ملخص
المحادثات تضمنت مناقشة آفاق التعاون والتبادل في مجال الاقتصاد والنقل والتجارة والسياحة والمياه ومواجهة آثار التغير المناخي مع التنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب
بحث رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الأحد، في دمشق، مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين والقضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية، ولا سيما التعاون المشترك والأخطار الأمنية التي تهدد كلا البلدين.
واعتبر الأسد في مؤتمر صحافي مشترك مع السوداني أن الزيارة "فرصة لبناء علاقة مؤسسية وتحقيق قفزة كبيرة في التعاون الثنائي بين البلدين".
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس وزراء العراق أن المحادثات تضمنت مناقشة آفاق التعاون والتبادل في مجال الاقتصاد والنقل والتجارة والسياحة والمياه ومواجهة آثار التغير المناخي مع التنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب وأمن البلدين.
زيارة السوداني إلى دمشق هي الأولى من نوعها منذ 13 عاماً لم تنقطع خلالها العلاقات على كافة المستويات، فضلاً عن تنسيق أمني في أعقاب ظهور الجماعات المتشددة على الساحتين العراقية والسورية، وعلى رأسها تنظيم "داعش"، وتأتي في ظل ظروف أمنية وعسكرية معقدة خاصة إثر ما تشهده الجهة الشرقية للبلاد والمتاخمة لحدود البلدين، حيث يتشاطران 600 كلم. وذكر مسؤول عراقي أن المحادثات بين الجانبين تناولت قضايا تتعلق بـ"ضبط الحدود وتهريب المخدرات وأخطار تسلل تنظيم (داعش)".
في المقابل يجزم مراقبون أن اللقاء الرئاسي يأتي بعد سلسلة لقاءات بين دبلوماسيين ومسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية بهدف تحقيق الدعم للعاصمة السورية بعد الانفتاح العربي وعودتها إلى الجامعة العربية.
من الجانب الأمني، تشهد الجبهة الشرقية المشتركة بين سوريا والعراق حراكاً لـ"داعش" عبر خلاياه النائمة مستفيدة من اتساع الحدود بين البلدين والجغرافيا الواسعة الممتدة والمتداخلة عبر بادية مترامية الأطراف يمكن التنقل خلالها بكل سهولة، بالتالي استمرار تهديدات التنظيم بنقل المعدات والسلاح والعتاد وتواصل عمليات التجنيد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توتر روسي - أميركي
ولعل الزيارة تأتي على وقع توتر بين موسكو وواشنطن بعدما حركت القوات الأميركية التي تقود التحالف الدولي لمكافحة "داعش" المياه الراكدة عبر مناورات وتدريبات عسكرية على محور المنطقة 55 كيلو، وهي منطقة وجود قاعدة "التنف" بشرق سوريا في الرابع من يوليو (تموز) الجاري، لا سيما أن المنطقة نفسها تشكل المثلث الذي تلتقي به الحدود العراقية والسورية والأردنية، مع احتكاك مباشر بالطائرات بين سلاح الجو الأميركي والروسي وسط مخاوف من مواجهة ميدانية بينهما.
ولم يستبعد الباحث في الشؤون السياسة السورية مضر الشيخ إبراهيم في حديث لـ"اندبندنت عربية" ما تحمله الزيارة من أهمية لجهة التوقيت، بخاصة في ما يخص التسخين الأميركي المتصاعد لربط قواعده من التنف وصولاً إلى الجزيرة السورية من خلال حلفاء له كقوات سوريا الديمقراطية "قسد" والفصائل المسلحة المعارضة.
ويرى أنه بتلك الخطوة يتم استهداف الطريق البري بين سوريا والعراق، ويعني بالنتيجة قطع شريان رئيس لدمشق مع حديقتها الخلفية ببغداد وكذلك طهران. وأردف "ولهذا تأتي الزيارة لتثبيت موقف العراق الرسمي لجانب سوريا واصطفافها الأقرب لمحور (دمشق - طهران - موسكو) من المحور الأميركي، ولو أمنياً وعسكرياً وسياسياً، مع التقاط مفردات للرئيس السوري حول ما يخص المياه ومكافحة آفة المخدرات".
ويرى الشيخ إبراهيم أن هناك دلالات عن كون اللقاء بحث مختلف القضايا، ولكن الأولوية للصدام المتواصل منذ فترة بين موسكو وواشنطن على الساحة السورية، والنقاش حول المحور العسكري القوي والقادر على خلط الأوراق مع واشنطن، بحسب رأيه.
مراسم استقبال رسمية
يذكر أنه جرت مراسم استقبال رسمية في قصر الشعب لرئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له في وقت يترقب فيه الشارع الاقتصادي مد جسر بري يصل سوريا بإيران مروراً بالعراق عبر سكة حديدية، إلا أن الأخطار الأمنية جسيمة في ظل تهديد تنظيم "داعش"، ومن جهة ثانية المساعي الأميركية بمنع إقامة هذا الطريق وقطعه لأنه يمثل تهديداً إيرانياً جديداً، وموطئ قدم لإيران سيصل نحو البحر المتوسط.