ملخص
فاجأ تقرير أسعار المستهلكين (التضخم) الأسواق بتراجعه في يونيو الماضي إلى نسبة 3 في المئة على أساس سنوي من 4 في المئة في مايو 2023
شهدت "وول ستريت" قفزة كبيرة بعد تراجع التضخم بأكثر من المتوقع ولأقل مستوى في عامين، ما أعاد الآمال بتوقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة في الاجتماعات المتبقية من هذه السنة.
وأغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع قوي يقودها مكاسب بأكثر من 1 في المئة في مؤشر "ناسداك" الذي تسيطر عليه الشركات التكنولوجية. وتتأثر هذه الشركات بتوقف رفع الفائدة، حيث تسمى شركات نمو وتحتاج للاقتراض لمواصلة نموها.
تراجع التضخم
وفاجأ تقرير أسعار المستهلكين (التضخم) الأسواق بتراجعه في يونيو (حزيران) إلى نسبة 3 في المئة على أساس سنوي من 4 في المئة في مايو (أيار)، وهو أقل معدل تضخم منذ مارس 2021. وكانت التوقعات ببلوغ التضخم 3.1 في المئة بحسب تقديرات وكالة "رويترز"، لكن التراجع دون التوقعات أعطى حافزاً لانتعاش الأسواق بعد تراجعها الأسبوع الماضي.
وعلى المستوى الشهري، ارتفع التضخم بنسبة 0.2 في المئة فقط في يونيو، بالمقارنة مع توقعات بارتفاعه 0.3 في المئة.
قفزة بـ"وول ستريت"
وبفضل هذه البيانات الإيجابية، صعد مؤشر "ستاندرد أند بورز500" بنحو 0.75 في المئة، ليغلق عند 4472 نقطة، بينما قفز مؤشر "ناسداك" المجمع بنسبة 1.16 في المئة، إلى 13921 نقطة، وزاد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.27 في المئة، إلى 34353 نقطة.
وعلى رغم هذا التفاؤل إلا أن الأسواق ما زالت تتوقع بنسبة مرتفعة زيادة في أسعار الفائدة في اجتماع "الاحتياطي الفيدرالي" في نهاية يوليو (تموز) الجاري.
تطور لافت
لكن حدث تطور هام في الأسواق بعد صدور بيانات التضخم، حيث تراجعت التوقعات بإمكانية رفع الفائدة مرتين بحلول نهاية العام كما توقع معظم صانعي السياسة النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الشهر الماضي، عندما توقف "الفيدرالي" عن رفع الفائدة للمرة الأولى منذ مارس 2022. وكانت الأسواق تتوقع حدوث الزيادة الثانية في سبتمبر (أيلول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين، لكن تراجع التضخم القوي قد يغير كل المعطيات ويدفع "الفيدرالي" للتوقف عن زيادة الفائدة.
الفائدة في يوليو
لكن بالنسبة لاجتماع يوليو، فإن الأسواق ترى أن هناك فرصة بنسبة 91 في المئة لرفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية يومي 25 و26 يوليو المقبلين، وفقاً لخدمة فيدووتش التابعة لمجموعة "سي أم إي".
ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 5 نقاط مئوية منذ مارس (آذار) 2022 لتقليص أعلى معدل تضخم في الولايات المتحدة في أربعة عقود. ومن شأن زيادة أخرى مرجحة في يوليو أن ترفع معدل الفائدة إلى نطاق 5.25 في المئة إلى 5.50 في المئة من نحو صفر في المئة في مارس من العام الماضي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان المستثمرون تفاءلوا بقرب نهاية الرفع المتواصل للفائدة بعد أن قال بعض مسؤولي الاحتياطي الاتحادي يوم الإثنين إن البنك المركزي على وشك إنهاء سياسة التشديد النقدي.
وراهن متعاملون يوم الأربعاء على أن التضخم يتباطأ بصورة سريعة بما يكفي للسماح للمركزي الأميركي بإنهاء سياسة التشديد النقدي.
تأثر الذهب والدولار
ارتفعت أسعار الذهب أكثر من واحد في المئة بعد ظهور بيانات التضخم، فالذهب شديد التأثر بزيادة أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، إذ تزيد الفائدة المرتفعة من تكلفة الفرصة البديلة المتمثلة في الودائع، مقابل التخلي عن حيازة المعدن النفيس الذي لا يدر عائداً.
بالمقابل، تراجع الدولار بواحد في المئة إلى أدنى مستوياته خلال أكثر من عام بعد بيانات التضخم، مما جعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وتراجعت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات إلى 3.8770 في المئة.
ترقب نتائج الشركات
وينتظر المستثمرون الإعلان عن نتائج الشركات الأميركية عن الربع الثاني في وقت لاحق هذا الأسبوع، حيث ستظهر النتائج النمو في أرباح الشركات في هذا الفصل الذي شهد ارتفاعاً في "وول ستريت" وتفاؤلاً بنهاية أزمة البنوك الأميركية التي ظهرت في الربع الأول من هذه السنة.
وأظهرت بيانات شركة "ريفينيتيف" أن المحللين يتوقعون انخفاض الأرباح بنسبة 6.4 في المئة في الربع الثاني عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وتلوح في الأفق أخبار إيجابية أيضاً، حيث تترقب الأسواق زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى الصين حيث عززت الآمال بإمكانية تخفيف الرسوم الجمركية على الواردات الصينية.