Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد فرنسيس... هل سيشهد الفاتيكان بابا أميركيا أم أفريقيا؟

ما حظوظ المرشح الآسيوي الذي تبناه فرنسيس وكيف يعمد الإيطاليون إلى استعادة رئاسة الكنيسة الكاثوليكية التي فقدوها منذ عام 1978؟

البابا فرنسيس لمن لا يعلم يعيش برئة واحدة منذ بواكير شبابه (أ ب)

ملخص

هناك أحد الأسماء اللامعة وقد يكون البابا الكاثوليكي الأول القادم من آسيا الشرقية وبجذور عائلية صينية

مرة جديدة يدخل بابا روما، البابا فرنسيس، مستشفى "الجميلي" في العاصمة الإيطالية، وذلك لإجراء جراحة في الأمعاء، بعد يوم من فحص قام به ضمن متابعة لشؤونه الصحية، والتي لا تبدو جيدة بحال من الأحوال، وبخاصة مع تقدمه في العمر (86 سنة)، وتعرضه للعديد من الانتكاسات الصحية خلال عقد من بابويته، ويبدو للناظر إلى شخص البابا فرنسيس في الأشهر الأخيرة أنه يعاني من متاعب مزمنة ليس أقلّها التهابات الأعصاب ما يجعله يتوكأ على عصاه بشكل واضح للغاية أخيراً.

فرنسيس لمن لا يعلم، يعيش برئة واحدة منذ بواكير شبابه، وهذا ما يجعل التساؤل عن حالته الصحية مرتبطاً بأمر إمكانية تقديمه استقالته، كما فعل سلفه البابا بندكتوس الـ 16.

حديث الاستقالة يبدو أنه غير بعيد من الكرسي الرسولي مرة جديدة، لا سيما أن فرنسيس نفسه قد تحدث أخيراً مميطاً اللثام عن كتابته استقالته بالفعل في أوائل حبريته، ومحتفظاً بها لدى "الكوريا الرومانية" (حكومة البابا)، لتفعيلها في الوقت الذي يجد نفسه فيه غير قادر على القيام بوظيفته الرعوية كخليفة لبطرس الصياد كبير الحواريين.

وخلال مقابلة مع محطة تلفزيونية مكسيكية عام 2014، أي بعد عام واحد من اعتلائه السدة البطرسية، قال البابا إنه كان يبحث في الحصول على بابوية قصيرة مدتها خمس سنوات فقط.

الآن يعيش البابا فرنسيس العام الـ 11 من بابويته، وعلى رغم الضعف والوهن الواضحين عليه، والعمليات الجراحية التي تجرى له، لا يبدو أنه عازم على الاستقالة لا سيما أنه يخطط لزيارة قريبة إلى منغوليا، ثم قيادة يوم الشباب العالمي في البرتغال في أغسطس (آب) المقبل، مع عشرات الآلاف من الشباب الكاثوليكي من بقاع وأصقاع الكرة الأرضية كافة، على أن العالمين ببواطن أمور حاضرة الفاتيكان يدركون جيداً، أنه وعند لحظة معينة، ربما سيكون على الحبر الأعظم أن يتوارى، إذ لم تقدّر له معاندة الطبيعة وأحوال الجسد، ومن هنا تبدأ الأسئلة المهمة التي قد تحتاج إلى قراءات لا قراءة واحدة عما سيحدث حال استقال أو غيبته يد المنون .

التساؤل الأولي الذي يشاغب عقول الكثيرين: من سيكون خليفة بيرغوليو (اسم فرنسيس قبل البابوية)؟

هذا تساؤل إشكالي يفتح الباب أمام صراعات ناعمة تدور في الكواليس لا سيما أن هناك أسماء بعضها ينتمي إلى أميركا الشمالية، وأخرى لأفريقيا، والبعض الثالث آت من شرق آسيا.

وعطفاً على ذلك، يبدو أن هناك شخصاً بعينه محبوباً من قبل البابا، وقد عمل على ترفيعه بشكل سريع خلال السنوات الماضية، ما يضعه تحت المجهر.

الحديث عن البابوية وفرنسيس، وعن الكرادلة وما يعرف بـ "الكونكلاف"، أي اجتماع اختيار البابا والطريقة التي تجري بها عملية الاقتراع، ستكون محور قراءات مستقلة، غير أنه في هذه السطور نحاول أن نلقي الضوء على أهم الأسماء التي سيكون البابا الروماني الكاثوليكي القادم من بينها.

لماذا يهتم الناس بحديث البابا والبابوية؟

 باختصار غير مخل، نحن أمام مؤسسة هرمية يعود تاريخها إلى 2000 عام، لم ينقطع تواصلها أو عطاؤها سواء اتفقنا معها أو افترقنا عنها.

الكاردينال الكندي مارك أوليه

ولد مارك أوليه في إقليم كيبك في كندا عام 1944، وسيم كاهناً عام 1968، تم اختياره أسقفاً عام 2001 من قبل البابا يوحنا بولس الثاني، وقد كان قريباً منه بشكل كبير، وتالياً مقرباً جداً من سلفه البابا المحافظ راتزينغر (بندكتوس الـ 16)، ويشغل حالياً عميد مجمع الأساقفة في الفاتيكان، وقد انتمى في وقت مبكر لجماعة الآباء السلبيسيين (نسبة إلى سان سلبيس)، ويعد من الأسماء اللامعة داخل دائرة الكرسي الرسولي.

وكان من بين الأكثر حصولاً على أصوات في أول اقتراعين عام 2013، قبل أن يتفوق عليه بيرغوليو، ويتمتع بسمعة طيبة في ولائه للبابا، ويعد من المدافعين عن العقيدة الكاثوليكية بقوة.

حال اختيار أوليه للبابوية، سيكون البابا الأول من قارة أميركا الشمالية في تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ما سيحدث واقعاً جيوسياسياً جديداً في تاريخ الكرسي الرسولي.

أوليه له مواقف تكاد تكون متشددة من قضايا مثل قبول الكنيسة للمطلقين والمتزوجين ثانية، وهل يحق لهم ممارسة الأسرار المقدسة داخل الكنيسة أم لا؟

وعلى رغم اعتقاده في الانفتاح الذي خلقه المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني داخل الكنيسة، إلا أنه لا يؤيد الانفتاح على الشركة مع الأشخاص الذين لا يعيشون حياة أسرية منتظمة، ودعا أوليه إلى عدم ترك المطلقين والمتزوجين مرة ثانية، وفي رأيه أنه "يجب مساعدتهم على إيجاد وسائل أخرى للتعبير عن إيمانهم والانتماء إلى المجتمع الكاثوليكي من جديد".

ينسب له أنه حاول تأطير الاتهامات الموجهة من جانب الكاردينال فيغانو ضد البابا فرنسيس المتعلقة بتستره على بعض الأساقفة رفيعي المستوى المتهمين بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ويعد أوليه من المدافعين عن الكاثوليكية لكن من غير أي ميول تقدمية، وهو من أنصار العودة إلى الترانيم والشعائر القديمة، وربما كان هذا سببه قربه من البابا المحافظ بندكتوس الـ 16، وقد كان عضواً في مجلة Communioالتي أسسها البابا الراحل أخيراً.

رفض أوليه بحزم المعارضة الداخلية ضد البابا فرنسيس، وعنده أن الصواب الكنسي يعني الأمانة المؤسسة لشخص البابا، ويقرّ بوجود معارضة بالفعل داخل الكنيسة، لكنه لا يفضل الحديث على الملأ، لا سيما في ما يتقاطع مع الشؤون العقائدية، ويفضل عوضاً عن ذلك النقاش في الداخل بما يجنب الانقسامات.

ويعتبر أوليه أن معارضة البابا هراء لأن الروح القدس لديه استمرارية في اختياراته، وعنده أن الكنيسة اليوم في حاجة إلى المزيد من التواصل الملموس مع البشر كما يفعل فرنسيس، غير أن أوليه قد لا يكون البابا المفضل لكبر سنه، وقد جرى العرف في الفاتيكان، أنه بعد بابا كبير السن، يتم اختيار آخر صغير السن لضمان التجديد الروحي والفكري والمجتمعي.

الكاردينال الإيطالي بيترو بارولين

رئيس وزراء حكومة البابا الحالي، أو "الكوريا الرومانية"، من مواليد عام 1955 من قرية سكيافون بإيطاليا، ويشغل منصبه منذ عام 2013، وعمل بارولين في مناصب دبلوماسية متعددة في نيجيريا والمكسيك وفنزويلا لمدة ست سنوات، ويتحدث الإيطالية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

ماذا يعني أن يكون بارولين البابا القادم؟

يعني ذلك أنه سيكون رابع رئيس وزراء داخل الفاتيكان يرتقي إلى رتبة البابوية، وذلك بعد البابا ألكسندر السابع عام 1655، والبابا كليمنت التاسع عام 1667، والبابا بيوس الـ 12 عام 1939.

حال انتخاب بارولين، ستعود البابوية لإيطاليا بعد غياب طال من عام 1978 حين انتخب البابا الإيطالي يوحنا بولس الأول الذي لم يعمر سوى 33 يوماً في منصبه قبل وفاته الفجائية، ومجيء البولندي كارول فوتيلا أو يوحنا بولس الثاني.

ولم تعد فكرة البابا الإيطالي هاجساً مهيمناً سياسياً داخل الفاتيكان، ولم يعد الأمر شرطاً لإحداث توازن جيوسياسي على رغم وجود نحو 28 كاردينالاً إيطالياً من بين 120 كاردينالاً، والحديث الدائر همساً في دوائر الفاتيكان اليوم، هو ما يمكن أن يقوم به بارولين من إصلاحات لإعادة الكنيسة الكاثوليكية إلى المسارات الصحيحة بعد الانحرافات التي تسبب فيها فرنسيس المنتمي للرهبنة اليسوعية.

ويأتي بارولين من خلفية دبلوماسية مهمة للغاية، فقد خدم كوزير خارجية للفاتيكان مع البابا يوحنا بولس الثاني، ويتميز بجمعه لملامح الدبلوماسي ومعالم الكاهن، ويقوم بخدمة النفوس على رغم عمله الدبلوماسي منذ 28 عاماً في دوائر الدبلوماسية الفاتيكانية، ومعروف عنه فهمه الجيد لأحوال العالم السياسية، وإن كانت بعض مشاركاته الدبلوماسية قد سببت صداعاً كبيراً في رأس البابا فرنسيس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عام 2018 شارك بارولين في أحد اجتماعات منظمة "بيلدبرغ" التي تعد عند البعض بمثابة "حكومة العالم الخفية"، وقد جاءت مشاركته ضمن أعمال المجموعة لمواجهة صعود القوميات وذيوع الشعبويات، والبعض هاجم بارولين باعتباره شارك في حدث بعيد من روح الكنيسة التي تسعى لخدمة الفقراء، الكنيسة المسيحية الأولى التي تراعي المرضى والمنكسرين، فيما البعض الآخر دافع عنه انطلاقاً من أن هذه المشاركة جاءت بموافقة البابا فرنسيس عينه، وقد كان هدفها الحفاظ على سلام العالم، ومجابهة التيارات الفكرية الأوروبية والأميركية اليمينية المتطرفة .

يعرف بارولين منطقة جنوب شرقي آسيا معرفة جيدة جداً، وبنوع خاص المنطقة الشرقية هناك، وقد عزز من العلاقات بين الكرسي الرسولي وفيتنام، لكن على صعيد الاتفاق مع الصين لم يحرز نجاحات واسعة، وتوقف ما توصل إليه عند حدود الاستعادة الرسمية للعلاقات بين الدول، الأمر الذي لم ينعكس بشكل إيجابي على كاثوليك الصين، أولئك الذين تهيمن عليهم دائماً السلطات الصينية، والتي لا تظهر أي انفتاح على الجبهة الدينية.

الكاردينال الغيني روبرت سارا

يعد الكاردينال روبرت سارا من الأسماء التي تلقى احتراماً كبيراً داخل حاضرة الفاتيكان، لا سيما من قبل الكرادلة والأوساط المحافظة التي لا تتفق رؤاها أو تتسق مساراتها مع توجهات البابا فرنسيس.

سارا من مواليد 1945 في غينيا، وقد شغل في الفترة ما بين 1979-1993 منصب عميد مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، كما شغل منصب السكرتير السابق لمجمع تبشير الشعوب ورئيس المجلس البابوي "كور أونوم"، ثم رئيس أساقفة كوناكري الفخري، ويعد الكاردينال سارا أول مرشح أفريقي للبابوية بعد الكاردينال برناردين غانيين من بنين، والذي توفي عام 2008.

سيرة حياة الكاردينال سارا محترمة جداً، فهو شاهد أمين على الإخلاص للعقيدة الكاثوليكية خلال نظام الرئيس الماركسي أحمد سيكوتوري، وقد كان سارا في طريقه للإعدام، ولم ينقذه سوى الموت المفاجئ للطاغية عام 1984، ونشأ سارا في أحراش السافانا بين الوثنيين واللادينيين، ودرس في فرنسا والقدس، وقد عينه البابا بولس السادس أسقفاً، وهو في عمر 33 .

ويمكن اعتباره من الدوائر المقربة جداً للبابا يوحنا بولس الثاني الذي دعاه لتقلد مناصب في روما، كما ربطه انسجام عميق مع البابا بندكتوس الـ 16 الذي نصبه كاردينالاً، وشاركه في دراسة عن القديس أوغسطينوس.

وسارا كاتب مشهور، وله عدد من المؤلفات الشيقة والمثيرة للتفكير من بينها كتابه المعنون "الله أو لا شيء"، عام 2015، ثم "قوة الصمت" عام 2017، وشارك سارا في كتابة العديد من المقالات المهمة مع بندكتوس، وبخاصة عن عزوبية الكهنة الكاثوليك، وهو الموضوع الذي تسبب في قلق واسع داخل الفاتيكان بعد ما عرف باسم "سينودس الأمازون".

عارض سارا مراراً وتكراراً نزعة البابا فرنسيس للهجرة، وناشد الشباب الأفارقة عدم إفقار أراضيهم من خلال التخلي عنها من أجل ما أطلق عليه "أحلام بعيدة المنال ".

ولم تكن العلاقات بين سارا وفرنسيس أبداً جيدة لا سيما بعد أن اتخذ موقفاً متشدداً من بعض الأفكار التي وردت في رسالة فرنسيس الرعوية عام 2017، والمعروفة بـ "فرح الحب"، وبخاصة حول الزواج والطلاق.

وهناك اختلاف واسع وجوهري في وجهات النظر بين كنيسة الكاردينال سارا وكنيسة البابا اليسوعي من حيث المضمون والأسلوب، وبالنسبة لسارا، الأولوية هي إدخال الله في قلب الحضارات حيث حجبت النسبية حضوره، وبالنسبة للذين ينتقدون فرنسيس، سيكون الكاردينال سارا مرشحاً مثالياً، غير أنه في مجمع فيه أكثر من النصف اختاروا فرنسيس، لن يكون من السهل على سارا الحصول على ثلثي الأصوات اللازمة لانتخابه، عطفاً على أنه يقترب من الـ 80 .

الكاردينال النمساوي كريستوف شونبورن

من الكرادلة المتقدمين وأصحاب النفوذ في الكرسي الرسولي، وجذوره الأسرية تعود به إلى زمن النبلاء الأوروبيين، ولد كريستوف عام 1945 في بوهيميا بجمهورية التشيك وأحضر إلى النمسا مع أبويه طفلاً صغيراً.

هو ابن الكونت هوغو داميان فون شونبورن والبارونة إليونور أوتيلي، ويعد الابن الثاني لعائلة كاثوليكية نبيلة لها 900 سنة من التاريخ مع أسلاف مثل فيليب يوهان فون شونبورن رئيس أساقفة "ماينز" عام 1647، والذي كان أحد مروجي "سلام وستفاليا" الذي قاد إلى الاتفاقية التاريخية عام 1648، وانتمى إلى الرهبنة الدومينيكانية التي تهتم كثيراً جداً بالتكوين الفلسفي والعقلي، ومن روادها سان توما الأكويني الفيلسوف الإيطالي الشهير.

يشغل حالياً منصب رئيس أساقفة النمسا، ولديه خبرة رعوية واسعة، وشغل منصب سكرتير لجنة إعداد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية من عام 1987 إلى عام 1992، وخلال "الكونكلافين" (اجتماعات اختيار البابا) 2005 و2013، كان يعتبر من المرشحين بقوة للبابوية، غير أن موقفاً مضاداً من وزير خارجية الفاتيكان السابق الكاردينال أنجلو سودانو الذي أتهمه شونبورن بمعارضة عملية تنظيف قام بها الكاردينال راتزينغر ضد هانز هيرمان غروبر رئيس أساقفة فيينا السابق ومارسيل ديغولادو المتهمين بالاعتداءات الجنسية ربما أعاق فرض انتخابه للبابوية .

وأبرم خلال فترة البابوية الحالية اتفاقات بين المعتدلين والتقدميين لا سيما في المجمع الاستثنائي المضطرب حول الأسرة في عام 2014، كما لعب دوراً مهماً في تهدئة الأزمة التي تولدت عن الإرشاد الرسولي "فرح الحب" الذي أصدره البابا فرنسيس وتسبب في غضب نحو 45 لاهوتياً وأربعة كرادلة وقعوا رسالة احتجاج أرسلوها للحبر الأعظم، وأجاب شونبورن على الاعتراضات لأن البابا لم يرغب في الرد عليها، وإن كانت موثوقة وموضوعية، وزعم شونبورن أن فرنسيس كلّفه بأن يقنع المعارضة الداخلية بمحبة، لذلك حاول أن يوضح، ما لم يكن من الممكن اعتباره.

ونأى شونبورن بنفسه عن البابا بندكتوس الـ 16 المتحفظ إلى حدّ التزمت، والذي وقّع على وثيقة كمحافظ لمجمع الإيمان تنص على أن "الكاثوليك ملزمون بمعارضة الاعتراف القانوني بالزيجات المثلية"، وفي مقابلة له مع مجلة "شتيرن" الألمانية اليسارية عام 2019، كرر شونبورن القول "الزواج للرجل والمرأة يمكن أن تنبثق منه حياة جديدة"، مضيفاً "من المؤثر رؤية ذلك في أوقاتنا الحالية حيث يفقد الزواج إشراقه، إذ يريد الأزواج من الجنس نفسه هذا الشكل النهائي للشركة الزوجية ".

ويعد شونبورن من المقربين من العالمين العربي والإسلامي، وهو من أهم كرادلة الفاتيكان الذين يشجعون الحوار الإسلامي - المسيحي، وحوار الشرق والغرب، وقد زار السعودية أخيراً بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، كما أن علاقته ببقية الطوائف المسيحية الشرقية جيدة للغاية، ولهذا يعتبر أحد دعاة ما يعرف بالتوجه المسكوني داخل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية بنوع خاص.

الكاردينال الإيطالي ماثيو ماريا زوبي

لمع اسم هذا الكاردينال في الأيام والأسابيع الأخيرة بنوع خاص، ليس بوصفه رئيس أساقفة بولونيا ورئيس مجلس أساقفة إيطاليا فحسب، بل لأنه الكاردينال لذي كلّفه البابا فرنسيس بزيارة أوكرانيا كموفد للكرسي الرسولي، وذلك في مبادرة هدفها الرئيس الإصغاء بعمق إلى السلطات الأوكرانية حول السبل الممكنة لبلوغ سلام عادل ودعم أفعال إنسانية تساهم في تخفيف التوترات.

زوبي من مواليد عام 1955 في روما وحال انتخابه سيكون لدينا بابا إيطالي من جديد، وتعاون زوبي مع أندريا ريكاردي مؤسس جماعة "سانت إيجيديو"، في أعمال الأطفال المهمشين وكبار السن والمهاجرين والمرضى الميؤوس من شفائهم والبدو والمعوقين ومدمني المخدرات والسجناء وضحايا النزاعات، وتخرّج زوبي من كلية الآداب والفلسفة في جامعة "لاسابينزا"، والتحق بمعهد أبرشية "باليسترينا" للتحضير للكهنوت في جامعة "لاتران" البابوية، وحصل على درجة البكالوريوس في اللاهوت.

وعيّنه البابا بندكتوس الـ 16 أسقفاً مساعداً لروما وأسقفاً فخرياً لفيلانوفا، وقام البابا فرنسيس بترقيته كرئيس أساقفة لكرسي بولونيا وخليفة للكاردينال كارلو كافارا.

ومن الأسماء التي تجيد كذلك الحوارات السلمية والتوفيقية، بين أتباع الأديان والثقافات، وقد شارك بنجاح كبير في لقاءات "أسيزي" التي دعا إليها البابا فرنسيس أكثر من مرة وربما يعد اسم الكاردينال زوبي نقطة تواصل الكرادلة الإيطاليين من أجل استعادة عرش البابوية مرة أخرى.

هل من بقية متبقية؟

حكماً يبقى هناك أحد الأسماء اللامعة التي تحتاج إلى حديث مفصل ومنفرد، ذلك أنه قد يكون البابا الكاثوليكي الأول القادم من آسيا الشرقية وبجذور عائلية صينية ما يجعل منه نقلة جيوسياسية في تاريخ الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

المزيد من تقارير