مراوغة أم نهاية الحلم... لماذا عاد مبابي لصفوف سان جيرمان؟

في تطور لم يكن متوقعاً استتبت الأوضاع داخل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بين الإدارة برئاسة ناصر الخليفي ونجم الفريق كيليان مبابي، الذي كان مستبعداً من تدريبات وقائمة الفريق العاصمي استعداداً لبيعه خلال الصيف الحالي، بعد رفضه التوقيع على تمديد لعقده الذي ينتهي في الـ30 من يونيو (حزيران) 2024.

وأصدر النادي الباريسي أمس الأحد بياناً عبر الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية جاء فيه "بعد مباحثات بناءة وإيجابية جداً بين باريس سان جيرمان وكيليان مبابي قبل مباراة لوريان، عاد اللاعب للتدريبات الجماعية للفريق الأول صباح اليوم".

وتابع مبابي (24 سنة) تعادل فريقه سلبياً مع لوريان مساء أول من أمس السبت من المدرجات، إلى جوار مواطنه عثمان ديمبيلي الذي انضم إلى سان جيرمان قادماً من برشلونة الإسباني.

وكانت الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية والأوروبية تتوقع رحيل مبابي عن ملعب "حديقة الأمراء" بعد اشتداد الأزمة مع إدارة ناديه على خلفية الخطوة التي اتخذها اللاعب في منتصف يونيو الماضي، حينما أبلغ النادي كتابياً برفض تمديد عقده الحالي، مما يجعل الموسم المقبل (2023 - 2024) هو الأخير له في باريس، وبناء عليه يحق له الرحيل مجاناً في الصيف المقبل، وهو ما رفضته إدارة النادي التي أكدت أنها لن تسمح برحيل "أفضل لاعب في العالم" في صفقة انتقال حر.

وشهدت الأيام التالية حرباً كلامية بين مبابي والدائرة المقربة منه من جهة وإدارة باريس سان جيرمان على الجهة الأخرى، كما تم استبعاد أغلى لاعب في العالم من جولة الفريق الآسيوية.

وقبل مواجهة لوريان، قال الإسباني لويس إنريكي مدرب سان جيرمان إنه يأمل أن يتمكن النادي من حل خلافه مع مبابي، مشيراً إلى خبرة الفريق السابقة في حل الخلافات المتعلقة بعقد اللاعب الفرنسي.

ومع عودة مبابي إلى تدريبات فريقه في إشارة إلى انتهاء الأزمة وربما توصله إلى اتفاق في شأن مستقبله، ظهرت تساؤلات حول موقفه من تحقيق حلمه باللعب بقميص ريال مدريد، وهل عودته لطاولة المفاوضات مع باريس هي مناورة جديدة لكسب الوقت من أجل الاستمرار في الموسم الحالي ثم الرحيل مجاناً في الصيف المقبل؟ أم أن مشروع باريس الحالي أصبح أكثر ملاءمة لمستقبل الهداف الفرنسي؟

وكان مبابي نال إعجاب ريال مدريد لفترة طويلة، وذكرت تقارير أن العملاق الإسباني سبق أن تقدم بعرض وصلت قيمته إلى 200 مليون يورو (215.50 مليون دولار)، لكنه رفض عام 2021.

وخلال الصيف الماضي كاد مبابي يرحل إلى ريال مدريد بعد نهاية عقده السابق قبل نهائيات كأس العالم 2022 التي استضافتها قطر المالكة لنادي باريس سان جيرمان، ثم فجأة مدد عقده مع بطل فرنسا.

وفي مايو (أيار) 2022 أعلنت رابطة الدوري الإسباني تقدمها بشكوى رسمية ضد سان جيرمان أمام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) وسلطات الضرائب الفرنسية والجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي على خلفية تجديد تعاقد النادي مع مبابي بعقد هو الأعلى في تاريخ كرة القدم.

وكررت رابطة الدوري الإسباني السبت الماضي شكواها أمام المفوضية الأوروبية بحق باريس سان جيرمان، معتبرة أن النادي الفرنسي المدعوم من قطر يشوه أسواق الانتقالات من خلال مساعدات قالت إنه يتلقاها من الدوحة.

وأضافت الشكوى التي تقدمت بها الرابطة أن تلك الممارسات سمحت للنادي الفرنسي، الذي تملكه قطر للاستثمارات الرياضية منذ 2011، بالتعاقد مع أبرز اللاعبين والمدربين "بما يفوق قدرته في وضع السوق الطبيعية".

وقالت إن لائحة المفوضية بشأن الإعانات الأجنبية التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي تمنحها "سلطة التحقيق في المساهمات المالية التي تمنحها الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للشركات المنخرطة في نشاط اقتصادي في الاتحاد الأوروبي ومعالجة آثارها المشوهة، إذا لزم الأمر".

وكشفت صحيفة "أس" الإسبانية عن أن اجتماعاً قصيراً جمع مبابي برئيس سان جيرمان لأكثر من 10 دقائق، ثم قال الخليفي في كلمة موجهة للاعبي الفريق "كيليان مبابي كان ملتزماً تجاه النادي".

وذكرت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية اليوم الإثنين أن مبابي أصبح أمام خيارين أولهما هو التجديد حتى عام 2025 كما يرغب باريس سان جيرمان، ولكن بالاتفاق على أنه يمكنه المغادرة في صيف عام 2024 بسعر متفق عليه بين الطرفين، كي يكسب النادي العاصمي المال من بيع لاعبه إلى ريال مدريد.

الخيار الثاني الذي يملكه اللاعب هو أن يتنازل لباريس عن القسط الثاني من مكافأة الولاء الضخمة التي من المقرر أن يحصل عليها إن أكمل فترة عقده مع باريس، ثم الرحيل مجاناً إلى ريال مدريد في الصيف المقبل.

وأشارت تقارير صحافية فرنسية إلى إمكان توقيع مبابي على عقد طويل الأمد مع باريس، وبالتالي إجهاض حلم طفولته باللعب في ريال مدريد، وعللت الأمر بأن مشروع باريس سان جيرمان الحالي أصبح أفضل لمستقبل الهداف الشاب.

وأطلق بطل الدوري الفرنسي مشروعاً مستقبلياً جديداً هذا الصيف بالتعاقد مع المدير الفني الإسباني لويس إنريكي (53 سنة) في الخامس من يوليو (تموز) الماضي.

وشهد باريس صيف انتقالات ساخن بدأ برحيل الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى إنتر ميامي الأميركي والمهاجم ماورو إيكاردي إلى غلطة سراي التركي، ونجم الدفاع الإسباني سيرجيو راموس، وتعاقد النادي مع لاعب الوسط الأوروغواياني الشاب مانويل أوغارت من سبورتنغ لشبونة البرتغالي، وقلب الدفاع الفرنسي لوكاس هيرنانديز من بايرن ميونيخ الألماني، والكوري الجنوبي كانغ إن لي من ريال مايوركا الإسباني، والمدافع الصربي ميلان شكرينيار من إنتر ميلان الإيطالي، والجناح الإسباني ماركو أسينسيو من ريال مدريد، واستعاد خدمات الهولندي تشافي سيمونز من بي أس في آيندهوفن، وأخيراً ضم الفرنسي عثمان ديمبيلي من برشلونة.