Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جدّة نائل تناشد الفرنسيين الهدوء وعدوى الشغب تصل إلى سويسرا

تراجع أعمال العنف وتقييم للوضع بحضور ماكرون وشولتز يعرب عن "قلق ألمانيا"

ملخص

جالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الشانزليزيه تحت أعين عناصر الشرطة، في حين عمدت متاجر عدة إلى حماية واجهاتها الزجاجية بألواح الخشب.

وجهت جدّة الشاب نائل مرزوقي، الذي أشعل مقتله برصاص شرطي قرب باريس مطلع الأسبوع أعمال شغب في عموم فرنسا، دعوة عبر التلفزيون اليوم الأحد ناشدت فيها المحتجين التوقف عن أعمال التخريب والنهب والحرق.

وغداة ليلة خامسة على التوالي من الاحتجاجات العنيفة على مقتل نائل (17 سنة) برصاص شرطي خلال عملية تفتيش مروري لدى محاولته الفرار في سيارة كان يقودها من دون رخصة، قالت الجدة ناديا مخاطبة المحتجين "توقفوا ولا تكسروا".

وأضافت في مقابلة أجرتها معها قناة "بي أف أم تي في" التلفزيونية الإخبارية، "لأولئك الذين يكسرون أقول لهم توقفوا، فليتوقفوا عن تكسير الواجهات وليتوقفوا عن تكسير المدارس والحافلات".

وتابعت "توقفوا فمن يستقل هذه الحافلات هن أمهات، ومن يسير في الخارج هن أمهات".

وعلى مدى الليالي الخمس الماضية شهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتكسير وإحراق اندلعت إثر مقتل الشاب وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية داخل البلاد.

قلق ألماني

من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز الأحد عن قلقه من استمرار أعمال الشغب في المدن الفرنسية والتي أدت إلى إلغاء زيارة دولة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا.

وقال شولتز خلال مقابلة مع قناة "آي آر دي" التلفزيونية العامة "تربطنا علاقات صداقة مع فرنسا ونشكل ثنائياً لحسن عمل الاتحاد الأوروبي البالغ الأهمية بالنسبة إلى مستقبلنا، لذا نتابع بالتأكيد بقلق" ما يحصل في فرنسا.

وأضاف، "لدي أمل كبير وأنا مقتنع تماماً بأن رئيس الدولة الفرنسية سيجد السبل لضمان تحسن الوضع سريعاً".

وكان مقرراً أن يبدأ ماكرون اليوم الأحد زيارة دولة لألمانيا تهدف إلى منح العلاقات بين البلدين زخماً جديداً، خصوصاً أن ثمة تباينات بينهما حول ملفات عدة في مجالي الدفاع والطاقة، وكذلك بالنسبة إلى الانضباط المالي في أوروبا، لكنه أرجأها بسبب الاضطرابات التي تشهدها فرنسا.

7 موقوفين في سويسرا

وأعلنت الشرطة السويسرية الأحد توقيف ستة شبان وشخصاً راشداً في أعقاب اضطرابات ليلية بمدينة لوزان تأثر منفذوها بأعمال الشغب التي تشهدها فرنسا، بعد أن خرب أكثر من 100 شاب متاجر في وسط المدينة.

وعلى رغم محدوديتها مقارنة بأعمال الشغب في فرنسا، شهدت الاضطرابات إلقاء الحجارة وتحطيم نوافذ المتاجر في بلوزان مساء السبت.

وأوقف ستة شبان وشخص بالغ في المدينة السويسرية الناطقة بالفرنسية، وقالت شرطة لوزان في بيان إنه "تكراراً للأحداث وأعمال الشغب التي اندلعت في فرنسا فقد تجمع أكثر من 100 شاب وسط لوزان وألحقوا أضراراً بمتاجر"، مضيفة أن أعمال العنف بدأت "بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي"، و"حطمت خلالها كثير من واجهات المتاجر".

وتابعت، "اضطر عناصر الشرطة مراراً إلى تفريق شبان عدوانيين ملثمين رشقوهم بالحجارة وزجاجات حارقة".

وتم نشر نحو 50 عنصر شرطة، فيما لم تسجل إصابات أثناء أعمال الشغب.

والموقوفون هم ثلاث فتيات تتراوح أعمارهن بين 15 و16 سنة (بوسنية وبرتغالية وصومالية) وثلاثة شبان أعمارهم بين 15 و17 سنة (سويسري وجورجي وصربي)، ورجل سويسري يبلغ 24 سنة.

وصرح متحدث باسم شرطة لوزان لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "من الواضح تماماً مما شهدناه أن هؤلاء الشباب تأثروا بالوضع في فرنسا".

وقال عضو مجلس لوزان بيار أنطوان هيلدبراند لتلفزيون "آر تي أس" السويسري العام، "لا شيء يبرر هذه المحاولات المنظمة لنهب المتاجر"، مضيفاً "لم تبدأ في شكل تظاهرة ونحن نواجه أناساً ينظمون أنفسهم لتحطيم النوافذ ونهب البضائع".

تراجع نسبي

سجلت أعمال الشغب في فرنسا تراجعاً نسبياً ليل السبت - الأحد على رغم أحداث متفرقة وتوقيف المئات، بعد ساعات من تشييع الشاب نائل (17 سنة) الذي قتل برصاص شرطي، لكن منزل رئيس بلدية اقتحم بسيارة.

وفي مؤشر إلى مدى خطورة الأزمة التي تمر بها البلاد، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن تقييماً للوضع سيتم مساء اليوم الأحد بحضور الرئيس إيمانويل ماكرون.

وصباح اليوم الأحد قال رئيس بلدية لاي لي روز جنوب باريس، فنسان جانبران، إن "مشاغبين" اقتحموا فجراً منزله بسيارة أثناء وجود زوجته وولديه، قبل إضرام النيران بهدف إحراقه.

وأوضح على "تويتر" أن ما جرى "محاولة اغتيال جبانة بدرجة لا توصف"، بينما كان هو موجوداً في بلدية البلدة التي يقطنها نحو 30 ألف نسمة.

وأشار مقربون من المسؤول المنتمي إلى حزب "الجمهوريين" (يمين معارض) لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن زوجته أصيبت بجروح في ركبتها، بينما تعرض أحد ولديه لإصابة طفيفة.

ومع تزايد الهجمات على رؤساء البلديات ومسؤولين منتخبين في فرنسا، استنكرت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن الأحد "وقائع لا يمكن التسامح معها"، في موقف يتوافق مع موقف جزء من الطبقة السياسية الفرنسية.

وإضافة إلى هذا الاعتداء أعلنت وزارة الداخلية استهداف 10 مراكز شرطة و10 ثكنات للدرك ليل السبت - الأحد، وتم توقيف 719 شخصاً في البلاد بتهمة حيازة أدوات يمكن استخدامها كأسلحة أو مقذوفات.

وفي الليلة السابقة تخطى عدد الموقوفين 1300، وهو رقم قياسي منذ اندلاع أعمال الشغب الثلاثاء الماضي.

ويواجه القضاء الفرنسي سيلاً من الإجراءات الجنائية التي تستهدف أشخاصاً يشتبه في أنهم من مثيري الشغب، مما يضع محاكم المدن الكبرى تحت الضغط.

ليلة أكثر هدوءاً

وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان في تغريدة، "ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن".

وأكدت وزارة الداخلية صباح الأحد إصابة 45 عنصراً من الشرطة والدرك بجروح، وإضرام النار في 577 عربة و74 مبنى، وتسجيل 871 حريقا على طرق.

وعمدت الوزارة لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم 7 آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية إلى أعمال شغب ونهب وتخريب، كما أبلغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت - الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مرسيليا التي شهدت ليل الجمعة - السبت حوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم ليل السبت - الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق، ونشرت أجهزة إنفاذ القانون أعداداً من القوات الخاصة للشرطة والدرك قامت بتفريق مجموعات من الشبان الذين أثاروا الفوضى في المدينة الجنوبية، وفق مراسلي الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم شرطة بوش دو رون "لا نرى على الإطلاق مشاهد النهب التي وقعت أمس"، مشيراً إلى توقيف 56 شخصاً بحلول منتصف الليل.

وفي العاصمة انتشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه بعد ظهور دعوات إلى التجمع منذ الجمعة، وفق صحافية في الصحافة الفرنسية.

وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الجادة تحت أعين عناصر الشرطة، في حين عمدت متاجر عدة إلى حماية واجهاتها الزجاجية بألواح الخشب خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع عدد من المحال على مدى الليالي الماضية.

ووفق مراسلي الصحافة الفرنسية فقد تم تفريق آخر مجموعات الشباب قبل الثانية فجراً (منتصف الليل بتوقيت غرينتش)، كما سُجل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات.

وتعرض عدد من عناصر الشرطة إلى إطلاق مفرقعات نارية من مجموعات شباب في فينيو جنوب العاصمة.

حظر تجول

وسعياً إلى ضبط أعمال العنف فقد فرضت السلطات المحلية في عدد من البلدات حظر تجول في المساء، وأوقفت حركة النقل العام اعتباراً من الساعة 21:00 (19:00 بتوقيت غرينتش).

وقضى نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس، ووجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 سنة تهمة القتل العمد.

وأثار مقتل الشاب صدمة في فرنسا وصل صداها إلى الجزائر التي تتحدر منها عائلته، وفي ظل أعمال العنف ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ الأحد وتستمر يومين، بعد أن اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.

ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصاً أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للرغبي، ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس 2024.

ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول.

تجنب مناطق العنف

وقامت دول عدة بتحديث نصائح السفر لرعاياها إلى فرنسا ودعتهم إلى تجنب زيارة المناطق التي تشهد أعمال شغب، كما دعت القنصلية الصينية في مرسيليا رعاياها إلى "اليقظة والحذر" بعد تقارير عن تعرض حافلة تقل سياحاً صينيين للرشق بالحجارة الخميس الماضي.

وشارك المئات في مراسم تشييع الشاب أمس السبت من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في نانتير، علماً بأن العائلة طلبت عدم حضور الصحافيين لتغطية مراسم الوداع.

المزيد من متابعات