Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إعلان لـ "الناقل الوطني" في السعودية يثير غضب المواطنين

حُذف الإعلان من منصات التواصل دون اعتذار رسمي ومغردون: لم يكن موفقاً

أغضب آخر إعلان لشركة الخطوط السعودية رواد مواقع التواصل الاجتماعي (الخطوط السعودية)

 

ملخص

عبر وسم "#الخطوط_السعودية" تفاعل رواد شبكات التواصل في السعودية مع الإعلان وبدأ المغردون بتفسير نية الشركة من الإعلانات

آخر ما ينتظره المعلن أن يأتي الإعلان الذي نوى من خلاله الترويج لمنتجات جديدة وكسب مزيد من العملاء للشركة بنتائج عكسية، بل إثارة غضب هؤلاء وخسارة سمعته.

هذا ما حدث مع الناقل الجوي الرئيس في السعودية في حملته الإعلانية "رحلتك بتستاهل بيوند" على منصات التواصل الاجتماعي الذي يستعرض خلالها تجربة الترفيه المتكاملة على متن رحلاته.

أغضب آخر إعلان لشركة الخطوط السعودية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ ظهر فيه "التيك توكر" "خابي" المشهور الإيطالي من أصل سينغالي وإلى جانبه شاب سعودي على متن إحدى الرحلات الجوية، وكان الشاب السعودي ينظر إلى طاولة طعام المقعد الأمامي مستغرباً كيف حصل الراكب على هذا الطعام، وأخبره "خابي" بطريقة الطلب من الشاشة التي أمامه، وينتهي الإعلان الذي لا تتجاوز مدته 20 ثانية بتعجب "التيك توكر"، وهي طريقته التي اشتهر بها، إذ يشير بسخرية دائماً إلى مقاطعة من الأشخاص الذين يعقّدون المهمات البسيطة من دون سبب "الأمر الذي اعتبره سعوديون استهزاء وإهانة لهم".

ولم يكن هذا هو الإعلان الوحيد الذي رأى فيه السعوديون إساءة لهم، فظهر إعلان ضمن الحملة الإعلانية للمرأة السعودية التي كانت تجهل طريقة تشغيل الشاشة التي أمامها وسط بكاء وإزعاج أطفالها، وفجأة ظهر "التيك توكر" في آخر المقطع بطريقته الساخرة وقام بتشغيل الجهاز وهدأ الأطفال بعد ذلك.

الفكره من وسط المجتمع

وفسر الأكاديمي في مجال الاتصال بجامعة "الملك سعود" طارق الأحمري الإعلان، قائلاً "لم يكن موفقاً، إذ أظهر أن المواطن السعودي جاهل ومتطفل على من حوله، وهذا ليس واقعياً ولا مقبولاً"، وموضحاً أن المحتوى الكوميدي واحد من أشد أنواع المحتويات حساسية في الإعلام، بخاصة عندما تتبناه الجهات الحكومية أو القطاع الخاص لأنه قريب جداً من مناطق التهكم والتفسيرات المتعددة من قبل المتلقي، ومن الممكن أن يقع في فخ عدم التنبؤ بالأخطار، وأضاف "من الضروري جداً أن تكون هناك حوكمة فاعلة بين فرق الاتصال والتسويق والإعلام حتى تضمن دراسة كل جوانب المحتويات التسويقية وتجنب الأخطار قبل حدوثها واتخاذ القرار الأجود لمصلحة المنظومة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار المستشار في التسويق وتطوير الأعمال عصام الدميني إلى أن الشركة فضلت أن تظهر الفكره من وسط المجتمع حتى تصل إلى المتلقي بشكل أسرع وقال "أن تنظر إلى طاولة من بجانبك وتطلب مثله ولا تعرف اسم الطلب، هذا موجود بيننا" و"الإعلان جميل لكنه للأسف فهم بطريقة خاطئة".

صناعة المحتوى بذكاء 

وعبر وسم "#الخطوط_السعودية" تفاعل رواد شبكات التواصل في السعودية مع الإعلان وبدأ المغردون بتفسير نية الشركة من هذه الإعلانات، فهناك من رأى أنها "رسائل مبطنة تظهر أن السعوديين لا يفقهون شيئاً، بل هي إساءة واضحة للشعب"، وهناك من اعتبر أن الشركة فشلت في إيصال فكرتها التي ربما لم تقصد منها الإساءة للشعب وطالبوها بتقديم اعتذار.

وقال المغرد حسين القحيز إن الإعلان أظهر الشاب السعودي على أنه "متطفل وجاهل ولا يعرف أبسط طرق التكنولوجيا".

وعلق الصحافي عبدالله الجريذي بأن الرسائل الاتصالية لا بد من أن تدرس بدقة، سائلاً ماذا لو كان السعودي هو من يعلم الأجنبي فكيف ستكون الرسالة؟ "فلا بد من التفكير بدقة قبل تنفيذ المحتوى وصناعته ونشره".

ومن التفاعلات التي رصدت من أحد المغردين "ياليتكم عكستوا المشهد، كان ضربة معلم، الرؤية تعمل على خلق صورة ذهنية متقدمة عن المواطن السعودي الذي أثبت أنه في أعلى درجات الرقي والتقدم العملي والأخلاقي والفني، وإعلان كهذا لا يتواكب مع رؤية 2030".

صمت الجهات المعنية 

واتفق الأكاديمي في مجال الاتصال بجامعة "الملك سعود" مع المغردين السعوديين في أنه لو تم تبديل الأدوار في الإعلان، فسيكون هناك ما يعطي فكرة أكثر ذكاء من الناحية الترويجية وتظهر السعودي بشكل أفضل.

وحول الإيجابيات في الإعلان أشار الأحمري إلى وجود الثوب السعودي والاعتزاز بالهوية السعودية "كما أن الموسيقى المستخدمة حيوية ومناسبة لنشاط السفر والسياحة، والمدة قصيرة جداً في إيصال الفكرة وهذا نوعي في عالم صناعة المحتوى وازدحامه في شبكات التواصل، وجمالية ودقة التصوير ومعالجة الألوان أعطت إيحاء عالياً بفخامة طائرات الخطوط السعودية"، وأضاف المستشار في التسويق وتطوير الأعمال عصام الدميني أن الإعلانات والحملات الدعائية تهدف إلى جذب العملاء وإقناعهم بالمنتج أو الشركة التي يروّج لها الإعلان، لكن أن تأتي الإعلانات بنتائج معاكسة، فعندها يجب أن تتعامل الشركات مع هذه المشكلة بشكل سريع وفاعل، وذلك عن طريق الاعتذار إلى العملاء المتأثرين وتوضيح الخطأ، وبذل قصارى جهدها لتحسين الوضع وإعادة بناء الثقة بين العملاء والشركة.

وعلى رغم تصاعد حدة الانتقادات ضد الخطوط السعودية بسبب إعلانها التجاري لم تصدر الأخيرة بياناً رسمياً توضح أو تعتذر فيه إلى عملائها السعوديين أو ترد على استفسارات الصحيفة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير