Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السياسيون مسؤولون عن ارتفاع أسعار المتاجر في بريطانيا

لا شك أن أزمة أسعار المواد الغذائية هي أزمة عالمية لكن اللوم يقع على رئيس الوزراء والسياسيين وواضعي السياسات المالية لأنهم جعلوا بريطانيا في وضع أسوأ من المتوقع

محال السوبرماركت ليست هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار السلع (غيتي)

ملخص

محال السوبرماركت ليست هي المسؤولة عن ارتفاع أسعار السلع والمسؤولية تقع أولاً على عاتق المسؤولين السياسيين والاقتصاديين.

"لقد ارتفعت أسعار السلع التي تشترونها أسبوعياً من المتجر أكثر مما ينبغي بكثير. نحن نراقب محال السوبرماركت، ونتأكد من أنها تتصرف بمسؤولية ونزاهة".

هل هذا طائر؟ هل هذه طائرة؟ لا، إنه سوبر ريشي، يهمّ لإنقاذ سلة مشترياتكم الأسبوعية ويلكم الأشرار القابعين في مجالس إدارة محال السوبرماركت. لقد جمع "المنتقمين" خاصته إلى جانبه: وزير المالية جيريمي هانت، وحاكم بنك إنجلترا أندرو بيلي، وعلى نحو غير متوقع، جون ماكدونيل من حزب العمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع ارتفاع معدل التضخم مرة أخرى وتعزيز بنك إنجلترا وتيرة رفعه لأسعار الفائدة مع زيادة المعدل بمقدار نصف نقطة إلى خمسة في المئة، يحتاج هذا الجمع بشدة إلى طرف ما يصرف الانتباه عن إخفاقاته على صعيد السياسة.

يجب العثور على طرف ما يتحمل المسؤولية زوراً. هذا الطرف هو محال السوبرماركت.

لكن علينا أن نضيف بعض الحقائق إلى السردية. ذلك أن الخطوة، في أوقات الغلاء هذه، غير منصفة.

ومن السهل جداً أن نرى لماذا يتخذ الجمع هذا المنحى. من ينظر من دون أن يجفل إلى أرباح "تيسكو" التي تزيد على مليار جنيه استرليني (1.27 مليار دولار)، ومبلغ الخمسة ملايين جنيه المعترف به بوصفه غير معقول الذي أعطته "ساينزبوريز" إلى رئيسها التنفيذي العام الماضي؟ لا سيما عندما ننظر في إيصالات فواتير التسوق الأسبوعية خاصتنا وما يطرأ عليها.

لقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة الخُمْس. بعض الناس بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف تناول الطعام. لهذا السبب، علينا توبيخ محال البقالة. لكن أحداً لم يكن يشكو من ارتفاع أسعار الأغذية وتحقيق محال السوبرماركت أرباحاً طائلة خلال الجائحة. قطعاً لا. لم يثر أحد أيضاً ضجة كبيرة حول أرباحها في العقد السابق.

ويعود السبب إلى أن قطاع السوبرماركت قطاع تنافسي للغاية. لقد أدى ظهور "ألدي" و"ليدل" كقوتين إلى تقليص هوامش ربح محال السوبرماركت. ثمة وقت كانت محال السوبرماركت في وضع جيد بهوامش تساوي خمسة في المئة، وأحياناً أكثر من ذلك. هذه الأرقام تبدو أشبه بالسحر اليوم إذ انخفضت الهوامش إلى أقل من ثلاثة في المئة. وعلى سبيل المقارنة، سيُطرَد الرؤساء التنفيذيون لشركات التكنولوجيا وسط سخرية من وادي السيليكون إذ حققوا أي هامش يقل عن 30 في المئة.

أنا لا أقول إن الضغط على هذه الشركات فكرة سيئة، لا سيما إذا جعلها تعمل بجد لإبقاء الأسعار منخفضة. قد تتذكرون معركة علبة الفاصوليا المطهوة، عندما تسابقت هذه الشركات للوصول إلى أدنى خفض سعري ممكن. يمكننا بالتأكيد أن نستفيد اليوم بشيء من ذلك.

لذلك أنا لا أعارض الضغط على محال السوبرماركت حتى لو كانت الهوامش منخفضة. لن يضر خفضها أكثر. سيكون ذلك ممارسة ذات بال.

لكن إذا ألقيتم نظرة فاحصة على البيانات، هي ببساطة لا تبرر تصوير "ساينزبوريز" على أنها شرير كبير مثل سايبرتوث و"أسدا" على أنها "أبومينيشن" و"تيسكو" على أنها "ثانوس". البيانات لا تبرر ذلك.

إذا كنتم تريدون أن تعرفوا من هم الأشرار الحقيقيون في مجال أسعار الأغذية، أسمي لكم أبطال اليوم المحتملين – سوناك ورهطه.

مهمة بايلي هي السيطرة على معدلات الفائدة. هو موظف على حساب دافعي الضرائب ويكسب نصف مليون جنيه. لكنه لا يؤدي وظيفته في شكل جيد ما يساعد في تفسير سبب حرصه الشديد على صرف الانتباه عن هذه الحقيقة.

وفي الوقت نفسه، يُعَد سوناك مؤيداً مدفوع الراتب بالكامل لبريكست، على رغم مما يريد بوريس جونسون منكم أن تصدقوه، في حين أن هانت أصبح مؤيداً جديداً. لقد حمّل بريكست الشركات البريطانية تكاليف، بما في ذلك محال البقالة البريطانية، وهي تكاليف ستمررها حتماً إلى المستهلكين. هي ليست جمعيات خيرية. إذا لم تفعل ذلك، ستتوقف عن العمل.

لقد فُسِّر التدفق السلس للأغذية من القارة ضوابط جمركية ورسوماً إضافية وتأخيراً وروتيناً إدارياً كافياً لخنق نصف الأمة. أفضل ما في الأمر أن الآتي أعظم. لم يكتمل بعد بناء الجدار التجاري الضخم الذي أقامه سوناك وهانت وأصدقاؤهما بين اقتصادنا المتداعي والجهة التي نستورد منها طعامنا. إن مزيداً من التكاليف آت. ثمة أسعار أعلى على الطريق. أخشى أن يكون هذا ذنب هؤلاء الرجال.

هل تريدون مزيداً من الأخبار السيئة؟ جعل حصاد إسبانيا الضعيف الأخير بعض الفاكهة والخضار تبدو مكلفة وكأنها كافيار. كان ثمة بديل محلي في مقدوره أن يخفف من حدة المشكلة: الشركات في الجنوب التي تستخدم البيوت البلاستيكية لزراعة المنتجات نفسها على مدار السنة. لكنها كثيفة الاستخدام للطاقة واستُبعِدت من خطة الدعم الحكومية، ما جعل أعمالها غير مجدية اقتصادياً.

في الواقع، عندما تنظرون في الأسعار الرهيبة للأغذية لدينا تجدون الجذور المتعفنة لفشل السياسات والأفكار السيئة والانعدام الصريح للكفاءة. إنه أمر مخجل. لدينا كل الحق في أن نغضب. لا تتخيلوا أنني أعفي المعارضة من مسؤوليتها هنا أيضاً. ليست سياسات حزب العمال في هذا المجال أفضل. ليست لديه أي أفكار جيدة عندما يتعلق الأمر بالجدار بيننا وبين أكبر سوق في العالم.

لقد تعرضنا نحن مشترو الأغذية إلى الخذلان. لقد تعرضنا إلى خذلان كبير. لكن الملامة تقع في الأغلب على كبار منتقدي محال السوبرماركت – سادة عملنا السياسي وسياستنا المالية – وليس على محال السوبرماركت.

© The Independent

اقرأ المزيد