نيمار يقترب من الهلال السعودي وجلسة مثمرة تعيد مبابي لباريس

أصبح البرازيلي نيمار دا سيلفا نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، أقرب من أي وقت مضى من الرحيل عن صفوف النادي العاصمي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بعد التقارير الصحافية التي تؤكد تلقيه عرضاً مغرياً من الهلال السعودي خلال الساعات الماضية من أجل الانضمام للنجوم الذين انتقلوا إلى دوري روشن خلال الأشهر القليلة الماضية، من أجل تدعيم صفوف الزعيم في الموسم الجديد، عقب الخسارة أمام مواطنه النصر في نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية الأبطال (البطولة العربية).

ويسعى نادي الهلال خلال الأيام المقبلة لضم البرازيلي نيمار من أجل تدعيم صفوف الفريق بصفقة تعوض عدم التعاقد مع الأرجنتيني ليونيل ميسي في بداية فترة الانتقالات الصيفية الجارية، حين انتقل بطل كأس العالم 2022 إلى الدوري الأميركي، لينضم لصفوف إنتر ميامي، ويتألق حالياً بقميصه.

حاول الهلال التعاقد مع أكثر من لاعب من فئة النخبة خلال الأيام الماضية وكان على رأسها برناردو سيلفا لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، ولكن لم تنجح المفاوضات وقتها، بسبب رغبة اللاعب في الاستمرار في الدوريات الأوروبية، إذ أشارت تقارير صحافية إلى أن سيلفا في حالة عدم بقائه في سيتي، سيفضل الانتقال إلى برشلونة الإسباني، لتستمر محاولات الهلال في ضم صفقة مدوية ليكون اللاعب نجم الفريق الأول في الموسم الجديد على غرار كريستيانو رونالدو في النصر، وكريم بنزيما في الاتحاد، ورياض محرز وفيرمينو في الأهلي. 

موقف سان جيرمان

وطلب البرازيلي نيمار من رئيس باريس سان جيرمان ناصر الخليفي الرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، كما ذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية، وأن الدوافع التي ساعدت في طلب لاعب برشلونة السابق بالرحيل هي ظهور بعض المشجعين أمام منزله تطالبه بمغادرة النادي، على رغم أن عقده ينتهي في يونيو (حزيران) 2025 مع وجود بند بتجديد موسم آخر، ويصل راتبه إلى 25 مليون يورو (27 مليون دولار) سنوياً، وهو ما قد لا يجده في برشلونة حال الانتقال إلى هناك كما أشارت تقارير صحافية بسبب الأزمة المالية التي يمر بها النادي أخيراً.

وكان اللاعب البرازيلي قد أثار الجدل بشأن مستقبله مع الفريق خلال الموسم المقبل، وإمكان عودته إلى برشلونة من جديد خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، حين ظهر في مايو (أيار) الماضي، نيمار رفقة والده في مدينة برشلونة، أثناء تناولهما العشاء، وكان رفقتهم داني ألفيس صديق البرازيلي في فريق برشلونة سابقاً، ليثير الشكوك حول إمكان عودته إلى إقليم كتالونيا من جديد.

وأسهمت شقيقة نيمار في إثارة الشكوك حول مستقبل أخيها، حين نشرت صورة رفقته من طائرة وقامت بوضع علم إسبانيا في إشارة لتوجههم إلى هناك، فربطت بعض التقارير هذا باقتراب اللاعب من العودة إلى برشلونة من جديد.

دور مبابي في رحيل نيمار

ظهر كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان في مدرجات ملعب "حديقة الأمراء" أمس يشاهد مباراة فريقه أمام لوريان في الجولة الأولى من منافسات الدوري الفرنسي، وظهر بابتسامة وارتياح لأول مرة منذ أن دبت الأزمات بينه وبين ناصر الخليفي بسبب عدم تجديد عقده ورغبته في الرحيل كما وصفت التقارير، وكان برفقة الصفقة الجديدة عثمان ديمبيلي المنضم حديثاً قادماً من برشلونة خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية.

وأكد باريس سان جيرمان في بيان عودة مبابي إلى تدريبات الفريق بعد محادثات إيجابية بين الطرفين، وقال النادي في بيان، وفقاً لوسائل إعلام محلية، "بعد مباحثات بناءة وإيجابية جداً بين باريس سان جيرمان ومبابي قبل مباراة لوريان، عاد اللاعب إلى التدريبات الجماعية للفريق الأول صباح اليوم".

تؤكد السطور السابقة من بيان سان جيرمان، على أن هناك حديثاً تم بين مبابي والخليفي من أجل حسم موقف اللاعب من تجديد تعاقده مع النادي العاصمي خلال الأيام القليلة المقبلة، وحسم مستقبله بشكل نهائي بعد الغموض الذي سيطر على المفاوضات في الفترة الماضية، ومع إمكان عودته ومشاركته مع الفريق بشكل طبيعي قد يكون دافعاً لسان جيرمان للاستغناء عن نيمار بعد العرض المغري الذي تلقاه من الهلال السعودي خلال الأيام الماضية.

عرض الهلال

لم يكن عرض الهلال خلال الساعات الماضية هو الأول لضم البرازيلي نيمار، ولكنه تلقى عرضاً أواخر يوليو (تموز) الماضي، وصل راتبه السنوي إلى 200 مليون يورو (219 مليون يورو)، إضافة إلى 45 مليون يورو (49 مليون يورو) لشراء المدة المتبقية في عقده مع سان جيرمان، ولكن لم تكلل المفاوضات بنجاح وقتها.

وخرجت أمس تقارير صحافية على وجود عرض جديد ومغر بشكل كبير لنيمار من الهلال لضمه خلال فترة الانتقالات الصيفية، وأن اللاعب بدأ يفكر في قبول العرض، والمفاوضات في الوقت الحالي من أجل التوصل لاتفاق بين الطرفين على كافة البنود الشخصية، وفتح خط اتصال مع سان جيرمان من أجل الموافقة على رحيله.

وكشفت شبكة "سكاي سبورتس"، اليوم الأحد، أن هناك محادثات في الوقت الحالي بين الهلال وسان جيرمان بشأن إنهاء صفقة نيمار، بعد ترحيب اللاعب بالعرض، وأن النادي الفرنسي يسعى للحصول على أكبر استفادة ممكنة تساعده في توفيق أوضاعه وفقاً لقواعد اللعب المالي النظيف، وتخفيض سقف الرواتب.

وتعد رغبة الهلال في الوقت الحالي في ضم نجم كبير خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ليست قيمة تسويقية فقط للصفقة، بل من الناحية الفنية أيضاً، بطلب من البرتغالي خورخي خيسوس المدير الفني للزعيم أكثر من مرة، حين قال في أحد المؤتمرات الصحافية في البطولة العربية "ما زلت أنتظر تدعيم الفريق بصفقات جديدة"، وما قد يجعله يصر على ذلك هو خسارة لقب البطولة العربية أمس السبت أمام النصر.

أزمة جديدة تهدد سان جيرمان

وأصبح سان جيرمان بسبب الأحداث المتتالية، بؤرة الاهتمام خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، بسبب كثرة الأزمات سواء برحيل لاعبيه أو جدل عند ضم الفرنسي ديمبيلي من برشلونة، حيث قدمت رابطة الدوري الإسباني شكوى أمام المفوضية الأوروبية بحق باريس سان جيرمان معتبرة أن النادي الفرنسي المدعوم من قطر يشوه الأسواق من خلال مساعدات قالت إنه يتلقاها من الدوحة.

وأضافت الشكوى التي تقدمت بها الرابطة يوم السبت أن تلك الممارسات سمحت للنادي الفرنسي، الذي تملكه قطر للاستثمارات الرياضية منذ 2011، بالتعاقد مع أبرز اللاعبين والمدربين "بما يفوق قدرته في وضع السوق الطبيعي".

واعتبرت الرابطة أن "باريس سان جيرمان تلقى مساعدات أجنبية من دولة قطر ما سمح له بتحسين وضعه التنافسي، بالتالي إحداث تشوهات كبيرة في عدد من الأسواق المحلية والأوروبية".

وقالت إن لائحة المفوضية بشأن الإعانات الأجنبية التي دخلت حيز التنفيذ الشهر الماضي تمنحها "سلطة التحقيق في المساهمات المالية التي تمنحها الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للشركات المنخرطة في نشاط اقتصادي في الاتحاد الأوروبي ومعالجة آثارها المشوهة، إذا لزم الأمر".

وكانت الرابطة قد تقدمت بشكوى أمام الاتحاد الأوروبي للعبة (اليويفا) بحق باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي تتهمهما فيها بمخالفة قواعد اللعب المالي النظيف.

وأبرم باريس سان جيرمان صفقات كبرى في السنوات الماضية، بينها التعاقد مع المهاجم البرازيلي نيمار مقابل 222 مليون يورو (243 مليون دولار) في 2017 في أغلى صفقة في العالم والمهاجم مبابي مقابل 180 مليون يورو في 2018.

وهذه الشكوى هي التي ستسهل موافقة باريس سان جيرمان على رحيل نيمار خلال فترة الانتقالات الصيفية بسبب قواعد اللعب المالي النظيف، ليسهم تخفيض الرواتب في توفيق أوضاعه خلال الأيام الجارية.