ملخص
تتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بتفجير السد الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، والخاضع لسيطرة موسكو منذ الأيام الأولى للحرب
قال سيرهي براتشوك المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا، إن القوات الأوكرانية دمرت مخزن ذخيرة مهماً بالقرب من مدينة هينيتشيسك الساحلية التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون جنوب البلاد.
وأضاف براتشوك في رسالة بالفيديو، صباح اليوم الأحد، "قواتنا المسلحة وجهت ضربة قوية في الصباح، وضربة مدوية جداً، في قرية ريكوف بمنطقة هينيتشيسك في المنطقة المحتلة موقتاً بمنطقة خيرسون". وأردف "كان هناك مخزن ذخيرة مهم جداً. تم تدميره".
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من المعلومات. ولم يصدر تعليق حتى الآن من روسيا على تلك التقارير.
ونشرت وسائل إعلام أوكرانية مقاطع فيديو تظهر تصاعد عمود دخان كثيف في السماء مع دوي أصوات انفجارات.
وتقع ريكوف على بعد نحو 20 كيلومتراً من هينيتشيسك، المدينة الساحلية المطلة على بحر آزوف في جنوب أوكرانيا، وتسيطر عليها القوات الروسية منذ الأيام الأولى للحرب في فبراير (شباط) 2022.
أدلة ضد روسيا
قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن هناك أدلة تشير إلى أن تدمير سد كاخوفكا الضخم في منطقة تسيطر عليها روسيا بأوكرانيا هذا الشهر نتج من انفجار داخلي تقف وراءه موسكو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت الصحيفة، نقلاً عن مهندسين وخبراء متفجرات، أول من أمس الجمعة، أن تحقيقاً أجرته وجد أدلة تشير إلى انفجار عبوة ناسفة في ممر عبر القاعدة الخرسانية للسد مما أدى إلى تدميره في السادس من يونيو (حزيران).
وأضافت الصحيفة "تشير الأدلة بوضوح إلى أن السد انهار نتيجة انفجار نفذه الجانب الذي يسيطر عليه: روسيا".
على نحو منفصل، قال فريق من الخبراء القانونيين الدوليين، الذين يساعدون في تحقيق يجريه الادعاء الأوكراني، في النتائج الأولية، الجمعة، إن الانهيار الذي وقع بمنطقة خيرسون كان بسبب متفجرات زرعها الروس "على الأرجح بدرجة كبيرة".
ويتهم الكرملين كييف بتخريب السد الكهرومائي بغرض قطع مصدر رئيس للمياه عن شبه جزيرة القرم وصرف الانتباه عن هجوم مضاد "متعثر" ضد القوات الروسية.
فيما تتهم أوكرانيا روسيا بتفجير السد، الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، والخاضع للسيطرة الروسية منذ الأيام الأولى للحرب التي بدأته موسكو العام الماضي. وأدى ذلك إلى تدفق المياه عبر مساحة كبيرة من ساحة المعركة وتدمير الأراضي الزراعية وقطع إمدادات المياه عن المدنيين.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من مصدر مستقل من المزاعم حول سبب الانفجار.
ونقلت الصحيفة عن المهندسين قولهم، إن الفحص الكامل للسد بعد تصريف المياه منه يمكن أن يحدد تسلسل الأحداث التي أدت إلى الدمار.
وقالت الصحيفة "قد يحدث انهيار بسبب تآكل ناتج من اندفاع المياه عبر البوابات في حال كان تصميم السد سيئاً، أو كانت الخرسانة لا تستوفي المعايير، لكن المهندسين استبعدوا ذلك".
قتلى السد
قال مسؤولون أوكرانيون إن عدد قتلى الفيضانات الناتجة من تدمير سد كاخوفكا ارتفع إلى 16، بينما ذكر مسؤولون روس أن 29 شخصاً لقوا حتفهم في الأراضي التي تسيطر عليها موسكو.
وتسبب انهيار في سد كاخوفكا في السادس من يونيو (حزيران) في إغراق مساحة كبيرة من الأراضي في جنوب أوكرانيا وفي الأجزاء التي تحتلها روسيا من البلاد، مما أدى إلى إتلاف الأراضي الزراعية وقطع الإمدادات عن المدنيين.
وذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية على "تيليغرام" في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت أنه تم إجلاء أكثر من 3600 شخص من المناطق التي غمرتها الفيضانات في منطقتي خيرسون وميكولايف، بينما لا يزال 31 في عداد المفقودين وما زال نحو 1300 منزل مغمورة بالمياه.
وأعلن رئيس الإدارة التي نصبتها روسيا في الأجزاء التي تحتلها من منطقة خيرسون أندريه ألكسينكو، على "تيليغرام" أن عدد القتلى ارتفع إلى 29.
وتتهم أوكرانيا روسيا بتفجير السد الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، ويخضع لسيطرة موسكو منذ الأيام الأولى لغزوها الذي بدأته العام الماضي.
وأشار فريق من الخبراء القانونيين الدوليين، الذين يساعدون المدعين العامين الأوكرانيين في تحقيقهم، في النتائج الأولية الجمعة، إلى أنه من "المرجح للغاية" أن الانهيار كان نتيجة متفجرات زرعها الروس.
فيما يتهم الكرملين كييف بتخريب السد الكهرومائي بهدف قطع مصدر رئيس للمياه عن شبه جزيرة القرم وصرف الانتباه عن هجوم مضاد "متعثر" ضد القوات الروسية.
رافضو الحرب
تتعاقب المحاكمات في روسيا مستهدفة أشخاصاً من آفاق مختلفة ما بين مؤلف موسيقي محب للحيوانات ومهندس متقاعد، القاسم المشترك بينهم أنهم انتقدوا الهجوم على أوكرانيا، مما يعرضهم لعقوبة السجن لسنوات.
ولم تسلط الأضواء سوى على محاكمات أشهر معارضي الكرملين المسجونين منذ بدأ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، غير أن حملة القمع المتسارعة استهدفت آلاف الروس المجهولين من غير أن تعرف قضاياهم.
استغرق الأمر سنة ليحكم القضاء قبضته على ألكسندر باختين الموسيقي المدافع عن البيئة البالغ 51 سنة. ففي مارس (آذار) وأبريل (نيسان) من العام الماضي، كتب ثلاثة منشورات على الشبكة الاجتماعية الروسية "في كونتاكتي" ندد فيها بالحملة العسكرية في أوكرانيا، ذاكراً وقوع ضحايا مدنيين ومشيراً بالاتهام إلى الرئيس فلاديمير بوتين.
ومارس الماضي، أوقف فجأة في مدينته ميتيشتشي الواقعة في ضواحي موسكو ووضع قيد الحبس الاحتياطي لاتهامه ببث "معلومات مضللة" عن الجيش الروسي، وهو يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات.
وقالت والدته ليودميلا باختينا (79 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش جلسة في المحكمة في السادس من يونيو "الناس في حينا صدموا" لتوقيفه. وتابعت "هو لا يمكن أن يؤذي نملة، يدافع عن الحيوانات، إنه محب للبيئة، كان يساعد الجميع. ويجهدون ليجعلوا منه إرهابياً تقريباً".
خلافاً لمحاكمات المعارضين المعروفين التي تجتذب حشوداً، تجري محاكمة باختين في قاعة فارغة ليس فيها سوى والدته وأحد أصدقائه، على رغم العقوبة الشديدة التي قد تلحق به.
وحين يحضره الشرطيون مكبل اليدين للمثول أمام المحكمة، لا يمكن لوالدته سوى أن تلامس ذراعه في حين أنها لم تقابله سوى مرتين منذ توقيفه. ولا تتسم هذه المحاكمات التي تجري بعيداً من عدسات المصورين بالقسوة فحسب، بل فيها أحياناً ما يتحدى المنطق. ففي قضية ألكسندر باختين تحديداً، استدعيت والدته إلى الجلسة للمثول بصفة شاهدة ضد ابنها.
ودهشت حين رأت أن نص إفادتها أكبر من محتوى حديثها مع المحقق، فأعلنت للمحكمة "وقعت إفادتي من دون أن أقرأها!"، فيما ندد المحامي بـ"تناقضات".
وتلا ذلك حوار شديد النبرة بين المدعية العامة ووالدة المتهم، فسألتها "هل تعتقدين أن القوات المسلحة الروسية ترتكب إبادة بحق الشعب الأوكراني؟".
- "لا!".
"وابنك؟... ما موقفه من الرئيس؟".
- "ابني شخص مسالم، إنه ضد الحرب. أنا أيضاً ضد الحرب، يمكنكم اعتقالي أيضاً!".
وحين سألت القاضية المتهم إن كان يريد استجواب الشاهدة، أي والدته، سألها باختين بتأثر "حين تم استجوابك في 6 مارس 2023، هل أوضحوا لك أن من حقك عدم الإدلاء بشهادتك ضدي؟"، فصاحت والدته "لا!".
رفعت الجلسة حتى 20 يونيو وأبقي باختين قيد الاعتقال في حين أوضحت والدته أنه يعاني التهاباً رئوياً مزمناً واضطرابات في القلب.
وأفادت المنظمة غير الحكومية الروسية "أو في دي إنفو" أن أكثر من 20 ألف شخص أوقفوا في روسيا لأنهم تظاهروا ضد النزاع في أوكرانيا.
وتمت ملاحقة الآلاف منهم بتهمة نشر "معلومات مضللة" في شأنها، على غرار باختين، أو بـ"النيل من اعتبار" الجيش.
وفي اليوم ذاته الذي مثل باختين فيه أمام محكمة في ميتيشتشي، جرت محاكمة مهندس الطيران المتقاعد أناتولي روشتشين البالغ 75 سنة في لوبنيا، إحدى مدن ضواحي موسكو، لاتهامه بـ"النيل من اعتبار" القوات الروسية.
ويلاحق روشتشين أيضاً على أساس منشورات على الإنترنت انتقد فيها الهجوم العسكري وهو يواجه عقوبة السجن خمس سنوات.
وقال روشتشين "أريد أن يعلم الأوكرانيون أن الروس ليسوا جميعهم جبناء"، حيث تستأنف محاكمته في 19 يونيو.