Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماكرون وزوجته في أنيسي لتقديم الدعم لضحايا هجوم الطعن

طالب لجوء يعتدي على 4 أطفال بسكين والسلطات: دوافعه غامضة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت (أ ف ب)

ملخص

يرجح أن يؤدي هجوم الطعن في فرنسا إلى مزيد من الجدل المرتبط بالهجرة وسياسة اللجوء، إذ سارع سياسيون يمينيون إلى التركيز على أن المهاجم لاجئ.

وصل إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت اليوم الجمعة إلى غرونوبل (جنوب شرق) حيث نقل ثلاثة من الأطفال الأربعة الذين أصيبوا أمس الخميس خلال هجوم بسكين في أنيسي (شرق) لتلقي العلاج في المستشفى.

وقالت الرئاسة إنه "عقب هجوم أمس سيزور رئيس الجمهورية وعقيلته الضحايا وعائلاتهم وكل من أسهم في مساعدتهم ودعمهم في أنيسي".

وكان الناطق باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران أفاد بأن اثنين من الأطفال الأربعة الذين أصيبوا في هجوم الخميس ما زالا في "حالة طوارئ مطلقة".

وأحد الأطفال المصابين بريطاني وآخر هولندي، ونقل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 22 و36 شهراً، إلى جنيف وغرونوبل بعد تلقيهم إسعافات أولية في موقع الحادثة.

وأثار الهجوم بسكين، الذي وقع في وضح النهار بحديقة مزدحمة في المدينة قرب بحيرة، استياء في فرنسا.

ووصل ماكرون الذي استنكر الخميس "هجوماً جباناً" إلى أنيسي الجمعة برفقة زوجته بريجيت، وتأتي الزيارة عقب زيارة رئيسة الوزراء إليزابيث بورن ووزير الداخلية جيرالد دارمانان المدينة الخميس.

دوافع غامضة

وأوضحت النيابة العامة أن دوافع المهاجم الذي أمضى الليلة محتجزاً لدى الشرطة وقد يبقى كذلك لمدة تصل إلى 48 ساعة ما زالت غامضة في هذه المرحلة "من دون وجود دافع إرهابي واضح".

والرجل المولود في 1991 لم يكن تحت تأثير المخدرات أو الكحول، وهو موجود في أنيسي من دون عنوان ثابت منذ خريف 2022.

وأشار دارمانان إلى أنه من المقرر إجراء فحص نفسي صباح الجمعة للمهاجم.

من جهتها، قالت النائبة العامة لين بونيه-ماتيس الخميس "التحقيق الجاري سيحدد الدافع"، مضيفة أنها "لا تستطيع استبعاد تصرف لا مبرر له في هذه المرحلة".

والمشتبه فيه "عبدالمسيح م" طلق زوجته أخيراً وهو في أوائل الثلاثينيات وعاش سابقاً 10 سنوات بالسويد حيث حصل على وضع لاجئ في أبريل (نيسان)، وفق ما أفادت مصادر أمنية وطليقته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت زوجته السابقة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها "اتصل بي قبل نحو أربعة أشهر، كان يعيش في كنيسة"، مضيفة أنه غادر السويد لأنه لم يتمكن من الحصول على جنسية البلد.

وكان هذا الوالد لطفل يبلغ ثلاث سنوات في وضع قانوني عندما وصل إلى فرنسا قبل بضعة أشهر، وفي طلب لجوء جديد قدم إلى فرنسا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، صنف نفسه "مسيحياً من سوريا" بحسب مصدر في الشرطة، وكان يضع صليباً عند توقيفه.

لجوء مرفوض

وبحسب دارمانان أخطرته السلطات الفرنسية الأحد 4 يونيو (حزيران) بأنه لا يمكنه الحصول على حق اللجوء في فرنسا، لأنه حصل عليه في السويد. ولدى سؤاله عن الصلة المحتملة بين هذا الرفض والهجوم أشار إلى "صدفة مثيرة للقلق".

