Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إنهم يبيعون الوطن في تركيا

إدارة أردوغان طرحت أراض تركية تتجاوز مساحات دول للخصخصة وقريباً ستبيع الحجر للأجانب

الحكومة التركية عرضت أراض للبيع على الأجانب في عدة مدن مختلفة (أ ف ب)

ملخص

 إدارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تطرح مناطق بمساحات دول للخصخصة وقريباً ستبيع الحجر للأجانب.

كما هو معروف فإن كلمات مثل "وطني وأرضي" ليست مفقودة من خطابات الحزب الحاكم في تركيا وشريكه الذي يدعمه حزب الحركة القومية، كل خطاباتهم تحوي على كلمات مثل "الوطن والأمة والعلم والأرض"، فهل حبهم هذا للوطن هو السبب الذي يدفعهم لبيع أرضهم بثلاثة سنتات كما يقال؟

وطرحت إدارة الخصخصة في عشرات المقاطعات، خصوصاً الساحلية، مساحة 30668 كيلومتراً مربعاً من الأراضي المملوكة للخزانة، أي للشعب، للخصخصة.

ونحن هنا لا نتحدث عن رقم بسيط إذ إن الأراضي المطروحة للخصخصة تعد مساحتها أكبر من مساحة دول عدة حول العالم، فهذه الأرض أكبر من مساحة دولة مثل بلجيكا أو ألبانيا أو سلوفينيا أو مقدونيا أو أرمينيا أو إسرائيل أو الكويت، وأيضاً يشتري القطريون باستمرار أراض وعقارات في تركيا، وفي المقابل فإن أراضي الخزانة المعروضة للبيع تبلغ ثلاثة أضعاف مساحة قطر، وبمعنى آخر فإن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم ومؤيده حزب "الحركة القومية" يبيعون الوطن، والسبب هو محاولتهم إيجاد المال، فلقد حصلوا هم وأنصارهم على مليارات الدولارات من الثروات، لكنهم أغرقوا تركيا وأصبحت الدولة ذات أعلى معدل فائدة في العالم، والآن لا يستطيعون دفع الفوائد والديون، أما الحجم الإجمالي للأموال غير المنقولة التي حصل عليها الأجانب بين عامي 2022 و2023 فقد تجاوزت 8.3 مليون متر مربع، تشمل الأراضي والبيوت وأماكن العمل.

وعندما وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة مطلع القرن الحالي كان من أول الإجراءات التي اتخذها هو سن القانون رقم (4916) الذي دخل حيز التنفيذ عام 2003 وسهل للأجانب الاستحواذ على الأراضي، وبعد ذلك زادت بشكل كبير مساحة الأراضي التي اشتراها الأجانب في تركيا.

وخلال العام الماضي وحده تم بيع أكثر من 29 ألف عقار، وكانت إسطنبول في المرتبة الأولى تليها أنطاليا ومرسين وأنقرة وبورصة ويالوفا وإزمير وموغلا وسكاريا على التوالي، وكما ترون فهم يبيعون للأثرياء البلاد التي يقولون "سنموت من أجلها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أيضاً هم يبيعون في الغالب شواطئنا، وظهر الرئيس رجب طيب أردوغان أخيراً وهو يشكو من أن هناك من يصنع السواحل بالخرسان، إذ يبدو أن الطيب أردوغان الذي يمكنه إصدار قرارات في أي موضوع كما يشاء، لا يمكنه منع الخرسان على الشواطئ، وليس الأمر كما لو أن أردوغان هو الشخص الذي قطع آلاف الأشجار الجميلة لبناء قصر.

ومن المثير للاهتمام أن أردوغان أصبح خبيراً بيئياً هذه الأيام، لكن ذلك حصل لأن مقاولي القصر ذوي السمعة الطيبة هم في حماية الشرطة والدرك، ونعم فكلهم من القصر إلى ضباط إنفاذ القانون الذين يهاجمون الشعب في الغابات، ومن المقاولين إلى الإداريين المحليين وأعضاء السلطة القضائية، ​وجميعهم ​يرتكبون جرائم ضد الدستور ويدمرون الغابة، وبعد ذلك يخرج أردوغان ويهاجم الأشخاص الذين دافعوا عن الغابة على أنهم هامشيون، معلناً أنهم زرعوا أكثر من 6.5 مليار شتلة خلال فترة حكمه، بل يقول أيضاً "زرعنا 10 مليارات شجرة"، بينما سيتم تدمير غابات أخرى العام المقبل.

لقد سمعنا كثيراً من هذه القصص لكن الواقع مختلف، إذ إن كل ما يفعلونه هو بيع أراضي الناس والينابيع والأنهار والغابات والشواطئ لشركات غنية بالنفط وإمبريالية ولم يبق لديهم ما يبيعونه، والآن سيبيعون الجبال والحجارة، وقريباً لا شك في أنه سيأتي دور مراعي القرويين والهضاب.

وباختصار فإذا كان أردوغان الذي يفعل ما يشاء ولم يترك أي عوائق أمامه سيبقى في السلطة فترة أطول فإن هذا يعني أن هذه البلاد ستشهد دماراً هائلاً للغاية، ولسوء الحظ سنعاني خسائر كبيرة جداً من الصعب تعويضها، فالقضية خطرة ومستقبل بلادنا في خطر.

ملاحظة: الأفكار الواردة في هذه المقالة تخص المؤلف وحده ولا تعكس السياسة التحريرية لـ "اندبندنت التركية".

نقلا عن "اندبندنت تركية"

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل