ملخص
نقلت أرمينيا أكثر من 450 ألف سيارة أميركية من الولايات المتحدة إلى روسيا خلال الربع الأول من عام 2023
تمتد قافلة من المقطورات محملة بسيارات مستعملة على مدى كيلومترات على طريق ترابي يؤدي إلى محطة جمركية في مدينة غيومري الأرمينية، وبعد حرب روسيا وأوكرانيا والعقوبات الغربية غير المسبوقة على موسكو أتيحت فرصة تجارية لتجار السيارات المستعملة مثل ياروسلاف كولتشينكو.
وحظرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تصدير السيارات إلى روسيا، لكن لا يزال من الممكن تخليص السيارات عبر أرمينيا.
وكولتشينكو (31 سنة) يستفيد من ذلك، ووقف يحتسي القهوة تحت الشمس قرب صف السيارات، وقال التاجر لوكالة الصحافة الفرنسية "حتى الأثرياء الروس لا يستطيعون الوصول إلا إلى السيارات الأميركية المستعملة التي تجلب إلى روسيا عبر أرمينيا"، ويصف الرجل المتحدر من سانت بطرسبرغ مسار رحلة المركبات لتصل إلى روسيا في ظل العقوبات المفروضة عليها.
ويشرح كولتشينكو أنه "تشترى سيارات مستعملة أو تالفة أو رخيصة من المزادات عبر الإنترنت في الولايات المتحدة"، وبعدها "تنقل من طريق البحر إلى ميناء بوتي الجورجي، ثم إصلاحها ونقلها إلى أرمينيا للتخليص الجمركي، ثم إلى روسيا براً عبر جورجيا".
تقول كييف وحلفاؤها من الغربيين إن شركاء روسيا الاقتصاديين في منطقة القوقاز السوفياتية السابقة أو آسيا الوسطى يساعدون موسكو في الالتفاف على العقوبات، وكان الرئيس الأرميني فاهاغن خاتشاتوريان أعرب عن ثقته العام الماضي بأن روسيا "ستقاوم العقوبات"، وتعهد بعلاقات اقتصادية أوثق مع موسكو "الشقيقة".
وترتبط الدولة القوقازية الصغيرة والفقيرة باتفاق تجارة حرة مع روسيا، إذ إن تخليص السيارات في الجمارك الأرمينية أرخص بكثير مقارنة بروسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبرزت أرمينيا كمركز لإعادة التصدير من الولايات المتحدة إلى روسيا، بعد أن أغلق تجار السيارات الغربيون متاجر الوكلاء هناك.
ويؤكد شريك كولتشينكو الذي عرف عن نفسه باسمه الأول فقط اندريه بأنهما باشرا العمل في هذا المجال منذ اندلاع الحرب في فبراير (شباط) 2022، مضيفاً "قمنا ببيع ثماني سيارات في أبريل (نيسان) الماضي ونخطط لتوسيع أعمالنا التي تعد مربحة للغاية".
ويشرح اندريه على سبيل المثال كيف تذهب إحدى السيارات التي اشتراها أخيراً بـ13 ألف دولار، للبيع في سانت بطرسبرغ في مقابل 23 ألف دولار مع تكاليف جمركية تبلغ نحو 5 آلاف دولار.
وقد تساعد هذه الأرقام في تفسير الارتفاع الكبير في حجم التبادل التجاري بين أرمينيا وروسيا منذ اندلاع الحرب بين موسكو وكييف، وبموجب إحصاءات رسمية هناك زيادة في الصادرات بمقدار يتجاوز الضعفين بحيث وصلت قيمتها إلى رقم قياسي بلغ 2,4 مليار دولار العام الماضي.
وحققت إعادة تصدير السيارات العام الماضي نمواً بنسبة 170 في المئة، ونقل أكثر من 450 ألف سيارة معظمها من الولايات المتحدة إلى روسيا في الربع الأول من عام 2023.
وفي مارس (آذار) الماضي أصدرت وزارات العدل والخزانة والتجارة الأميركية تقريراً مشتركاً قالت فيه إن أرمينيا من بين الدول التي تستخدم كنقاط إعادة شحن إلى روسيا، وفي يونيو (حزيران) الماضي اتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات جديدة أضيفت إلى حزمة العقوبات الـ11 ضد روسيا لتضييق الخناق على التهرب من القيود، وخصوصاً سد الثغرات في إعادة تصدير التكنولوجيا الحساسة مثل الرقائق عبر بلدان ثالثة.
وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أكد هذا الشهر أن الامتثال للعقوبات الغربية من دون إغضاب شريك اقتصادي رئيس أمر يصعب تحقيق توازن فيه، وقال "نحن على اتصال تعاون وثيق بالمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي وممثل الولايات المتحدة لضمان أن نتصرف كعضو مسؤول فى المجتمع الدولي"، موضحاً أنه "ليس هناك على المستوى الرسمي أي اعتراضات أو شكاوى من شركاء أوروبيين أو أميركيين ولا من روسيا".
في غيومري يصر ياروسلاف على أن "ما يحدث هنا يظهر إمكان التهرب من أية عقوبات"، مضيفاً "بالطبع الأميركيون ليسوا سعداء بذلك وسيحاولون على الأرجح إثارة المشكلات لكنهم سيفشلون، لا يمكن عزل دولة كبيرة مثل روسيا".