ملخص
ارتفعت أسعار النفط عالي الكبريت على مستوى العالم هذا الشهر، بعد أن دعمت السعودية، أكبر مصدري النفط، الأسعار ووسعت خفوض إنتاج النفط عالي الكبريت
تجاوزت العقود الآجلة لخام "برنت" اليوم الأربعاء 80 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ مايو (أيار) الماضي، بعد أن أشارت بيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى أن دورة رفع أسعار الفائدة داخل أكبر اقتصاد عالمي في طريقها إلى الانتهاء.
وأظهرت بيانات صادرة اليوم الأربعاء أن أسعار المستهلكين الأميركيين ارتفعت بشكل طفيف خلال يونيو (حزيران) الماضي، مسجلة أقل زيادة سنوية خلال أكثر من عامين مع استمرار التضخم في التراجع.
إلى ذلك تتوقع الأسواق اتجاه الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي الأميركي) إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، لكنها في الوقت نفسه ترجح أيضاً أن دورة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بلغت ذروتها.
وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 51 سنتاً إلى 79.91 دولار للبرميل، بعد أن وصلت إلى 80.05 دولار للبرميل في وقت باكر، كما صعدت العقود الآجلة لخام "غرب تكساس" 62 سنتاً إلى 75.45 دولار للبرميل.
في غضون ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية إنه "من المنتظر أن تشهد سوق النفط شحاً في المعروض خلال النصف الثاني من 2023، وعزت ذلك لقوة الطلب من الصين والدول النامية إلى جانب خفوض الإمدادات التي أعلنتها السعودية وروسيا ودول أخرى خلال الفترة الماضية".
وتعهدت السعودية الأسبوع الماضي بتمديد خفض للإنتاج بواقع مليون دولار للبرميل في أغسطس (آب) المقبل، بينما ستقلص روسيا الصادرات بواقع 500 ألف برميل يومياً.
أسعار النفط عالي الكبريت العالمية
في غضون ذلك ارتفعت أسعار النفط عالي الكبريت على مستوى العالم هذا الشهر، بعد أن دعمت السعودية، أكبر مصدري النفط، الأسعار ووسعت خفوض إنتاج النفط عالي الكبريت في أول إشارة إلى تأثير جهود الرياض لدعم الأسعار العالمية.
وزادت السعودية، الرئيسة الفعلية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هذا الشهر من خفوض الإنتاج لتصل إلى مليون برميل يومياً في مواجهة أسعار منخفضة قياسية وصلت إلى ما دون 72 دولاراً للبرميل هذا الصيف.وعن ذلك قال الشريك في "برايمري فيغن نتوورك" لبيانات الطاقة مارك روسانو، إن "قيود السعودية كان لها تأثير كبير في إمدادات النفط متوسط وعالي الكبريت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى متعاملون وسماسرة أن زيادات الأسعار التي سجلتها درجات الخام عالي الكبريت من بحر الشمال والولايات المتحدة وكندا قفزت مع تهافت مصافي النفط في الصين وأوروبا والولايات المتحدة على المعروض المتناقص بسبب العقوبات المفروضة على روسيا والخفوض السعودية.
ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى ارتفاع أسعار الخام عالي الكبريت مشتريات الحكومة الأميركية لإعادة ملء مخزونات الطوارئ، ونوبات توقف الإنتاج بسبب حرائق الغابات الكندية، والمخاوف من احتمال تراجع إنتاج الخام الأميركي عالي الكبريت خلال موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي.
يذكر أن معظم درجات الخام السعودية مثل "الخام العربي الخفيف والمتوسط والثقيل" عالية الكبريت، وهو نوع يتطلب تكريراً أكثر تعقيداً ويتم تداوله عادة بسعر مخفض عن الخام منخفض الكبريت.
لكن أسعار النفط منخفض الكبريت لم تعد منخفضة، إذ قال متعاملون إن خام "يوهان سفيردروب" النرويجي متوسط الكبريت ارتفع الجمعة الماضي إلى مستوى قياسي، وتداول بعلاوة 3.50 دولار للبرميل عن خام "برنت" في اليوم نفسه، مقارنة بالتداول بسعر يقل بأكثر من ستة دولارات عن خام "برنت" خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وقال متعاملون وسماسرة إن رفع السعودية الأسعار على الصادرات إلى آسيا للشهر الثاني على التوالي دفع بعض المصافي الصينية إلى البحث عن بدائل للخام عالي الكبريت بأسعار أقل في التعاملات الفورية، وأدى هذا إلى رفع أسعار الخامات عالية الكبريت الأخرى.
