Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هوة تباين الأجور بين الجنسين في بي بي سي تُظهر أن النساء في الإعلام ما زلن مهمّشات

بي بي سي تضع الأسس لكافة المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة ولكنها تفشل في تقويم الخلل في بنيتها والرسالة واضحة: عدم المساواة بين الجنسين مقبول

رسم عن تباين الاجور بين الذكور والإناث في العالم (ويكي ميديا فوندايشن. أورغ)

كان المنتقدون على حقّ عندما صوّبوا سهامهم العام الماضي إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عندما أُميط اللثام أنّ أوّل 12 موظفاً من أصحاب الأجور الأعلى هم من الرجال. وقال طوني هول المدير العام أنّ بي بي سي "تحرز تقدماً" وأنّ هذه الأمور تستغرق وقتاً"، ولكن جاين غارفي أعلنت من منبر برنامج "وومنز أور" Woman’s Hour الإذاعي تقييماً أقلّ دبلوماسية للمسألة.

فقد قالت لمحطة راديو "بي بي سي 4" أنّ وتيرة التغيير "الجليدية"، البالغة البطء، وأضافت "تبرز الحاجة إلى نقاش فعلي حول السبب الذي من أجله ما زلنا في عام 2018 نخوض المعركة القديمة ذاتها بشأن الأجر المتساوي".

تغيرت كثير من الأمور في غضون 12 شهراً مرت على الكشف عن تباين الأجور، وأمل الكثيرون أن يروا الوضع يختلف هذا العام نوعاً ما. والتغيير فعلي ولكنه محدود للغاية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضمّن التقرير السنوي - وهو الأول منذ أن اتّخذت بي بي سي الخطوة لمعالجة مشكلتها في اختلال الأجور بين الجنسين- ثلاث نساء من بين العشرة الأعلى أجراً هنّ كلوديا وينكلمان، وزوي بال، وفانيسا فيلتز، وهن في المراكز السادسة والسابعة والتاسعة على التوالي على اللائحة.

ومن بين النجوم الخمسة والسبعين الذين أدرجوا على اللائحة بأنهم يكسبون أكثر من 150 ألف جنيه استرليني سنوياً، 60 في المئة هم من الرجال. وبقي الأمر على حاله إلى حين أصبحت زوي بال مضيفة البرنامج الإذاعي الأكبر في البلاد، راديو 2 بريكفست شو فانضمّت إلى المراكز العشرة الأولى.

ولكن مرتبها، شأن راتب كلوديا وينكلمان، يقل عن مبلغ 440 ألف جنيه استرليني الذي يتقاضاه ألان شيرر مقابل ظهوره في مباراة اليوم، على الرغم من أنّ بال سترتقي ضمن اللائحة حين حصولها على كامل راتبها السنوي. قالت "بي بي سي" إنّ "تغييراً سريعاً وحقيقياً حصل" ولكن هل التغيير فعلي؟

في الواقع، تبقى اللائحة دليلاً دامغاً على مدى التقليل من شأن النساء في العالم المهني، وبخاصة في وسائل الإعلام. تكسب لويز مينشن من برنامج "بي بي سي بريكفست" أقل من ناقد كرة القدم جيرمين جيناس. فيما يتقاضى جون ماكنرو 190 ألف جنيه إسترليني مقابل تغطية منافسات ويمبلدون لكرة المضرب على مدى أسبوعين وحسب.

وتتقاضى صحافيات استثنائيات على غرار إميلي مايتليس وإيما بارنيت، اللواتي يحاسبن سياسيينا يوماً بعد يوم، رواتب بخسة مقارنةً بنظرائهنّ من الرجال.

ويمكن أن يكون واقع الأمور أسوأ من ذلك بعد، إذ تفشل اللائحة في احتساب عقود شركة الإنتاج المربحة المكتسبة خارج بي بي سي ولكنها مرتبطة بشبكة برامج المحطّة التي يسيطر الرجال على غالبيّتها.

واستناداً إلى تحليلٍ أجرته بريس غازيت، تدفع 91 في المئة من المؤسسات الإعلامية التي تتخذ مقراً لها في المملكة المتحدة أجوراً أعلى للرجال من تلك التي تدفعها للنساء، قياساً على متوسّط معدّل الأجر في الساعة. وتدفع 85 في المئة منها أكثر للرجال على شكل علاوات.

تتقاضى النساء في مجموعة تلغراف ميديا رواتب أقلّ بنسبة 35 في المئة من الرجال. وتكسب النساء في "كوندي ناست"، الشركة الناشرة لمجلة فوغ Vogue، 63 جنيهاً مقابل كل جنيه واحد يتقاضاه الرجال، والأسوأ من ذلك هو أنّ التفاوت في الأجور يتزايد في ثلث المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة. وهنا يتبادر إلى الأذهان ما قالته جاين غارفي عن وتيرة التغيير "الجليدية"، البالغة البطء.

تضع "بي بي سي" الأسس لكافة المؤسسات الإعلامية في المملكة المتحدة ولكنها تفشل في تقويم الخلل في بنيتها والرسالة واضحة: التباين بين الجنسين مقبول. ولكن هذا يعني أيضاً أن تحقيق المساواة بين الجنسين في المؤسسة الإعلامية المرموقة أمامه شوط طويل قبل أن تكون قدوة في إرساء التكافؤ بين الجنسين في أماكن أخرى. ومن خلال التركيز بشكل أكبر على النساء في دور "بي بي سي"، وعلى قدرتهن على أن يشكّلن قدوة للآخرين، سوف يشجعن تبوّء النساء المناصب العليا.

وتقوم النساء بتشجيع النساء الأخريات وتوجيههنّ وتوظيفهنّ بشكلٍ نشط كما أظهر المنتدى الاقتصادي العالمي. وعلى القدر نفسه من الأهمية، تبرز الرسالة التي تُرسل إلى الفتيات والشابات: إنّ الوصول إلى قمّة عالم الإعلام ليس مستحيلاً.

وأقرّ طوني هول أنّ على "بي بي سي"، كونها تتقبّل الأموال من الشعب، أن تخضع لتدقيقٍ صارم. ولكنّه دافع عن جهود هيئة الإذاعة البريطانية على مرّ السنوات القليلة الماضية قائلاً أنّه يودّ الحصول على نسبةٍ مساواة "50:50" (بين الجنسين). وأنا متأكدة من أنّ العديد من النساء ستوافقني الرأي بأن "بي بي سي" مرآة الأحوال في بريطانيا وكان عليها أن تكون قد أرست المساواة بالفعل.

(أنجيليكا مالين هي مديرة التحرير في مجلة أباوت تايم About Time ومؤسسة مهرجان "شي ستارتد إت" She Started It Festival)

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء