Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الناتو يدرس فتح مكتب في الأردن للشراكة مع دول المنطقة

مسؤول رفيع لـ"اندبندنت عربية": المحادثات جارية بين قيادة الحلف والحكومة الأردنية وسيكون وسيلة ربط للعمل مع دول أخرى

فعاليات من اجتماع قمة الناتو في فيلنيوس 11 يوليو 2023 (أ ف ب)

ملخص

سيكون مكتب الناتو في الأردن وسيلة ربط للعمل مع دول أخرى بالمنطقة لاحقاً والمحادثات جارية مع كبار المسؤولين

كشف مصدر مسؤول في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن محادثات جارية بين قيادة الناتو والحكومة الأردنية لإنشاء مكتب في عمان يجري من خلاله التنسيق مع دول المنطقة في شأن التعاون والشراكة بين الطرفين، مشيراً إلى أنه سوف يزور عمان في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل للتنسيق في شأن الأمر.

وأفاد المصدر رفيع المستوى الذي تحدث من فيلنيوس حيث تجري قمة الناتو، لـ"اندبندنت عربية"، شريطة عدم ذكر اسمه، إنه جار بحث مسألة فتح مكتب في عمان مع السلطات الأردنية وسيكون الأول من نوعه في العالم العربي والمنطقة. موضحاً أن "تأسيس ذلك المكتب ينبع من الحاجة ومن هذه الحقيقة أن العلاقات مع الأردن مكثفة بشكل خاص، ولم نتمكن حقاً من التعامل مع جميع مشاريع التعاون التي لدينا مع الأردن من دون مثل هذا المكتب. وسيكون المكتب وسيلة ربط للعمل مع دول أخرى في المنطقة لاحقاً". مشيراً إلى أنه أجرى محادثات بالفعل مع كبار المسؤولين في الأردن، بمن في ذلك الملك عبدالله الثاني، خلال اجتماعات العقبة التي عُقدت في قرطبة الشهر الماضي.

ووفق مسؤول الناتو، فإن المكتب الجديد المقرر إنشاؤه في الأردن يختلف عن مركز التدريب الذي تستضيفه الكويت، والذي يقتصر دوره على التدريب والتعليم.

وتعزز مبادرة "اجتماعات العقبة" التي جرى إطلاقها في عام 2015، التنسيق والتعاون الأمني والعسكري وتبادل الخبرات والمعلومات بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب والتطرف.

شراكة أوسع مع دول الشرق الأوسط

وتحدث مسؤول الناتو خلال مائدة مستديرة مع عدد محدود من الصحف العربية على هامش قمة الناتو، عن شراكة أوسع مع دول الشرق الأوسط لمواجهة التحديات والتهديدات. مشيراً إلى أن واحدة من موضوعات النقاش الأساسية التي تتناولها القمة هي "الجنوب والتحديات والتهديدات وفرص المشاركة"، وأضاف أن الشراكة مع دول المنطقة تتضمن التعاون الأمني والتدريب وتعزيز وبناء القدرات، إضافة إلى مواجهة التهديدات، التي تتمثل بالنسبة إلى الناتو في اثنين من التهديدات، وهما روسيا والإرهاب.

ورداً على سؤال "اندبندنت عربية" حول حجم التهديد الذي تشكله إيران، أوضح مسؤول الناتو أن "إيران تشكل تحدياً بالتأكيد"، مضيفاً "ثمة قضية كبيرة ومخاوف تتعلق بالبرنامج النووي وهي قضية تمتد منذ سنوات ونحن نتابعها من كثب. يشكل بعض حلفائنا جزءاً كبيراً من النقاش حول الاتفاق النووي، وهو أمر يتابعه الاتحاد الأوروبي، كما لا نتحدث فقط عن ذلك، لكن نتحدث أيضاً عن تأثير إيران في أجزاء أخرى من العالم من خلال الوكلاء والأنشطة الخبيثة. لدينا كثير من المخاوف".

"فاغنر" في أفريقيا

وتحدث مسؤول الناتو عن التهديد الذي تمثله روسيا في أفريقيا عبر جماعة فاغنر شبه العسكرية في أفريقيا بالنظر إلى وجودها في ليبيا ومالي، لا سيما بعد انسحاب القوات الفرنسية من الأخيرة. وكشف عن زيارة مقررة لتونس في سبتمبر (أيلول) المقبل، في إطار مزيد من المشاورات مع دول المنطقة في شأن التنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب، قائلاً "لدينا 11 شريكاً في الجنوب، ولذا أزور كثيراً من الشركاء بسبب التحديات العديدة التي نواجهها هناك، التأثير الذي تفرضه روسيا عبر مرتزقة فاغنر يشكل تحدياً لنا في عديد من بلدان الجنوب. هناك تهديدات وتحديات أيضاً، والتحديات عديدة فثمة الهجرة وتغير المناخ لذا نقيم دائماً كيف تؤثر هذه التحديات في أمننا واستقرارنا. نعمل على برامج بناء القدرات الدفاعية، وهناك تعاون مع كثير من الشركاء في هذا الصدد، مثل تونس والأردن وموريتانيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اهتمام "الناتو" بدول الجنوب ليس مستحدثاً، فخلال قمة العام الماضي في مدريد، تناولت النقاشات التهديدات والتحديات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل. وتحدث الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي، آنذاك، حول "التأثير المباشر لانعدام الاستقرار في هذه المناطق في أمن جميع الحلفاء"، ولفت إلى أن المفهوم الاستراتيجي الجديد يحدد الإرهاب باعتباره أحد التهديدات الرئيسة لأمن دول "الناتو".

وللمرة الأولى، اتفقت دول الحلف العسكري على تقديم حزمة "بناء القدرات الدفاعية" لموريتانيا، حيث يشير المفهوم الاستراتيجي الجديد إلى مصلحة استراتيجية في هذه المنطقة بالنظر إلى المخاطر الأمنية التي يشكلها الإرهاب والهجرة غير النظامية في منطقة الساحل والصحراء، كما جرى الاتفاق على تقديم دعم إضافي لبناء القدرات لتونس، والاستمرار في دعم الأردن.

تغييرات جذرية في استراتيجية "الناتو"

وخلال قمته عام 2004 تأسست "مبادرة إسطنبول للتعاون" لتعزيز التعاون الأمني ​​على أساس ثنائي بين "الناتو" والدول الشريكة في منطقة الشرق الأوسط الأوسع، بهدف الإسهام في الأمن العالمي والإقليمي على المدى الطويل، وتشارك في المبادرة كل من: الإمارات والبحرين والكويت وقطر حالياً، بينما تشارك عمان والسعودية في أنشطة مختارة في إطار المبادرة.

وفي ختام القمة التي عقدت في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية بروكسل عام 2018، أعلن "الناتو" تخصيص حزمة مبادرات خاصة بدول الجنوب (التي تمتد من موريتانيا إلى الخليج وإسرائيل) تتضمن مبادرات تعاون سياسية وعملية نحو نهج استراتيجي أكثر تماسكاً وتركيزاً على الشرق الأوسط وأفريقيا، باعتبار أن هذه المنطقة تواجه عدداً من التهديدات المعقدة والتحديات، التي تؤثر في أمن الدول عبر الأطلسي.

ومع ذلك، فإن الحرب الروسية في أوكرانيا دفعت بتغييرات جذرية في استراتيجية "الناتو" تجاه دول الشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء.ووردت الإشارة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا في المفهوم الاستراتيجي الجديد في النقطة 11 ضمن التهديدات التي تواجه "الناتو" وشركاءه، التي ذكرت أن الجوار الجنوبي لحلف "الناتو"، لا سيما منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والساحل، يواجه تحديات أمنية وديموغرافية واقتصادية وسياسية مترابطة. وتتفاقم هذه المشكلات بسبب تأثير تغير المناخ والمؤسسات الهشة وحالات الطوارئ الصحية وانعدام الأمن الغذائي، ما يمثل أرضاً خصبة لانتشار الجماعات المسلحة من غير الدول، بما في ذلك المنظمات الإرهابية، مشيرة إلى أن هذا الوضع يمكّن "المنافسين الاستراتيجيين" من "التدخل المزعزع الاستقرار.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات