ملخص
تذاكر السفر بالقطار تنخفض إلى النصف تقريباً في بريطانيا.
أخيراً تناهت إلينا بعض الأخبار السارة عن كلفة السفر باستخدام السكك الحديدية، فقد انخفضت بين ليلة وضحاها مئات أسعار تذاكر القطارات [في بريطانيا] إلى نصف قيمتها تقريباً.
وبعد أن كانت تذكرة ذهاب خارج أوقات الذروة ما بين مدينتي يورك ولندن في إنجلترا تكلف مساء السبت 130 جنيهاً استرلينياً (164 دولاراً أميركياً)، باتت منذ صباح الأحد 68 جنيهاً استرلينياً (86 دولاراً). أما بطاقات القطارات من مدينة بيرويك إلى مدينة بيتربورو، فتراجعت قيمتها من 139 جنيهاً استرلينياً (175 دولاراً)، إلى 73 جنيهاً (92 دولاراً).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتباراً من الأحد، تم إلغاء أسعار تذاكر العودة خارج أوقات الذروة، وتطبيق نظام مبسط يعرف بنظام "تسعيرة المسار الواحد".
لكن قبل أن يشعر المسافرون في القطارات بحماسة شديدة، فإن هذه التخفيضات تطبقها فقط "خدمة السكك الحديدية ما بين لندن والشمال الشرقي" على الخط الرئيس للساحل الشرقي.
كيف ستؤثر إزالة بعض الشوائب في نظام الأسعار في خطط رحلتك؟ في ما يأتي أسئلة وأجوبة رئيسة عن ذلك.
ما المشكلة في أسعار تذاكر القطارات؟
يجد كثير من الناس أن أسعار بطاقات القطارات باهظة الثمن. وتهدف هذه المبادرة إلى معالجة هذه النقطة، إضافة إلى ذلك، فإن قطاع السكك الحديدية الذي يخضع الآن في الغالب لإدارة الحكومة البريطانية، يعاني نظام تسعير متقادماً.
فقد صممته في الأساس شركة "بريتيش ريل"، لعصر مختلف تماماً عن اليوم، من دون الأخذ في الحسبان خدمة الحجز عبر الإنترنت.
وقد حصل "تقيد" حازم بتلك القواعد منذ أن تمت خصخصة القطاع، بحيث إن تذكرة الذهاب خارج أوقات الذروة، توازي كلفتها في العادة إلى حد ما تذكرة العودة.
وتمنح التذاكر خارج أوقات الذروة مرونة أكبر للمسافر مقارنة بتلك المحجوزة مسبقاً، بحيث يمكن استخدامها في مجموعة كبيرة من القطارات، وتسمح بمحطات توقف خلال الرحلات - وهي تخضع فقط لقواعد التوقيت وتجنب ساعات الذروة.
لكن غالباً ما تكون أسعار السفر في اتجاه واحد خارج أوقات الذروة مرتفعة على نحو غير متناسب. فرحلة ما بين مدينتي دورهام ولندن على سبيل المثال، ما زالت تكلف المسافر ذهاباً فقط حتى اليوم، خارج أوقات الذروة، 163 جنيهاً استرلينياً (205 دولارات)، مع سعر بطاقة إياب يبلغ جنيهاً استرلينياً واحداً فقط (1.26 دولار). وقد أصبحت كلفتها الآن 83 جنيهاً استرلينياً (48 دولاراً)، مما يوفر على المسافر نحو 49 في المئة مما كان يدفعه.
هذا التفاوت في السعر أثنى الأفراد الذين يرغبون في القيام برحلات في اتجاه واحد، عن استخدام القطار (على سبيل المثال من دورهام إلى لندن بالقطار، والعودة بحافلة)، أو القيام بـ"رحلات دائرية" مثل دورهام - لندن - مانشستر - دورهام.
ماذا يحدث الآن على خدمة السكك الحديدية "أل أن إي آر"؟
هناك ثلاثة أنواع من التذاكر المتاحة فقط:
• تذاكر الرحلة الواحدة في أي وقت Anytime singles: يمكن استخدامها على أي قطار، لكن غالباً ما تكون مكلفة جداً (على سبيل المثال 68 جنيهاً استرلينياً (86 دولاراً) لرحلة مدتها 45 دقيقة ما بين لندن وبيتربورو).
• تذاكر الرحلة الواحدة سوبر خارج أوقات الذروة Super off-peak، وتذاكر الرحلة الواحدة العادية خارج الذروة Off-peak singles، وهي التي استهدفها الإجراء الجديد إلى حد كبير (الفارق بين بطاقات سوبر والعادية خارج أوقات الذروة، غالباً ما يكون مجرد مشكلة في الأوقات المسموح بها). وهذه هي الفئة التي تغيرت أسعارها بين ليلة وضحاها.
• تذاكر الرحلة الواحدة المحجوزة مسبقاً Advance singles (لا تستبدل ولا ترد)، كما هي الحال دائماً مع قطارات معينة، وتباع بسعر أقل من التذاكر خارج أوقات الذروة.
في المقابل انخفض سعر التذكرة ذات الاتجاه الواحد من دورهام إلى لندن خارج أوقات الذروة، بما بين 80 و83 جنيهاً استرلينياً (101 - 105 دولارات).
هل تم اختبار نظام "تسعير المسار الواحد"؟
نعم، بشكل محدود للغاية على الخط الرئيس للساحل الشرقي، فقد شهد مخطط تجريبي وضعته "خدمة السكك الحديدية ما بين لندن والشمال الشرقي" للرحلات بين لندن وليدز ونيوكاسل وإدنبره، تطبيق "تسعيرة المسار الواحد" على التذاكر خارج أوقات الذروة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.
هذه الخطوة لقيت استحساناً كبيراً من جانب المسافرين، لكنها أدت - عن غير قصد - إلى مزيد من التناقضات. فالأفراد الذين يسافرون في اتجاه واحد من دورهام إلى لندن على سبيل المثال، يختارون الآن تذكرة نيوكاسل - لندن بـ79 جنيهاً استرلينياً (83 دولاراً)، على رغم أنها لمسافة أطول، مما يوفر على جيبهم 75 جنيهاً استرلينياً (95 دولاراً) في الرحلة.
وفي هذا الإطار باتت الفكرة الآن تتركز على جعل "تسعيرة المسار الواحد" هي المعيار، عبر خدمة قطارات "أل أن إي آر".
وبالنسبة إلى الجهة المشغلة للقطارات، هناك جانب يتعلق بحماية إيراداتها أيضاً ويتمثل في منع الاستخدام المتكرر لتذاكر الإياب المفتوحة التي لم يتم التحقق من استخدامها. ولأن جميع تذاكر السفر تباع في يوم محدد، يجرى التخلص من احتمال حدوث هذا النوع المعين من الاحتيال على التذاكر.
هل سترتفع أسعار التذاكر أم ستنخفض؟
إن الاتجاه في الغالب هو نحو التخفيض، بحيث يتم تخفيض بطاقة الرحلة الواحدة إلى النصف تقريباً، لتصل تماماً إلى نصف السعر الراهن لبطاقة العودة. ولن يلاحظ الأفراد الذين يقومون برحلات ذهاب وإياب بشكل روتيني أي فارق (باستثناء الزيادة السنوية على ثمن البطاقة التي كانت هذه السنة بنسبة 5.9 في المئة).
الهدف من هذا الإجراء هو تحقيق "حيادية الإيرادات" Revenue-neutral، مما يعني أن إجمالي الإيرادات المحصلة من الركاب ستبقى من دون تغيير. ومع ذلك، هناك أيضاً احتمال أن تكون "مدرة للدخل" وهو ما يعرف بـ"الإيرادات الإيجابية" Revenue-positive إذا زاد عدد الأفراد الذين يستخدمون السكك الحديدية كما هو متوقع.
هل من شوائب أخرى في خطوة تسعير البطاقات؟
نعم، فعندما يكون هناك تنافس كبير مع مشغلين آخرين (سواء كانوا ضمن قطاع السكك الحديدية أو النقل الجوي)، يتم اعتماد تسعيرة المسار الواحد.
أحد الأمثلة على ذلك الرحلات ما بين مدينتي إدنبره ولندن، بحيث تتنافس خدمة "أل أن إي آر" مع قطارات "أفانتي ويست كوست" Avanti West Coast و"لومو" Lumo، إضافة إلى رحلات طيران "بريتيش إيرويز" British Airways و"إيزي جيت" easyJet و"رايان إير" Ryanair.
فلأسباب تجارية قد ترغب "خدمة السكك الحديدية ما بين لندن والشمال الشرقي" في عرض تذكرة ذهاب خاصة ومرنة ومنخفضة الكلفة، تصلح فقط على رحلات القطارات القليلة الاستخدام، لكن هذا قد يتسبب في حالات نافرة من جديد، إذا كانت كلفة تذكرة إدنبره - لندن أقل من (لنقل) تذكرة بيرويك - لندن. قد تقوم خدمة "أل أن إي آر" ببساطة بتسعير التذاكر المسبقة بشكل أكثر قوة، كي تتمكن من المنافسة في مثل هذه الظروف.
في حالات أخرى، قد يقوم المشغلون المستقلون Open-access (الذين لديهم إذن بتشغيل خدمات لكنهم لم يحوزوا امتيازاً حصرياً( بتعديل أجورهم المرنة لتقديم أسعار تنافسية، مقارنة مع خدمات السكك الحديدية التي تديرها الدولة.
هل يشير ذلك إلى بداية ثورة في أسعار بطاقات القطارات؟
ليس بعد، كما يرى مارك سميث الخبير في قطاع السكك الحديدية الدولي الذي يلقب بـ"الرجل في المقعد 61" The Man in Seat 61، المدير السابق لقطاع السكك الحديدية في بريطانيا. ويقول عن هذه المبادرة: "إن الشائبة الوحيدة التي يمكنني ملاحظتها هي أن الخطوة لن تنطبق إلا على رحلات خدمة ’أل أن إي آر‘ في هذه المرحلة. فتسعيرة المسار الواحد هي بالتأكيد خطوة إلى الأمام - ويجب أن تكون جزءاً من إصلاح كامل لأسعار بطاقات السكك الحديدية التي يجب أن تنسحب على الشبكة".
ورأى أنها "تزيل العقوبة الراهنة عن الرحلات الدائرية أو الرحلات المفتوحة (السفر من محطة إلى أخرى والعودة من محطة مختلفة)، وتجعل من الأسهل بكثير عرض خيارات التذاكر لرحلة الذهاب والعودة على قنوات الخدمة الذاتية مثل المواقع الإلكترونية وآلات شراء التذاكر. وآمل في أن يؤدي نجاح الخطوة التي تطبقها "أل أن إي آر"، إلى اعتمادها على الصعيد الوطني".
يجدر التذكير هنا بأن الحكومات المتعاقبة في بريطانيا كانت على مدى عقود من الزمن تتوانى عن إجراء الإصلاح الضروري في القطاع. وكي يحدث التغيير على المستوى الوطني، يتعين القيام بكثير من العمل التقني، إضافة إلى بذل جهود سياسية لإقناع السلطات المحلية (بفوائد الإصلاح) في الحالات التي تواجه فيها بلدات أو مدن معينة تعرفات عالية.
قد تنشأ بعض الظروف التي ترتفع فيها الأسعار نتيجة سد الثغرات القائمة. على سبيل المثال، فيما دأب المسافرون بين لندن وبريستول منذ فترة طويلة على اعتماد خدعة "ديدكوت دودج" - أو تقسيم التذاكر في محطة "ديدكوت باركواي" لتوفير نحو نصف أجرة الرحلة الكاملة - فإن إزالة هذا الوضع، تعني أن بعض الركاب سيدفعون كلفة أعلى ثمناً للرحلة.
© The Independent