Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الكشافة المسلمون جاهزون وينضمون إلى الحركة داخل المملكة المتحدة بالأفواج

فيما تؤيد منظمات أخرى داخل المملكة المتحدة فكرة الدمج الشامل والتنوع بالكلام فقط، يبدو أن هذه المؤسسة التي يفترض أنها تنتمي إلى نوع من المؤسسات الخاصة بالطبقة الوسطى البيضاء تمارس هذه المبادىء بالفعل.

حلقة من الكشافة البريطانية (onevoicenetwork.org.uk)

تقف قائدة فوج الكشافة نصبه حسين داخل المرآب الملحق بمنزلها في مدينة بلاكبيرن، التابعة لمقاطعة لانكشر وتحيط بها لوازم فوجها الكشفية. 

تحتّل الخيم والحصر وأدوات الطهي والقدّاحات وموقِدَين وبعض الحبال وعلبة من أوشحة الكشافة مكان سيارة العائلة (التي ركنت في الممرّ) ودراجات الأطفال الهوائية (التي وضعت في كوخ الحديقة).

وتقول نصبه "نحتاج حقاً إلى كوخ يسع كل هذه الأغراض. ولكننا لم نحلم يوماً أن شعبيتنا ستبلغ هذا الحدّ وأننا سنحتاج إلى هذا الكمّ من الأغراض".

ثم تطرق قليلاً قبل أن تتابع "أظن أنه من سخرية القدر أننا لم نكن جاهزين".

 تنتمي نصبه، وهي والدة لثلاثة أطفال وقائدة فوج الكشافة "وان فويس بلاكبيرن" (صوت واحد في بلاكبيرن) إلى حركة آخذة في النمو داخل منظمة الكشافة البريطانية: انضمام أعداد قياسية من الأطفال والمراهقين المسلمين إلى المنظمة.

فيما تؤيد منظمات أخرى داخل المملكة المتحدة فكرة الدمج الشامل والتنوع ظاهرياً فقط، يبدو أن هذه المؤسسة التي يُفترض أنها تنتمي إلى نوع من المؤسسات الخاصة بالطبقة الوسطى البيضاء، تمارس هذه المبادىء بالفعل.

ابتداء من شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، سيضم الفوج أكثر من 6500 شاب وشابة يحلفون بالبارئ قسم الكشافة، وهو ما يعادل أربع مرات عدد المنتسبين إلى الكشافة عام 2009، فيما انضم إلى جمعية زمالة الكشافة الإسلامية أكثر من 70 فوجاً كشفياً. ومنذ أربع سنوات فقط، بُنيَ مسجد في جيلويل بارك الذي يُعدّ أكبر مخيم كشفي في المملكة المتحدة، إلى جانب أبنية المعبد البوذي والكنيس اليهودي والكنيستين المسيحيتين التي كانت موجودة في الموقع من قبل.

هنا في مدينة بلاكبيرن، توسّع فوج نصبه الذي ضمّ 16 شبلٍ وزهرة لدى تأسيسه داخل مدرسة ابتدائية عام 2014 ليضمّ اليوم وبعد مرور خمس سنوات على هذا التاريخ، 100 فتى وفتاة يتوزعون على مراحل البراعم والأشبال والزهرات والفتيان والفتيات والمتقدمين. وعلى لائحة الانتظار 110 اسماً إضافياً.

وباستثناء بعض أفراده فقط، يمارس الفوج الشعائر الإسلامية. وتقول نصبه وهي محامية بالأصل "نتناول اللحم الحلال عندما نسهر حول نار المخيم، ونعقد اجتماعاتنا أيام السبت لأن معظم الصغار يذهبون إلى المسجد خلال أيام الأسبوع. وهاتان نقطتا الاختلاف الوحيدتان بيننا وبين باقي الأفواج الكشفية".

وأسّست هذا الفوج لأنها شعرت بالقلق إزاء عدم خروج أولادها الثلاثة، مايا، 10 سنوات وريحان، 8 سنوات وزين 6 سنوات، بما فيه الكفاية من المنزل.

فهي أرادت لهم أن يتعلّموا التخييم والمشي في الطبيعة وطهي الحبوب على الموقد ("أي ببساطة أن يختبروا المغامرات") لأنها وقعت في حب الطبيعة والهواء الطلق، عندما سكنت لمدة قصيرة في مقاطعة وارويكشاير.

وبعدما عثرت على ما يناسبها في الكشافة، اتصلت بجمعية الكشافة وطلبت منهم الإذن بتشكيل فوج في منطقة "والي نيو رود" في مدينة بلاكبيرن، ثم عقدت اجتماع الفوج الأول في مدرسة بروكهاوس الابتدائية في البلدة خلال أسابيع قليلة.

ولفتت إلى أنه "من ناحية إشراك المجتمع المحلي، كان الأمر بمثابة الدخول من أبواب مشرّعة. أعتقد أن العائلات كانت في حاجة ماسة إلى شيء من هذا النوع من دون أن تعي ذلك تماماً. لذلك أثار الفوج انتباه الجميع فور انطلاقه".

"خلال العام الأول، انضم إلينا ستة قادة مقابل 16 طفلاً لأن كل الأهل رغبوا في المشاركة واكتشاف هذا النشاط".

ومذّاك، ومع توسّع الفريق، زادت وتيرة المغامرات وكثافتها. وزار الفوج البرلمان، وقضى ليلة في برج بلاكبول السياحي، وسافر العام الماضي لزيارة فوج كشفي زميل في ماليزيا.

تضحك نصبه وتقول "سهرنا في إحدى الليالي وكنا نرقص رقصة الماكارينا في وسط مدينة كوالالمبور بصحبة أصدقاء كثر، تعرّفنا إليهم قبل ذلك بفترة قصيرة. كيف كنا لنحظى بفرصة خوض هذه التجربة لولا الكشافة؟" 

وتضيف أنه على الرغم من الأصول الاستعمارية والمسيحية للحركة الكشفية، أصبحت هذه الحركة اليوم متنوعة تماماً.

وتردف قائلة "يسود مفهوم خاطئ بأنّ أعضاء الكشافة ينتمون بشكل أساسي إلى العرق الأبيض وأن عضوية الحركة حصرية، ولكن المبادئ التي تتبناها والنشاطات التي تقدّمها للصغار تتوافق بشكل كبير مع تعاليم الإسلام. حتى إنّ الترابط بينهما قوي للغاية: فقضاء الوقت في الطبيعة والسعي إلى إيجاد السعادة الشخصية من خلال مساعدة الآخرين والقيام بالواجب على أتم وجه، هذه كلّها تعاليم أساسية في ديننا".

وتشير إلى أنّ ثلث الكشافة حول العالم من المسلمين، وينضم إلى عضوية هذه الحركة أفواج واسعة في مناطق كإندونيسيا والشرق الأوسط. "لذا لا سبب يمنع انضمام أعداد أكبر حتى في المملكة المتحدة أيضاً".

وهذا ما تتمناه جمعية الكشافة نفسها.

ومنذ خمس سنوات، اتخذت الجمعية قراراً استراتيجياً بالتركيز على زيادة عامل الجذب في الحركة كي تستميل الأعضاء من مختلف الجاليات المتنوعة داخل المملكة المتحدة. واتخذت خطوة حاسمة بتخصيص جزء من ميزانيتها وتوظيف عدد من موظفي تنمية الأعمال وتوجيههم من أجل التوجه إلى الأحياء المحرومة والتغنّي بحسنات الحركة الكشفية. 

ويعلّق سايمون كارتر، وهو أحد الناطقين باسم الجمعية وقائد فوج فيرست بيشوب ستروتفورد "نحصد اليوم ثمار هذا العمل. لطالما التزم الكشافة منذ تأسيس حركتهم عام 1908 على يد روبرت بادن - باول بمواكبة محيطهم، فهم ينتمون إلى حركة جماعية لا تستطيع الاستمرار إن لم تضمّ الجميع. وبغية مواكبة مجتمعنا في القرن الحادي عشر، فهمنا أنه علينا أن نعكس وجه المملكة المتحدة مع كل تغيراته".

لكنه يعترف بأن العمل لم ينتهِ بعد.

فبينما تضم المنظمة 638794 يافعاً بالإجمال، ما زالت نسبة الكشافة المسلمين أقل مما يجب بالنظر إلى نسبة السكان الإجمالية.  

ويتابع كارتر الذي ينشط داخل الحركة الكشفية منذ أربعين عاماً تقريباً "لكننا لن نتراخى ونجلس على أمجادنا في هذا الموضوع. نجحنا في استقطاب أعضاء من الأقليات الإثنية والآن نريد جذب المزيد من الأعضاء. لدينا ما نقدّمه ونريد أن نتيح المجال أمام الجميع للاستفادة".

ونظّم عشرات الأفواج إفطارات خلال شهر رمضان هذا العام كجزء من مبادرة لدعوة المجتمع المحلي إلى الانضمام، وتخطط جمعية زمالة الكشافة الإسلامية إلى إقامة مهرجان في 2021 يُرجَّح أن يستقطب 3500 عضو جديد.

ولكن في الوقت الراهن، لا شك في أنّ الأعضاء الحاليين سعداء لانتسابهم إلى الحركة.

تقول تحسين باتيل، وهي طالبة تبلغ من العمر 18 سنة انضمت إلى فوج نصبه منذ اليوم الأول على تأسيسه "أعشق الكشافة. فمن دونها تختلف أيام السبت كثيراً. ونستمتع كثيراً خلال الأنشطة ولكن عندما نغادر المكان، يغمرنا دائماً شعور بالإنجاز أو باكتساب معرفة جديدة".

 من ذكرياتها المفضلة، لقاؤها دوقة كامبريدج في المخيم الكشفي جيلويل بارك (واعتبرتها "في غاية الرقي") وتلك الليلة التي قضتها في برج بلاكبول السياحي. وتقول مبتسمة "تناولنا الفطور في قاعة الحفلات. يا لها من تجربة رائعة!".

في هذه الأثناء، تقف نصبه داخل موقف السيارة الملحق بمنزلها وتتأمل الأغراض من حولها.

وتقول "نريد للفريق الاستمرار ودوام العمل. وعلى الرغم من أننا نحب المدرسة الابتدائية كثيراً، فالوسيلة الأفضل لضمان استمراريتنا هي بأن يكون لنا مقرّنا الخاص وهذا أملنا الآن. أن نملك كوخاً صغيراً خاصاً بنا، لأمر رائع فعلاً".

© The Independent

المزيد من الأخبار