Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما المستوى العسكري لـ "طالبان" بعد عامين من الحكم؟

يدير حقيبة الدفاع والداخلية والاستخبارات في حكومة الحركة مسؤولون لم يسبق لأي منهم الحصول على تدريب كما لم يحملوا شهادات جامعية

لا توجد إحصاءات عن العدد الدقيق لقوات الشرطة والجيش والاستخبارات والقوى المدنية العاملة مع حركة "طالبان" (أ ف ب)

ملخص

يصعب استخدام المروحيات الأميركية على الطيارين في حكومة "طالبان" وعددهم قليل

مرت سنتان على حكم "طالبان" الذي لم يحظَ باعتراف دولي، وركزت الحركة خلال العامين الماضيين على تقوية أسس قوتها العسكرية والأمنية، كما سعت إلى إجراء تدريبات لعناصرها في القواعد العسكرية المختلفة، ومن خلال جولة على حسابات وزارتي الدفاع والداخلية على شبكات التواصل الاجتماعي بالإمكان التعرف إلى هذه التدريبات العسكرية كما أنها تهتم بالتعليم الأيديولوجي طبقاً لقراءتها للإسلام.

وكان رئيس أركان الجيش قاري فصيح الدين قد أكد، في مقابلة صحافية، أن الجزء الأكبر من موازنة حكومة "طالبان" تنفق في الشؤون العسكرية، وقال إن غالبية موارد الحركة تأتي من الضرائب والجمارك، مضيفاً أن الحركة تنوي شراء مضادات جوية للدفاع عن أجواء أفغانستان إذ تعاني من ضعف في السيطرة على المجال الجوي حيث تحلّق طائرات مسيرة وحربية كثيرة في سماء البلاد، وتابع فصيح الدين أن "وزارة الدفاع تحصل على أعلى نسبة من الموازنة مقارنة ببقية الوزارات لأن لها الأولوية".

ولا توجد إحصاءات عن العدد الدقيق لقوات الشرطة والجيش والاستخبارات والقوى المدنية العاملة مع حركة "طالبان"، لكن رئيس أركان الجيش في الحركة أكد أنها تهدف لزيادة عديد قوات الجيش إلى 150 ألف عنصر ويمكن إضافة 50 ألفاً آخرين إلى هذا العدد مستقبلاً.

ولحركة "طالبان" "سمعة سيئة" نظراً لخوضها قتالاً امتد عقدين ضدّ الحكومة السابقة في أفغانستان حيث شنت هجمات مرعبة وخطيرة ضد أهداف عسكرية وغير عسكرية وتسببت في مقتل عدد كبير من المواطنين الأفغان ما يجعل مهمة تجنيد عناصر جديدة صعبة في البلد الذي لم يهدأ من القتال، ويفضل كثيرون من المواطنين البطالة والفقر على الانضمام إلى صفوف "طالبان" ولا يرغبون بالانضمام إلى القطاعات العسكرية والأمنية للحركة.

كما للحركة عناصر انتحارية وقد استعرضت مراراً هذه القوات المستعدة لتنفيذ عمليات انتحارية إلى جانب قوافل من السيارات المفخخة والأحزمة المحشوة بالمتفجرات، ويذكر أن عدداً من الانتحاريين ينخرطون في وزارة الدفاع والداخلية والاستخبارات، كما أن عدداً منهم يمكثون في بيوتهم وهم بانتظار أوامر من قادتهم لتنفيذ عمليات انتحارية.

وكانت "طالبان" تحكم أفغانستان في النصف الثاني لعقد التسعينات وعرفت عنها المهارة في حرب العصابات باستخدام عناصر قليلة، وكان أطيح بحكمها بعد حرب قادتها الولايات المتحدة وضمت تحالفاً دولياً على خلفية رفض قائد الحركة الملا محمد عمر تسليم أسامة بن لادن لأميركا بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) التي استهدفت برجي التجارة العالمية.

وكان قادة الحركة وعناصرها قد لجأوا إلى باكستان خشية الهجمات الأميركية، وعملت الحركة على تجنيد عناصرها وتجهيزهم للقتال مرة ثانية، وقد اتسعت عملياتها وتمردها إذ لجأت إلى عمليات انتحارية وتفخيخ سيارات ملحقة أضراراً بالطرف المقابل من خلال هذه التكتيكات.

وكانت الحكومة الأفغانية السابقة تتلقى دعماً من واشنطن وحلف "الناتو"، وخضعت عناصرها للتدريب من قبل الحلف الأطلسي الذي بنى لهم معسكرات استولت "طالبان" عليها بعد سقوط الحكومة، منها مستودعات أسلحة أميركية غير مستخدمة، وأبلغ جنرال في الحكومة السابقة "اندبندنت فارسية" بأن البنى التحتية والقوة البشرية والعسكرية التي تركتها الحكومة السابقة لـ "طالبان" سهّلت لها مهمة إجراء تدريبات مختلفة لعناصرها.

وأبلغت الحركة أخيراً جميع عناصر الجيش بارتداء البزات العسكرية الخاصة وهي نفسها التي كانت تستخدم في الجيش السابق، وأضافت إليها علامات عسكرية خاصة بها.

وكان جزء كبير من السلاح الذي تستخدمه الحكومة السابقة أميركياً، ووقعت هذه الأسلحة بيد "طالبان" بعد سقوط الحكومة، وتشير التقارير الأميركية إلى أن قيمة السلاح بيد الحركة تبلغ سبعة مليارات دولار، كما أن نسبة من هذا السلاح تم تهريبها إلى خارج أفغانستان ووقع جزء منه بيد المجموعات الإرهابية منها حركة "تحريك طالبان" الباكستانية.

وكانت الولايات المتحدة قد أنفقت مليارات الدولارات لتدريب الطيارين الأفغان وتزويد البلاد بطائرات ومروحيات مختلفة وقد عطلت القوات الأميركية بعض هذه الطائرات قبيل سقوط الحكومة الأفغانية لمنع الحركة من تكوين قوة جوية.

ولدى "طالبان" عدد من المروحيات روسية الصنع وتستخدمها لنقل كبار قادتها وأمور أخرى، أما الطيارون الأفغان الذين تلقوا تدريبات من القوات الأميركية و"الناتو" فغادر بعضهم البلاد ويعيش بعضهم في الخفاء في أفغانستان، كما نقلت 56 مروحية إلى أوزبكستان وطاجيكستان ويرفض البلدان إعادتها إلى أفغانستان على رغم مطالب "طالبان" المكررة.

ويصعب استخدام المروحيات الأميركية على الطيارين في حكومة "طالبان" وعددهم قليل إذ إنهم مدربون على طائرات روسية الصنع، كما أن الحركة تواجه مشكلات كبيرة في الصيانة والتصليح الفني لهذه الطائرات، وكانت القواعد العسكرية الأميركية والألمانية تستقبل هذه الطائرات للصيانة والتصليح، كما كانت ترسل عدداً منها إلى الخارج لهذه الغاية، لكن "طالبان" تواجه الآن أزمة شرعية ولا يمكنها التعامل مع أي بلد لتصليح وصيانة الطائرات، وتستخدم الحركة الطائرات المروحية لنقل كبار المسؤولين وكذلك للدعم التسليحي لقواتها البرية لكن قادة "طالبان" لجأوا خلال السنوات الماضية إلى الطائرات المدنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتهم الدول الغربية، منها الولايات المتحدة، "طالبان" بانتهاك حقوق الإنسان بسبب السيطرة على الحكم بقوة السلاح ورفضها تشكيل حكومة عابرة الانتماء لضم جميع القوميات والأقليات، وفي مثل هذه الظروف لا يقبل أي من البلدان التعاون العسكري مع الحركة.

ورفضت قطر وهي من أقرب البلدان إلى حكومة "طالبان" طلب وزير الدفاع الملا يعقوب دفع تكاليف الملابس العسكرية لقواتها خلال برامج التدريب، لكن من المحتمل أن تتلقى الحركة دعماً خفياً لمساعدتها عسكرياً من الخارج كما حصل خلال الحرب الذي كانت تخوضها ضد الحكومة السابقة.

ورفضت العناصر المدربة للشرطة والجيش والأمن الوطني الانضمام إلى حركة "طالبان"، ولجأ كثيرون منهم إلى بريطانيا وأميركا بعد سقوط كابول، كما يعيش عدد كبير منهم في الخفاء داخل البلاد ويرفضون العمل مع "طالبان"، وتتمتع هذه القوات بقدرات عسكرية من خلال حرب خاضتها ضد الحركة طوال العقدين الماضيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتولى حقيبة الدفاع والداخلية والاستخبارات في حكومة "طالبان" مسؤولون يفتقرون إلى التدريب العسكري ولم يكن أي منهم خريجاً من الجامعة، ووزير الدفاع الملا يعقوب هو نجل الملا عمر مؤسس حركة "طالبان"، كما أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني هو نجل جلال الدين حقاني مؤسس "شبكة حقاني"، وهناك مسؤولون في صفوف الحركة قد تلقوا تعليمات دينية فقط وبعضهم أميون ويصعب عليهم استخدام الأسلحة التي حصلوا عليها بعد سقوط الحكومة السابقة.

غالبية قادة الحركة من قبائل "البشتون" ونسبة كبيرة من القادة العائدين إلى قبائل أخرى يعيشون في عزلة ما يزيد من حجم الخلافات داخل الحركة التي استطاعت تجنيد عدد من المواطنين بطرحها شعارات للجهاد والقتال وادعاء القتال ضد الاحتلال، كما أنها عملت على تغيير مهام نسبة كبيرة من الموظفين في وزارتي الدفاع والداخلية بعد استلام الحكم.

ويطرح قادة "طالبان" حالياً شعار "القضاء على الاحتلال" ويروجون على أنهم هزموا الولايات المتحدة ويسعون إلى إرضاء مقاتليهم وأنصارهم من خلال هذه الشعارات، وفي المقابل، يسعى قادة الحركة إلى إلغاء العقوبات الأميركية والاعتراف بحكمهم، لكن لا يلجأ من يدعي الانتصار إلى مثل هذه المطالب بأساليب ذليلة.

 

عن "اندبندنت فارسية"

المزيد من تقارير