Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الخلافات بشأن الهجرة تطيح الائتلاف الحكومي في هولندا

مارك روته أكد امتلاكه "الطاقة" اللازمة للترشح لولاية خامسة توالياً على رأس الحكومة

روته متحدثاً إلى وسائل الإعلام خلال محادثات الائتلاف الحكومي بشأن سياسات الهجرة في لاهاي، في 6 يوليو الحالي (أ ف ب)

ملخص

غالباً ما وجد رئيس الوزراء نفسه تحت ضغوط متزايدة في مسألة الهجرة نظراً إلى قوة الأحزاب اليمينية في هولندا

أعلن رئيس الوزراء الهولندي مارك روته مساء الجمعة تقديم استقالة حكومته بعد انهيار الائتلاف الحاكم منذ عام ونصف عام جراء خلافات بين أركانه على الإجراءات اللازمة للحد من الهجرة.

وأشرف روته (56 سنة)، وهو رئيس الوزراء الأطول عهداً في تاريخ هولندا، على مباحثات لحل الأزمة بين الشركاء الأربعة في الائتلاف اعتباراً من الأربعاء، لم تبلغ غايتها المنشودة في ظل تباينات غير قابلة للحل.

وقال روته في مؤتمر صحافي "هذا المساء توصلنا للأسف إلى خلاصة بأنه لا يمكن تجاوز هذه الخلافات. لهذا السبب، سأقدم قريباً استقالة مكتوبة إلى الملك باسم الحكومة مجتمعة".

وأكد روته امتلاكه "الطاقة" اللازمة للترشح لولاية خامسة توالياً على رأس الحكومة، لكنه أكد ضرورة "التأمل ملياً" قبل الإقدام على هذه الخطوة.

وتمكن روته من البقاء في السلطة طوال 12 عاماً على رغم الفضائح. وشكل ائتلافه الرابع في يناير (كانون الثاني) 2022 بعد 271 يوماً من المفاوضات.

وأراد زعيم "حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" اليميني الليبرالي، فرض قيود على لم شمل عائلات طالبي اللجوء، في أعقاب فضيحة العام الماضي بشأن اكتظاظ مراكز الهجرة في هولندا.

وطالب روته بتحديد سقف لأقارب المهاجرين من دول النزاع الذين يمكن لهولندا استقبالهم عند 200 شخص شهرياً، وهدد بتطيير الحكومة في حال رفض ذلك، وفق الإعلام المحلي.

"الزواج غير السعيد"

ووعد رئيس الوزراء بـ"حل هيكلي" لمشكلات الهجرة في أعقاب "المشاهد المعيبة" التي سجلت العام الماضي.

لكن الحزب الديمقراطي المسيحي المنضوي في الائتلاف، عارض خطته بشدة.

وأجرت الأحزاب الأربعة للائتلاف الذي أسمته وسائل إعلام محلية "الزواج غير السعيد"، مباحثات أزمة الأربعاء وحتى وقت متأخر يومي الخميس والجمعة في محاولة لإنقاذ الحكومة المتعثرة.

لكن التسوية التي اصطلح على تسميتها "زر الطوارئ" وتقضي باعتماد القيود الجديدة فقط في حال وصول أعداد كبيرة من المهاجرين، لم تكن كافية لانجاح مباحثات اللحظة الأخيرة الجمعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتجمع العديد من الهولنديين خارج مكان انعقاد اجتماعات الائتلاف في الوسط التاريخي لأمستردام الجمعة.

وقال ماريين فيليبو (19 سنة) العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات "أنا قلق مما ستكون عليه الحكومة المقبلة".

من جهته، أعرب بيتر بالكينيندي (32 سنة) عن أمله في أن تقدم الحكومة المقبلة "أداء أفضل من الحالية، خصوصاً في مجال طلبات اللجوء".

قوة الأحزاب اليمينية

ورجحت وسائل إعلام محلية أن يكون روته سعى إلى اتخاذ موقف متصلب بشأن قضايا الهجرة لامتصاص ضغوط يتعرض لها من الجناح الأكثر يمينية في حزبه.

وغالباً ما وجد رئيس الوزراء نفسه تحت ضغوط متزايدة في مسألة الهجرة نظراً لقوة الأحزاب اليمينية المتطرفة في هولندا، بما يشمل السياسي المناهض للإسلام غيرت فيلدرز.

ويتوقع أن يدعو روته، وهو الثاني في أوروبا من حيث طول عهده في رئاسة الوزراء بعد المجري فيكتور أوربان، إلى انتخابات مبكرة يأمل من خلالها في الحصول على تأييد لتشكيل خامس حكومة ائتلافية له منذ عام 2010.

إلا أنه قد يواجه منافسة داخلية على خلفية تزايد ضيق صدر الناخبين حيال طول المدة التي أمضاها في الحكم، حتى في ظل غياب منافسين جديين له.

فضيحة المعونات

ونجح روته بحنكته السياسية في خط مساره إلى قمة الهرم في السلطة التنفيذية الهولندية عبر أربعة ائتلافات متتالية، إلا أنه واجه سلسلة مشكلات كادت أن تطيح حكمه.

وأرغمت حكومته السابقة على الاستقالة عام 2021 على خلفية فضيحة معونات حكومية كانت تستهدف أساساً أطفال العائلات المنتمية إلى أقليات عرقية.

وتعرض في 2017 لانتقادات واسعة لجنوحه نحو اليمين قبل الانتخابات في مسعى لمنع فوز فيلدرز في فترة شهدت صعود الأحزاب الشعبوية بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار