Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الذكاء الاصطناعي يقدم لكل تلميذ مدرسه الشخصي المجاني

يخفف الأعباء عن كاهل المعلمين ويزيد كفاءتهم ويعطي التلاميذ والطلاب ملاحظات حول جهودهم بصورة فردية

التكامل بين الوسائل التقليدية والتكنولوجية في التدريس صار من ملامح التعليم المعاصر (إيس بروغرام)

ملخص

الذكاء الاصطناعي يتغلغل في التعليم البريطاني ويحمل إمكانات إحداث ثورة في مسار تطوره بما في ذلك تقديم ما يشبه المدرس الخاص الذكي لكل تلميذ، بما في ذلك الآتين من شرائح اجتماعية محرومة

قبل وقت طويل من ابتكار روبوت الدردشة "تشات جي بي تي" ChatGPT، اعتادت ريتا سكيتر، الساحرة والمراسلة الصحافية في مسلسل "هاري بوتر وكأس النار" Harry Potter and the Goblet of Fire التفاخر بامتلاك "كويك كوتس كويل"، تلك الريشة السحرية التي تكتب مقالاتها تلقائياً وفي الحال.

نحن جميعاً، بمن في ذلك أطفالنا، في متناول أيدينا الآن سحر مماثل بوجود "تشات جي بي تي" والنماذج اللغوية الكبيرة الأخرى في هواتفنا، ومع ذلك خلافاً لريتا سكيتر، نرغب في أن تُستخدم هذه الأدوات بأمانة وتعمل من أجل تقدمنا الشخصي والمتبادل.

لقد خرج جني الذكاء الاصطناعي من قمقمه، والسؤال الذي يطرح نفسه كيف عسانا نستخدمه على أكمل وجه ومن أجل الحصول على أفضل النتائج؟

في الطب يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء في تقييم حال المرضى وإجراء التشخيصات الطبية المهمة، وبدورها تستفيد منه الشركات في مختلف أنحاء العالم أيضاً بغية تبسيط سير إجراءات العمل وزيادة إنتاجية الموظفين.

في مدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا أيضاً، يمتلك الذكاء الاصطناعي إمكانات مهولة، وقد يساعد المعلمين والمحاضرين في إنجاز الأعمال المسندة إليهم بكفاءة أكبر، وحتى إعطاء التلاميذ والطلاب ملاحظات حول جهودهم كل بحسب شخصيته، ولكن هل يملك الذكاء الاصطناعي أفضل من ذلك؟

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يساعد الأولاد ذوي الاحتياجات الخاصة والإعاقات في التعلم بشكل حدسي وبديهي أكثر؟ هل يسعه تخفيف العبء الإداري الملقى على عاتق المعلم عبر توليه جزءاً من المهمات الروتينية التي تثقل كاهلهم، من قبيل وضع علامات الطلبة؟ هل يستطيع أن يساعد في تقليص فجوة التحصيل العلمي لدى الأولاد المحرومين من طريق منحهم "مدرساً شخصياً" مجانياً؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ينبغي أن نعرف الإجابات عن هذه الأسئلة كي ننجح في تحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي، ونتأكد من أننا نصوغ بعناية سبل الإبقاء "على التوجيه البشري" للآلة، لأن أقوى ما نملك من إمكانات في إنجلترا ستكون دائماً القوة العاملة التعليمية الرائعة لدينا.

اليوم ستعلن وزيرة التعليم البريطانية جيليان كيغان عن دعوة إلى جلسة مناقشة تقدم فيها الأطراف المعنية ملاحظاتها في شأن استخدام الذكاء الاصطناعي في مؤسسات التعليم، وهي فرصة تتيح لكل من لديه وجهة نظر للتعبير عن آرائه حول كيفية تسخير الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل فاعل وآمن على صعيد التعليم بالتعبير.

نريد من المعلمين ومديري المدارس والمحاضرين ومساعدي المدرسين والمتخصصين والأكاديميين أن يتدخلوا ويبلغونا بآرائهم كي نستقي الدروس من تجاربهم، ويهمنا أن نتشارك وجهات النظر مع خبراء التكنولوجيا وخصوصية البيانات، وعبر تلك الطرق سنعرف كيفية توجيه تلك التكنولوجيات الجديدة الاستثنائية لما فيه منفعة وخير الجميع.

نعلم أن أي تكنولوجيا جديدة تحمل معها مخاطر عدة، ولهذا السبب يكتسي التزام رئيس الوزراء [ريشي سوناك] عقد القمة العالمية الأولى حول سلامة الذكاء الاصطناعي هذا الخريف أهمية بالغة، ولكن لا يمكننا أن نقطع الجسور مع هذا الذكاء ونوصد الأبواب أمام الانخراط فيه.

على نطاق أوسع علينا جميعاً أن نطور مهاراتنا الرقمية، أياً كان مستوى بدايتنا في المجال الرقمي، ولهذا السبب فاعتباراً من سبتمبر (أيلول) من العام الحالي سيتمكن البالغون من أصحاب المستويات المنخفضة في المهارات الرقمية من دراسة مؤهلات المهارات الوظيفية الرقمية الجديدة، وهكذا ستتوفر أمام جميع الأشخاص البالغين فرصة لاكتساب المهارات الرقمية الأساس التي تلزمهم للمشاركة النشطة في الحياة والعمل الحديثين، بدءاً بإدارة الشؤون المالية عبر الإنترنت ووصولاً إلى استخدام الأدوات الرقمية في مكان العمل، مثل البريد الإلكتروني وتطبيقات الاجتماعات الافتراضية، وسيقود هذا النهج إلى إعداد الناس لتولي وظائف جديدة بمزيد من الثقة، أو ببساطة التعامل مع الحياة عبر الإنترنت من دون الخوف من النقر على زر "إرسال".

ندرك أن التكنولوجيا تتطور بسرعة فائقة وستترك تأثيراً كبيراً علينا في طريقة عيشنا وتعلمنا وعملنا، ونحن مدينون للجيل المقبل بمضاعفة إمكاناتها والمساعدة في نمو الاقتصاد والاستفادة من سحرها، على غرار ريتا سكيتر.

 

* البارونة باران الحاصلة على رتبة من الإمبراطورية البريطانية، وزيرة النظام المدرسي والتمويل الدراسي.

© The Independent

المزيد من علوم