Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

للمرة الأولى... الأردن يسمح للمقدسيين بتجديد جوازات سفرهم في القدس

أبعاد سياسية لهذه الخطوة والهدف منها دعم وجودهم وصمودهم وتثبيتهم بأرضهم

أكثر من 350 الف فلسطيني في القدس يحملون جوازات سفر أردنية (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ عام 1967، يُسمح للمقدسيين بإنهاء معاملات جواز سفرهم من دون عناء السفر الى الأردن، كما كانوا يفعلون منذ أكثر من 52 عاماً.

وبدأ الفلسطينيون في القدس يتوافدون بالمئات صباح اليوم الثلاثاء السادس من أغسطس (آب) 2019، إلى مقر المحكمة الشرعية في حي وداي الجوز لتقديم معاملات إصدار وتجديد جوزات سفرهم الأردنية.

جواز سفر مؤقت

ويحمل أهالي القدس جواز سفر أردنياً مؤقتاً يخولهم السفر إلى دول العالم، ولكنه لا يحمل رقماً وطنياً كالأردنيين، كما لا تسمح لهم إسرائيل بالحصول على جواز سفر فلسطيني.

ويبلغ عدد المقدسيين الذي يحملون هويات إسرائيلية (وثائق إقامة لهم في القدس) حوالى 350 ألفاً، معظمهم يحملون جوزات سفر أردنية.

وتعترف إسرائيل التي وقّعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994، بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كما تتولى المحاكم الشرعية فيها والتابعة للأردن، مسؤولية عقود الزواج ومعاملات الميراث في المدينة.

هذا وقال القائم بأعمال قاضي القضاة الأردني الشيخ واصف البكري لـ "اندبندنت عربية" إن هذه الخطوة تهدف إلى "التخفيف من معاناة المقدسيين ودعماً لوجودهم وصمودهم وتثبيتهم بأرضهم ورباطهم".

كما قررت السلطات الأردنية تخفيض رسوم جوازات السفر من 300 دولار إلى حوالى 70 دولاراً أميركياً.

الإجراءات المتّبعة

وسيتمكن المقدسيون من تقديم معاملاتهم في القدس، في حين يتولى البريد الأردني نقلها إلى عمان، ومن ثم إحضار جوازات السفر من "دائرة الأحوال والجوازت" في عمان إلى القدس، كي يتسلمها أصحابها.

 وقال مسؤول فلسطيني في القدس لـ "اندبندنت عربية" إن "الخطوة الأردنية تأتي استجابة لدعوات من الفعاليات والمرجعيات الفلسطينية في القدس، بهدف التخفيف عن المقدسيين"، مضيفاً أن "تلك الفعاليات والمرجعيات تدرس الطلب من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، منح المقدسيين جواز سفر أردني برقم وطني (الجنسية الكاملة)، وذلك لقطع الطريق على السلطات الإسرائيلية إعطاء الفلسطينيين جوازات سفر إسرائيلية".

وأشار المسؤول إلى أن هذا الموضوع طُرح بشكل غير رسمي مع المسؤوليين الأردنيين، وأنه في الوقت الحالي تجري دراسة جوانبه القانونية والسياسية، قبل طلبه بشكل رسمي.

ولا يستبعد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية زياد الحموري، وجود أبعاد سياسية للخطوة الأردنية، لافتاً إلى أن الأردن "يقاتل من أجل الحفاظ على وصايته على المقدسات في القدس ويريد تعزيز دوره في المدينة".

وأوضح الحموري أن "الفلسطيني في القدس تُرك وحيداً من دون أب، فالسلطات الإسرائيلية تمنعه من الحصول على جواز سفر فلسطيني، ولا يُسمح له إلا بحمل جواز سفر أردني مؤقت".

وبعد النكبة عام 1948، ضمّ الأردن الضفة الغربية بما فيها القدس، وأصبحت جزءًا من الأردن حيث بقي الفلسطينيون مرتبطين بالمملكة الهاشمية إلى أن قرر العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال فك الارتباط بالضفة الغربية إدارياً وقانونياً، بعد إعلان الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دولة فلسطين عام 1988.

المزيد من الشرق الأوسط