وروت والدته التي تعيش في الولايات المتحدة منذ عشر سنوات أن المشتبه فيه كان يعاني "اكتئاباً حاداً"، مضيفة أن رفض السلطات السويدية منحه الجنسية "ربما دفعه إلى الجنون".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

باستخدام "سكين قابل للطي من نوع أوبينيل" اعتدى المهاجم الذي كان يرتدي سروالاً أسود قصيراً ويضع وشاحاً أزرق فوق رأسه على الأطفال، وفق مشاهد مصورة للهجوم تأكدت وكالة الصحافة الفرنسية من صحتها، ويمكن رؤيته في الفيديو وهو يرفع ذراعيه إلى السماء ويصرخ بالإنجليزية "باسم يسوع".

لكن مصدراً مطلعاً على القضية أوضح أن هذه الصرخة لا تبرر في حد ذاتها إحالة الملف على نيابة مكافحة الإرهاب. وقد اتخذ هذا الخيار في السابق لأفراد يصرخون "الله أكبر" خلال تنفيذ الهجوم لكن من دون دليل على وجود أيديولوجية تكفيرية.

ونقل شخص بالغ إلى المستشفى بعد إصابته في الهجوم ثم إصابته بنيران الشرطة أثناء عملية توقيف المنفذ، فيما أصيب شخص بالغ آخر بشكل خفيف.

وفي أنيسي، أقيم مذبح صغير مع شموع وورود بيضاء ورسائل مساء الخميس في زاوية من الملعب حيث وقع الهجوم.

سلسلة اعتداءات

شهدت فرنسا سلسلة اعتداءات صادمة خلال الأعوام الأخيرة، ففي 2012 قتل متطرف فرنسي من أصل جزائري يدعى محمد مراح سبعة أشخاص في عمليات إطلاق نار بمدينة تولوز (جنوب) بينهم ثلاثة أطفال وحاخام في مدرسة يهودية.

وفي 2020 أثار قطع لاجئ شيشاني متطرف رأس مدرس في وضح النهار بالقرب من مدرسته في إحدى ضواحي باريس صدمة، وأطلق نقاشاً وطنياً في شأن التطرف بأوساط سكان الضواحي الفقيرة في البلد.

ويرجح أن يؤدي الاعتداء إلى مزيد من الجدل المرتبط بالهجرة وسياسة اللجوء، إذ سارع سياسيون يمينيون إلى التركيز على أن المهاجم لاجئ.

وصرح زعيم حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي إلى الصحافيين في البرلمان إن "التحقيق سيحدد ما حدث، لكن يبدو أن المنفذ لديه الأوصاف نفسها التي ترونها عادة في هذا النوع من الهجمات". وتابع "علينا التوصل إلى استنتاجات من دون أن نتسم بالسذاجة، بقوة وتفكير واضح".

وقالت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن إنها علمت بالاعتداء وسط حال من "الفزع والذعر".

وفي ظل سلسلة اعتداءات وتصاعد المخاوف إثر الجريمة، أشار ماكرون أخيراً إلى أن فرنسا تشهد عملية "نزع للحضارة"، وهو عنوان كتاب للمفكر اليميني المتطرف المعروف رينو كامو.

وتعد التصريحات تكراراً لتلك الصادرة عن وزير الداخلية جيرالد دارمانان عام 2020 التي قال فيها إن فرنسا "تتحول إلى الوحشية".

وكان دارمانان يشارك في اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، حيث يحاولون التوصل إلى اتفاق حول مراجعة معطلة منذ فترة طويلة للقواعد من أجل مشاركة أكثر مساواة في استضافة طالبي اللجوء والمهاجرين.

كما يعمل وزير الداخلية الفرنسي على صياغة قانون جديد للهجرة، يأمل في أن يتضمن إجراءات أكثر صرامة لترحيل الرعايا الأجانب، مع إتاحة مزيد من السبل القانونية للحصول على تأشيرات دخول للعمال غير المهرة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات