Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القنابل العنقودية القاتل العشوائي من الحرب العالمية إلى أوكرانيا

لا يزال حاضراً في الصراعات الدولية على رغم وجود معاهدة لمنع استخدامه

 جندي أوكراني يفحص قنبلة عنقودية لم تنفجر (رويترز)

ملخص

 ثمة تقديرات إلى أن هناك نحو 120 مليون قذيفة عنقودية غير منفجرة متفرقة حول العالم

قرار الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية في إطار حربها الدائرة مع روسيا أعاد هذا السلاح القديم الحديث إلى الواجهة مجدداً، فقد استخدم في حروب عدة وخلَّف آلاف الضحايا، وظل حاضراً في النزاعات، على رغم وجود معاهدة دولية لمنعه ووقف استخدامه وقعت عليها 120 دولة.

المخزون الأكبر في واشنطن

بحسب موقع مرصد القنابل العنقودية، القنابل العنقودية أو الانشطارية أسلحة تستخدم في الحروب وتتكون من مئات أو آلاف من القنابل الصغيرة التي تعرف باسم القنابل العنقودية الفرعية. يتم تفجير هذه القنابل الصغيرة في الهواء أو عند الأرض، وعندما تنفجر تطلق قنابل صغيرة تشكل تهديداً ودماراً على مساحة واسعة.

يمكن إسقاط هذه القنابل من الطائرات أو إطلاقها من الصواريخ أو من المدفعية أو المدافع البحرية أو قاذفات الصواريخ.

ويعود تاريخ استخدام هذه القنابل إلى الحرب العالمية الثانية، حيث استخدمت للمرة الأولى بشكل واسع من قبل القوات النازية والحلفاء على حد سواء، لكن استخدامها لم يتوقف منذ ذلك الحين في صراعات عديدة حول العالم، كحرب فيتنام وحرب الخليج وحرب البلقان، وحرب كوسوفو وحرب لبنان 2006 والحرب في سوريا.

تمتلك الولايات المتحدة أكبر مخزون عالمي من هذه القنابل، وأبرزها من نوع (dpcim) التي تعني الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض، وتحمل كل عبوة منها 88 قنبلة صغيرة، وتغطي القنبلة الواحدة منها مساحة 10 أمتار مربعة.

سلاح قتل عشوائي

تستخدم القنابل العنقودية بشكل رئيس لتدمير الأهداف العسكرية الكبيرة مثل المدافع والدبابات والمنصات الصاروخية ومواقع الإطلاق والمطارات.

 تعتبر فاعلية القنابل العنقودية عالية نظراً إلى قدرتها على تغطية مساحة واسعة وإلحاق أضرار هائلة بالعدو، ومع ذلك ينطوي استخدامها على أخطار كبيرة، إذ يمكن أن تتسبب في قتل وإصابة المدنيين بشكل عشوائي، إضافة إلى الأضرار الاقتصادية والزراعية للمناطق المستهدفة.

ونتيجة لهذه المخاطر البشرية والبيئية المرتبطة باستخدامها تم التوصل إلى اتفاقية أوسلو الدولية في 2008 لمنع استخدام وانتشار القنابل العنقودية، وفي حين وقعت عديد من الدول على هذه الاتفاقية والتزمت تدمير مخزوناتها من القنابل العنقودية ومساعدة الدول المتضررة في إزالة القنابل الفرعية غير المنفجرة، لا تزال دول أخرى تستخدمها كالولايات المتحدة وروسيا.

 ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، نتشر حالياً ملايين القنابل العنقودية غير المنفجرة في أكثر من 80 بلداً حول العالم. وبالنظر إلى حجم المشكلة فإن عملية إزالة هذه القنابل تتطلب جهوداً هائلة وكلفة باهظة تقدر بنحو 33 مليار دولار.

إضافة إلى ذلك، ثمة تقديرات إلى أن هناك نحو 120 مليون قذيفة عنقودية غير منفجرة متفرقة حول العالم، في حين تعد سوريا الدولة الأكثر تضرراً من انتشار القنابل العنقودية منذ 2012.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 كيف تعمل؟

ووفقا لعدة دراسات ومراجع منشورة على موقع مكتبة الأمم المتحدة الالكترونية، تطورت صناعة هذا السلاح ولم تعد حكراً على دولة بعينها، فدخلت 34 دولة على خط تطوير هذه القنابل حتى أصبح هناك أكثر من 200 نوع منها.

تختلف أشكال وأحجام ووسائط تفجير القنابل العنقودية، ولكن وسيلة انفلاق الحاوية الرئيسة (القنبلة) التي تحوي القنابل الصغيرة متشابهة تقريباً في جميع الأنواع.

وتحتوي القنابل العنقودية على وسيلة تفجير بحسب الارتفاع، وتعمل هذه الوسيلة على تفجير القنابل الصغيرة في الهواء أو عند الأرض بناءً على ارتفاع محدد. بعد انفجار الحاوية الأم تنطلق القنابل الصغيرة فوق منطقة الهدف، لتسبب دماراً كبيراً للمركبات والمعدات والأشخاص الموجودين في محيط المنطقة المستهدفة.

 وتقدر نسبة فشل القنابل العنقودية في الانفجار بنحو خمسة في المئة، مما يعني أن عديداً منها يظل عالقاً على الأرض كألغام قد تنفجر في وقت لاحق.

يقول خبراء إن هنالك أنواعاً من القنابل العنقودية غير المنفجرة، كالقنابل الحساسة للحرارة والتي تنفجر بعد تعرضها لدرجة حرارة معينة، والقنابل الحساسة للصوت وهي مجهزة للانفجار إذا مرت بالقرب منها آلية بثقل ثلاثة أطنان تقريباً، وثمة قنابل قد تبقى ساكنة فلا تنفجر حتى بعد مرور عشر سنوات، ولكنها في الوقت نفسه قد تنفجر في أي لحظة وبسبب أي حركة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير