Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بدء ترميم باقي مقتنيات توت عنخ آمون تمهيدا لعرضها في المتحف المصري الكبير

التابوت المذهب الخارجي الكبير يخرج للمرة الأولى من مقبرة وادي الملوك بالأقصر بعد 97 عاماً من الاكتشاف

بين كل ملوك الفراعنة، يبقى للملك توت عنخ آمون سحر وجاذبية لدى كل المهتمين بالتاريخ الفرعوني، ربما للمصير المجهول الذي لقيه الملك الشاب، الذي قتل في ريعان الشباب دون سبب معروف، في لغز لم يُحلّ حتى الآن، وربما لإبهار مقبرته ومقتنياته التي تعرف بكنوز توت عنخ آمون، والمعروض جزء منها في المتحف المصري الواقع بوسط القاهرة.

وتعدّ مقبرة توت عنخ آمون، أو "الفرعون الذهبي" كما يطلق عليه، المقبرة الفرعونية الوحيدة المكتشفة بأكملها وبكل مقتنياتها حتى الآن، حيث تم اكتشافها في عام 1922 على يدّ عالم الآثار البريطاني، هوارد كارتر، في واحد من أعظم الاكتشافات الأثرية في العالم.

ويعد توت عنخ آمون أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر من الدولة الحديثة، وتبلغ أبعاد غرفة دفن الملك نحو 6 أمتار في 4 أمتار، ويوجد بها التابوت الأصلي مستطيل الشكل المصنوع من حجر الكوارتزيت، وتزين أركانه "المعبودات الحاميات" الأربعة ناشرة أجنحتها لحماية التابوت وما به، بحسب المعتقدات القديمة.

وكان هذا التابوت يضم بداخله ثلاثة توابيت مختلفة الأحجام  تتخذ شكل الملك في الوضع "الأوزيري"، وأخيرا أعلنت وزارة الآثار المصرية عن نقل التابوت الأكبر للملك توت عنخ آمون من مقبرته في وادي الملوك بالأقصر ليحل الفرعون الذهبي ضيفاً على المتحف المصري الكبير الذي يتم إنشاؤه حالياً بالقرب من منطقة أهرامات الجيزة، والمتوقع افتتاحه في أواخر عام 2020.

وسيخضع التابوت لعمليات من الفحص والترميم يقوم بها مركز الترميم الذي تم إنشاؤه في المتحف المصري الكبير لفحص وترميم القطع الأثرية التي سيتم عرضها في المتحف، والذي يسابق فيه الجميع الزمن لتكون كل القطع الأثرية جاهزة للعرض في حالة ممتازة عند افتتاح المتحف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الدكتور عيسى زيدان، مدير الترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، قال في تصريحات لـ"اندبندنت عربية" إن "التابوت الكبير للملك توت عنخ آمون واحد من ثلاثة توابيت: التابوت الذهبي الداخلي، وهو أصغرهم حجماً من الذهب الخالص (وزنه 110.4 كجم) على شكل مومياء عثر عليه بداخل التابوت الأوسط، وكان ملفوفاً بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء. والتابوت الأوسط، وقد وجد بداخل التابوت المذهب الخارجي الكبير، وهو مصنوع من الخشب المغطى بصفائح من الذهب، وكان مكسواً في أجزاء منه بعجائن زجاجية متعددة الألوان، وكلا من التابوت الأوسط والصغير موجود الآن بالمتحف المصري في ميدان التحرير بالقاهرة في قاعة العرض الشهيرة الخاصة بتوت عنخ آمون".

ويضيف "التابوت الذي تم نقله وجارٍ الآن ترميمه هو التابوت الكبير، وهو يخرج من مقبرة توت عنخ آمون التي تقع بوادي الملوك في الأقصر للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة في عام 1922، أي منذ نحو 97 عاما، والتابوت مصنوع من الخشب المذهب، ويمثل الملك على هيئة المعبود أوزير ويداه مكسوتان برقائق من الذهب ومتقاطعتان على الصدر تمسكان بالشارات الملكية المطعمة بعجينة زجاجية زرقاء وحمراء، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء وأبعاد التابوت هي 223.5 سم طولاً، 83.8 سم عرضا، 105.5 سم ارتفاعا".

سنوات وعصور قضاها التابوت قابعاً في المقبرة حتى اكتشافها في عام 1922، وبقي داخلها لم ينقل من مكانه حتى وقت قريب، فكيف هي حالة التابوت وما مدى الضرر الواقع عليه وكيفية التعامل معه من خلال الترميم؟ عن هذا الأمر يقول الدكتور زيدان "حالة التابوت يظهر فيها مظاهر واضحة للتلف، فبعد فحص التابوت المذهب الخارجي بالمقبرة بوادي الملوك ظهر أن هناك ضعفا شديدا وشروخا في طبقات الجصّ المذهبة، بخاصة في الغطاء والقاعدة مما يتطلب تدخلا سريعا لإجراء عمليات الترميم في بيئة مناسبة وهو ما يتم القيام به حالياَ بعد نقله إلى مقره الجديد في المتحف المصري الكبير".

ويضيف "من المتوقع أن تستمر عمليات الترميم نحو 8 أشهر، حيث تتم أولاً عملية تعقيم للتابوت ستستغرق نحو 3 أسابيع، ويليها عمليات الترميم، ليكون التابوت جاهزاً للعرض مع باقي كنوز توت عنخ آمون التي خصص لها قاعة مميزة جداً بالمتحف المصري الكبير بمساحة نحو 7000 متر مربع بسيناريو عرض متحفي رائع، وهناك قطع ستعرض للمرة الأولى، فكنوز ومقتنيات توت عنخ آمون يقدر عددها بـ 5600 قطعة أثرية، بينما المعروض منها حالياً نحو 2500 قطعة فقط، أي نحو نصف المقتنيات، وهذه القاعة بكل ما ستحويه ستكون شيئاً فريداً لا مثيل له على مستوى العالم".

إجراءات الترميم والتعامل مع قطع أثرية لا تقدر بثمن لا شك أنها تحتاج خبرة وكفاءة ومهارة شديدة من العاملين في هذا المجال، فهم يرممون بخبرتهم وبأناملهم قطعا أثرية فنية شديدة القيمة والحساسية في نفس الوقت، فكيف يتم الأمر وهل يتم بخبرات مصرية أم هناك استعانة بخبرات أجنبية في ترميم تابوت عنخ أمون، عن هذا الأمر يقول الدكتور عيسى زيدان "جميع أعمال الترميم التي ستتم لتابوت توت عنخ أمون تتم بأيدي خبراء مصريين، فلدينا في مصر كفاءات على قدر عالٍ جداً من الخبرة والمهارة في هذا المجال قادرين على التعامل مع كل الحالات التي نواجهها، والتي تحتاج للترميم ومركز الترميم الموجود في المتحف المصري الكبير هو واحد من أفضل مراكز الترميم ومدعم بكل الأجهزة الخاصة بالترميم وإجراء الفحوص والتحاليل" .

ويضيف "المركز يضم معامل متخصصة، مثل معامل لترميم الأخشاب والأحجار والآثار العضوية وغير العضوية، بالإضافة لمعامل خاصة بالآثار الثقيلة، ومعامل خاصة بالمومياوات والبقايا الأثرية، إضافة إلى معامل متخصصة بالتحاليل والفحوص وتشخيص مظاهر التلف".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة