسات غير المتجانسة الموجودة.

على رغم أن عالمهما الموازي أكثر ليبرالية، فإن ماكويستون لا تغطي التحديات التي يواجهها أليكس وهنري كزوجين مثليين مشهورين على المستوى العالمي: في الفيلم، عندما تتسرب العلاقة إلى الصحافة، تبدي عائلة هنري استياءها من "التقارير غير اللائقة" كما يقول الملك ستيفن فراي (بالطبع قاموا باختيار [الممثل الإنجليزي المثلي] ستيفن فراي كملك). "مسؤوليتك الأساسية ليست تجاه قلبك بل تجاه بلدك!". جملة إضافية يمكنها أن تكون من كتاب "الاحتياط".

تقول الكاتبة الصحافية فريزر إن كتاب ماكويستون "قدم قصة رومانسية يحتاج إليها كثير من الأشخاص ويريدون رؤيتها على الورق. [القصة] كانت توسع إمكانات الكوميديا الرومانسية وتؤكد وجود الفرح والحب بكل أشكاله". في الواقع، تكافح المؤسسة [الملكية] للتكيف مع العصر، لكن قصصاً مثل قصة ماكويستون تنقل الأفلام الملكية الرومانسية إلى مكان أكثر شمولاً. ولست في حاجة إلى أن تكون موالياً للملكية لتبني ذلك.

يعرض فيلم "الأحمر والأبيض والأزرق الملكي" على منصة برايم فيديو

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة