Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باريس تشهد "تشييع نائل" وماكرون يرجئ زيارة لألمانيا

المتاجر تحصي خسائرها بعد ليلة رابعة من أعمال الشغب وأصحابها: يجب أن نرحل

ملخص

بدأت مراسم تشييع نائل في ضاحية نانتير غرب باريس حيث قضى الثلاثاء الماضي وقالت سيدة تشارك في المراسم "لترقد روحه بسلام وتتحقق العدالة".

انطلقت اليوم السبت مراسم تشييع الشاب البالغ 17 سنة الذي قتل برصاص شرطي فرنسي بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء فرنسا تخللها توقيف أكثر من ألف شخص.

وأعلنت فرنسا وألمانيا اليوم أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرجأ زيارة دولة إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ غداً الأحد بسبب الاضطرابات التي تجتاح بلاده في الوقت الراهن.

ويأتي الإعلان بعدما ألقت الشرطة القبض على ما يزيد على 1300 شخص في أنحاء فرنسا أمس الجمعة خلال أحداث شغب لليلة الرابعة على التوالي.

وتجمع أفراد عائلة وأصدقاء نائل م. الذي تسبب مقتله برصاص الشرطة في اندلاع الاضطرابات لحضور جنازة الشاب اليوم في إحدى ضواحي باريس حيث قُتل.

وقال متحدث باسم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن ماكرون تحدث اليوم هاتفياً مع الرئيس وأطلعه على الوضع.

وأضاف "الرئيس ماكرون طلب تأجيل زيارة الدولة المقررة لألمانيا".

لترقد روحه

وأصيب الفتى نائل برصاصة قاتلة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري، ووجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 سنة تهمة القتل العمد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبدأت مراسم تشييع نائل في ضاحية نانتير غرب باريس حيث قضى الثلاثاء الماضي، وقالت سيدة تشارك في المراسم لوكالة الصحافة الفرنسية "لترقد روحه بسلام وتتحقق العدالة. أتيت لمساندة والدته، كان وحيدها".

وأكد محامو العائلة أن اليوم سيكون "يوم صلاة" لعائلة نائل، طالبين من وسائل الإعلام عدم حضور المراسم "احتراماً لخصوصية العائلة الثكلى".

ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد ليل الجمعة - السبت مع "تراجع حدتها"، بحسب وزارة الداخلية.

لكن الحصيلة تبقى مرتفعة، فقد أوقفت الشرطة 1311 شخصاً، بارتفاع ملحوظ عن عدد الذين تم اعتقالهم في الليلة السابقة وبلغ 875 شخصاً.

وأوضحت الوزارة أن "79 شرطياً ودركياً أصيبوا بجروح".

وأضاف المصدر نفسه أن النيران أضرمت في نحو 1350 سيارة فيما تعرض 234 مبنى للحرق أو التخريب وأحصي 2560 حريقاً على الطرقات العامة.

وسجلت الوزارة 31 هجوماً على مراكز للشرطة و16 على مراكز للشرطة البلدية و11 على ثكنات للدرك.

وعرفت مرسيليا ثاني مدن البلاد ليلة مضطربة، مما دفع وزير الداخلية جيرالد دارماران إلى إرسال تعزيزات إليها.

وكانت الشرطة أعلنت توقيف 88 شخصاً في المدينة قرابة الساعة الثانية فجراً (منتصف الليل ت. غ) من صفوف مجموعات الشباب الذين غالباً ما يكونون مقنعين و"يتحركون بسرعة".

وفي مدينتي ليون وغرونوبل بوسط البلاد وشرقها، جرت مواجهات حتى ساعة متقدمة من الليل بين مجموعات من الشباب الملثمين في معظم الأحيان يتنقلون مهرولين أو على دراجات ويطلقون المقذوفات باتجاه عناصر الشرطة الذين كانوا يردون بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

زمن الحداد والحوار

وصباح اليوم قام التجار بإحصاء أضرار أعمال الشغب الليلية ومنها في ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية.

وقالت مالكة متجر للملابس الداخلية النسائية في شارع بوسط المدينة غطى أرضه حطام واجهات المحال، إنها ستعرض بعد غد الإثنين  "كل شيء للبيع، كفى".

وذكر مالك فندق صغير "يجب أن نرحل، هذا كل ما تبقى علينا فعله".

ولم تسلم منطقة باريس من أعمال الشغب وقررت ثلاث مدن قريبة من العاصمة الفرنسية فرض حظر التجول على غرار مدن أخرى في المناطق الداخلية.

وكان وزير الداخلية أعلن نشر "مزيد من الوحدات المتخصصة" مثل  RAID  وGIGN للتدخل السريع من الشرطة والدرك، فضلاً عن إرسال مدرعات خفيفة من سلاح الدرك.

وقال لاعبو منتخب فرنسا لكرة القدم في بيان نقله قائدهم كيليان مبابي إن "زمن العنف يجب أن يكف ليحل مكانه زمن الحداد والحوار وإعادة البناء".

وكانت الحكومة قررت إلغاء كل "الأحداث الكبيرة" مثل حفلتي المغنية ميلين فارمر أمس الجمعة واليوم في استاد فرنسا، وأمرت بوقف حركة الحافلات والترامواي في كل أرجاء البلاد بعد التاسعة مساء (الساعة 19:00 ت. غ).

أفق فرض الطوارئ

وأثار مقتل نائل م. المتحدر من أصول جزائرية الجدل من جديد في شأن عنف الشرطة والعنصرية في فرنسا، حيث قتل 13 شخصاً عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لأوامر الشرطة.

وخلال مؤتمر صحافي روتيني في جنيف أمس حضت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان باريس على "معالجة جدية لمشكلات العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن"، لكن وزارة الخارجية الفرنسية ردت على الفور معتبرة أن "لا أساس" لهذا الاتهام.

ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد، وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، بخاصة أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس عام 2024.

ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية مثل منع التجول، وسبق أن فرضت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005 بعد أعمال شغب استمرت 10 أيام في الضواحي عقب مقتل مراهقين صعقاً في محول كهربائي احتميا داخله هرباً من مطاردة الشرطة لهما.

وأصيب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة عندما كان عنصران يحاولان وقف سيارته بعد أن رفض الامتثال لهما، على ما تفيد السلطات.

ووجهت إلى الشرطي أول من أمس تهمة القتل العمد ووضع في الحبس.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات