Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفد "إيكواس" في النيجر: التدخل العسكري هو الخيار الأخير

نيجيريا تقطع الكهرباء عن البلاد بموجب العقوبات الدولية وممثل للانقلابيين يزور مالي

ملخص

أعيد فتح الحدود البرية والجوية للنيجر مع خمس دول حدودية فيما يجتمع رؤساء أركان دول غرب أفريقيا لمناقشة تداعيات انقلاب النيجر من الأربعاء إلى الجمعة

قال عبد الفتاح موسى مفوّض المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" للشؤون السياسية والسلام والأمن إن وفداً من المنظمة بقيادة نيجيريا في النيجر لعقد مفاوضات مع قادة الانقلاب الذين استولوا على السلطة، الأسبوع الماضي.

في هذه الأثناء قال مسؤول في الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس) الأربعاء خلال افتتاح اجتماع لرؤساء أركان غرب إفريقيين في أبوجا إن التدخل العسكري في النيجر سيكون "الخيار الأخير" الذي ستطرحه الهيئة لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، لكن يجب "الاستعداد لهذا الاحتمال".
وصرح مفوض إكواس المكلف الشؤون السياسية والأمن عبد الفتاح موسى "الخيار العسكري هو الخيار الأخير المطروح، لكن يجب أن نكون مستعدين لهذا الاحتمال".
وأضاف موسى أن فريق إكواس موجود في النيجر "للتفاوض".

لا كهرباء من نيجيريا
وفرض قادة إكواس الأحد عقوبات تجارية ومالية على النيجر ومنحوا الانقلابيين أسبوعا لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة تحت طائلة اللجوء إلى القوة.
وقال مصدر في شركة كهرباء النيجر الأربعاء إن نيجيريا قطعت إمدادات الكهرباء عن جارتها بموجب العقوبات. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية "منذ الأمس (الثلاثاء) قطعت نيجيريا خط التوتر العالي الذي ينقل الكهرباء الى النيجر".
وتعمتد النيجر وهي إحدى أفقر دول العالم على نيجيريا لتأمين 70% من احتياجاتها من الكهرباء.

...وتأمل إنهاء الانقلاب

في الأثناء، تكثّف نيجيريا التي تتزعم "إكواس" والقوة الاقتصادية الكبرى في القارة، جهودها لإنهاء الانقلاب في النيجر، وهو طموح يبدو صعب المنال بسبب نقص الوسائل، وكونها الدولة الأفريقية الأكثر تعداداً للسكان مع 215 مليون نسمة، من المرجح أن ترغب نيجيريا في استعادة مكانتها كلاعب إقليمي، وتجنب إثارة مشكلات على أراضيها.

وقال جيمس بارنيت، الباحث في معهد "هادسون" في واشنطن "ستكون نيجيريا الأكثر قلقاً من زعزعة الاستقرار في النيجر لأنها تتشارك معها في حدود طولها 1600 كيلومتر وليس بإمكان قوات الأمن النيجيرية ضمان أمنها كما يجب".

ممثل عن الانقلابيين يصل باماكو

في التحركات أيضاً، وصل الجنرال ساليفو مودي، أحد أبرز المشاركين في انقلاب النيجر، الأسبوع الماضي، الأربعاء، إلى مالي التي أبدى قادتها العسكريون تضامنهم مع نظرائهم النيجيريين في مواجهة الضغوط الدولية، وفق ما أعلن مسؤولان.

وتوجه الجنرال مودي، رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة الذي أقيل في أبريل (نيسان)، إلى مالي المجاورة على رأس وفد، على ما قال مسؤول نيجيري رفيع المستوى ومسؤول أمني مالي طلبا عدم كشف هويتيهما، ولم يقدّم المصدران تفاصيل حول الغرض من هذه الزيارة.

فتح الحدود

وأعيد فتح الحدود البرية والجوية للنيجر مع خمس دول حدودية، بعد نحو أسبوع على إغلاقها في أعقاب انقلاب أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، بحسب ما أعلن أحد العسكريين الانقلابيين الثلاثاء عبر التلفزيون الوطني.

وقال "أعيد فتح الحدود البرية والجوية مع الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وتشاد اعتباراً من اليوم".

في السياق، يجتمع رؤساء أركان بلدان المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (إكواس) من الأربعاء إلى الجمعة في أبوجا للبحث في الانقلاب بالنيجر، بحسب ما أعلنت المنظمة الإقليمية مساء الثلاثاء في بيان.

وكان زعماء غرب أفريقيا الذين اجتمعوا في قمة استثنائية، الأحد الماضي، في العاصمة النيجيرية دانوا الانقلاب وأمهلوا الانقلابيين أسبوعاً لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم، من دون أن يستبعدوا إمكان استخدام القوة.

وأعلن القادة أيضاً أنه سيجري تعيين ممثل يتم إيفاده إلى النيجر لتقديم مطالب المجموعة.

ومن المقرر أن يزور وفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا برئاسة الرئيس النيجيري السابق عبد السلام أبو بكر النيجر، الأربعاء، بحسب ما قال مسؤول عسكري من النيجر ومسؤولة كبيرة من المنظمة الغرب أفريقية اشترطا عدم كشف هويتيهما.

262 فرنسياً يعودون من النيجر

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، هبطت أول طائرة فرنسية تقل 262 شخصاً أجلوا من النيجر، في مطار رواسي شارل ديغول ليل الثلاثاء - الأربعاء بعيد الساعة 01.30 (23.30 ت غ) بحسب ما أكد مصدر في المطار، بعد أيام قليلة على الانقلاب العسكري في ذلك البلد.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء الثلاثاء إن "ثمة 262 شخصاً على متن الطائرة، وهي من طراز "إيرباص أي 330"، بينهم عشرات الأطفال"، موضحة أن "جميع الركاب تقريباً مواطنون".

فرنسا تنفي التدخل

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا نفت، الإثنين، اتهامات العسكريين الذين استولوا على الحكم في النيجر بأن فرنسا تريد "التدخل عسكرياً" في هذا البلد.

وصرحت كولونا لقناة "بي أف أم" قائلة "هذا خاطئ". وتعليقاً على الشعارات المناهضة لفرنسا والتي رفعت خلال تظاهرة أمام السفارة الفرنسية في نيامي الأحد، قالت "ينبغي عدم الوقوع في الفخ". وأضافت "لقد شاهدنا تظاهرة منظمة، غير عفوية، عنيفة، بالغة الخطورة، مع زجاجات حارقة وأعلام روسية ظهرت، وشعارات مناهضة لفرنسا تم نسخها ولصقها مما يمكن أن نراه في مكان آخر"، مشيرة إلى "كل المكونات المألوفة لزعزعة الاستقرار على الطريقة الروسية - الأفريقية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكرت كولونا أن الأولوية المطلقة لفرنسا هي "أمن مواطنيها" في وقت تم تعزيز أمن السفارة الفرنسية في نيامي. واعتبرت أيضاً أن إعادة الرئيس محمد بازوم إلى منصبه هو أمر "ممكن". وأضافت "وهذا ضروري لأن عمليات زعزعة الاستقرار هذه تنطوي على أخطار بالنسبة إلى النيجر وجيرانها".

من جهتها، أوردت أوساط الإليزيه أن الرئيس إيمانويل ماكرون "يتابع الوضع القائم وقد تحدث مراراً إلى الرئيسين بازوم وإيسوفو، وكذلك إلى رؤساء دول غرب أفريقيا، وخصوصاً رؤساء نيجيريا وتشاد وساحل العاج وبنين والسنغال، و(إلى) شركائنا الأوروبيين والدوليين المعنيين بحل الأزمة النيجرية".

واشنطن لا ترى ضرورة لإجلاء رعاياها 

في السياق، أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الولايات المتحدة لن تحذو حذو حلفاء أوروبيين في إجلاء مواطنيها من النيجر في الوقت الراهن، مشيراً إلى عدم وجود خطر داهم جراء الانقلاب.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن واشنطن "على علم بالتأكيد بجهود تبذلها فرنسا ودول أوروبية أخرى لإجلاء مواطنيها. في الوقت نفسه لا مؤشرات لدينا تفيد بوجود تهديدات مباشرة للمواطنين الأميركيين أو لمنشآتنا، لذا نحن لم نغير موقفنا في ما يتعلق بوجودنا في النيجر خلال الوقت الراهن".

ويتمركز في النيجر نحو ألف جندي أميركي كانوا يؤازرون الرئيس المخلوع محمد بازوم في مكافحة تمرد إقليمي متطرف.

وقال كيربي إن البيت الأبيض لا يزال يعتبر أن هناك "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة "تراقب الأمور على مدار الساعة"، وتابع "نحض المواطنين الأميركيين الموجودين في النيجر على أن يجعلوا من سلامتهم أولى أولوياتهم".

ولفت إلى أن القوات الأميركية الموجودة في النيجر لا تشارك في عمليات الإجلاء الجوية التي يجريها الأوروبيون، وأضاف "لا قرار باستخدامهم بأي شكل للمساعدة في جهود الإجلاء التي تقودها دول أخرى".

كما أكد عدم وجود "أي قرار متخذ في شأن نشر مزيد من القوات هناك أو في الجوار"، وتابع "إذا تعين علينا إجراء تعديلات فسنجريها"، مشيراً إلى عدم وجود ما يستدعي ذلك في الوقت الراهن.

والإثنين، قال الجيش الأميركي إن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي تحدث هاتفياً مع رئيس أركان جيش النيجر اللفتنانت جنرال عيسى عبده صديق وناقشا سبل سلامة المواطنين الأميركيين، وكذلك الوضع في البلاد. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي إن الاتصال جرى يوم 27 يوليو (تموز).

المزيد من دوليات