Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الهجوم الأوكراني المضاد: دبابات وصواريخ وريبة

تسعى كييف إلى خرق الخطوط الروسية المحصّنة، لكن أمامها معركة صعبة

تم إطلاق أحدث مرحلة من الهجوم وأكثرها حركية بالدبابات (أ ب)

ملخص

لقد انطلق بالفعل الهجوم الأوكراني المضاد على روسيا.

جرى الاستعداد بصبر وبصورة منهجية، وكان التقدم بطيئاً والتوقعات قاتمة بأن الخسائر ستكون فادحة في المستقبل. لكننا الآن نشهد هجوم أوكرانيا المضاد، الذي من المحتمل أن يحدّد النتيجة النهائية لهذه الحرب.

ويحتدم القتال، بشكل شرس في بعض الأحيان، في بؤر احتقان متعددة على طول خط المواجهة الشاسع من زابوريجيا إلى دونيتسك وصولاً إلى باخموت. هناك أيضاً ضربات صاروخية في لوغانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون، وغارات عبر الحدود الروسية، فيما تواصل أوكرانيا تحركات مدروسة وهادفة [تحركات الشطرنج] لمحاولة التفوّق على العدو وإبقائه في موقف ضعيف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت أوكرانيا تطلب من الحلفاء الغربيين الحصول على أسلحة متطورة، على غرار الدبابات والصواريخ والمدفعية والطائرات الحربية، استعداداً للمهمة وقد حصلت على كمية كبيرة منها.

واستكمالاً، تم دمج دبابات القتال الرئيسية من طراز "ليوبارد 2" Leopard 2 الألمانية الصنع و"تشالنجر"Challenger  البريطانية، إضافة إلى  صواريخ "ستورم شادو" Storm Shadow والمدرعات الفرنسية "أي أم أكس" AMX وأنظمة "هيمارس" Himars الأميركية ومنظومة الصواريخ "ناسامز" Nasam في ألوية أوكرانية متخصصة. لكنّ القوات الأوكرانية لم تحصل بعد على الطائرات الحربية المتقدمة، مثل "أف-16" F-16، ومن المقرر وصولها في الخريف، وربما قد يكون هذا الهجوم لا يزال مستمراً في ذلك الوقت، إذ تسعى أوكرانيا إلى استعادة أكبر قدر ممكن من الأراضي قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار.

وبعد أسابيع من عمليات الاستقصاء، تم إطلاق أحدث مرحلة من الهجوم وأكثرها حركية بالدبابات، ومعظمها من طراز ليوبارد Leopards، وصواريخ ستورم شادو البعيدة المدى المستخدمة حالياً في محاولة لاختراق خطوط الدفاع الروسية المحصنة.

وهناك تبادل للادعاءات والادعاءات المضادة حول النجاحات والفشل في ما يتعلّق بالأحداث والتطورات. في ذلك الإطار، قال فولودومير زيلينسكي إن القوات الأوكرانية حققت مكاسب في القتال العنيف في شرق دونباس. وتحدّث الرئيس في بث صحافي، محاطاً بقادة في الميدان، عن "معارك صعبة للغاية" أدت إلى تحقيق "نتيجة، وأنا ممتن لكل من أسهم في تحقيق تلك النتيجة. لقد أبليتم حسناً في باخموت، خطوة خطوة. وأنا أشكر جميع محاربينا فرداً فرداً".

كذلك، قالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الأوكرانية حققت انتصاراً وتقدّمت مسافة كيلومتر واحد تقريباً قرب باخموت. وأصبحت المدينة، المدمرة إلى حد كبير، تمثّل رمزاً مهماً في الصراع، وقد فقدت روسيا أعداداً هائلة من الجنود في سعيها للاستيلاء عليها. وأشارت مصادر أمنية أميركية إلى أن الأوكرانيين استعادوا الخنادق شمال باخموت، لكنهم تكبدوا عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في هذه العملية.

وفي سياق متصل، فإن يفغيني بريغوجين، الذي لعبت شركة المرتزقة التابعة له، "فاغنر"، دوراً رائداً في معركة باخموت، أصبح من أشرس المنتقدين للقيادة العسكرية الروسية. والجدير بالذكر أن مقاتلي "فاغنر" اشتبكوا أيضاً مع القوات الروسية. حتى أنهم ألقوا القبض على الضابط، اللفتنانت كولونيل رومان فينيفتين، متهمين إياه بإطلاق النار على سياراتهم. وقد ظهر في شريط فيديو أثناء وجوده في الأسر، معترفاً بـ "ذنبه" ووجهه مغطى بالكدمات.

وقد تم إطلاق سراح اللفتنانت كولونيل فينيفتين بعد بضعة أيام. وصرّح أنه تعرض للتعذيب على أيدي موظفي "فاغنر" الذين اختطفوا عدداً من الجنود الروس الآخرين وأساؤوا معاملتهم. وزعم أن أحد الجنود الشبان تعرض للاغتصاب الجماعي وقتل نفسه.

وتجدر الإشارة إلى أن "فاغنر" سحبت مقاتليها من باخموت وسلمتها للجيش الروسي. ويقول القادة الأوكرانيون إنهم يستغلون التنسيق غير المتماسك بين القوتين، فضلاً عن العداوة التي بينهما.

واستطراداً، برز الزخم الأوكراني جنوب زابوريجيا حيث تسعى كييف للتقدم نحو بحر آزوف وقطع طريق الجسر البري المتصل بروسيا ومنع خطوط الإمداد إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا.

في الواقع، إن أحد الأهداف التكتيكية الأساسية هو ضمان السيطرة على بلدة توكماك، الواقعة في نقطة أعلى من سد كاخوفكا الذي تم تفجيره في وقت سابق من هذا الأسبوع. وقال فلاديمير روغوف، المسؤول المحلي الذي عينته روسيا في المنطقة، أنه تمت عرقلة تقدم القوات الأوكرانية في "قتال محتدم" في الحقول الممتدة بين أوريكيف وتوكماك.

وزعم وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن قوة أوكرانية قوامها 1500 جندي تضم 150 دبابة وعربة مصفحة، تم صدّها مراراً وتكراراً. وأكد أن قوات كييف تكبدت خسائر فادحة وفقدت 30 دبابة.

كذلك، ذكرت ميليشيات فوستوك الروسية أن أوكرانيا فقدت 13 دبابة في منطقة زابوريجيا وثماني دبابات في دونباس. كما زعمت أنه تم تدمير عدد من ناقلات الجند المدرعة وقطع المدفعية.

وصرح الرئيس فلاديمير بوتين للصحافيين الروس في سوتشي يوم الجمعة "يمكننا القول على وجه اليقين إن هذا الهجوم قد بدأ. وهذا يتجلى من خلال استخدام الاحتياطيات الاستراتيجية للجيش الأوكراني". وأضاف: "القوات الأوكرانية لم تحقق أهدافها في أي قطاع".

في المقابل، رفضت الحكومة الأوكرانية المزاعم الروسية. لكن ضابطاً أوكرانياً تم إلحاقه بإحدى الوحدات اعترف بأن الوضع صعب. "كان أمام الروس شهوراً ليتخذوا مواقع دفاعية، ولديهم خطوط من أسنان التنين، الدفاعات [المؤلفة من أهرام إسمنتية صغيرة] المضادة للدبابات، وهم مستعدون. وفي الوقت الحالي يواجه كلا الجانبين وضعاً صعباً. نحن نتقدم، لكن ببطء، ولا نريد أن نعرّض حياة قواتنا للخطر من دون أي داعٍ".

في غضون ذلك، استمرت الهجمات داخل روسيا، التي شنّتها الميليشيات الروسية في المنفى [المناهضة لبوتين] المدعومة من أوكرانيا. وأفادت مجموعة من قدامى المحاربين في الجيش الروسي أن الكولونيل فلاديمير كوزنتسوف، وهو ضابط روسي كبير، قد لاقى حتفه في اشتباك في منطقة بيلغورود. وجاءت الوفاة في أعقاب مقتل الكولونيل أندريه ستاسيف. كان كلا الرجلين من أفراد قوة الهجوم المحمولة جواً المتخصصة المعروفة بـ "في دي في" VDV.

واستكمالاً، نشرت مجموعة المحاربين القدامى تصريحاً لاذعاً على وسائل التواصل الاجتماعي ضد السلطات في بيلغورود جاء فيه: "مرة أخرى هذا موجّه لمَن صمّوا آذانهم وأغمضوا أعينهم- مجموعة التمويه والاستطلاع الأوكرانية التي قتلت على أراضي روسيا ضابطين كبيرين في الجيش الروسي. لماذا لم يتم تطبيق الأحكام العرفية في المنطقة، أو إعلان عملية لمكافحة الإرهاب، أو على الأقل حالة الطوارئ!!؟؟

على رغم العمليات الواسعة النطاق، لم تنشر أوكرانيا سوى لواء واحد من الألوية المجهزة بأحدث أسلحة الناتو. أما الألوية الأخرى فهي موجودة في مواقع غير معلنة، في انتظار أوامر للتقدم في مهمة من المتوقع أن تستمر لأشهر، ما لم يحصل انهيار روسي مفاجئ وكامل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات