Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غالبية البالغين السود في بريطانيا لا يجيدون السباحة

بالنسبة إلى عديد من السود، فإن فكرة "بالطبع" أنهم غير قادرين على السباحة "هي نوع من المزحة المستمرة"، لكن كثيرين في المملكة المتحدة يقاتلون من أجل التغيير، داخل المسبح وخارجه

"التغيير سيكون عبر الأجيال"، يقول المؤسس المشارك لجمعية السود للسباحة إد أكورا (اندبندنت)

ملخص

تتساءل نيكول فاسيل لماذا فقط اثنان في المئة من البريطانيين الذين يعتبرون أنفسهم سباحين منتظمين هم من السود، وتبحث عن السبب الذي جعل السباحة ممارسة غير متأصلة لدى السود كما هي بالنسبة إلى البيض

عندما حضرت سادي كلايتون درسها الأول للسباحة المخصص للكبار في سن 31، لاحظت على الفور الأشياء المشتركة بينها وبين زملائها في الفصل. أراد الجميع التمسك بالحافة. كان الجميع يعتمدون على أجهزة التعويم. وكان الجميع من أصحاب البشرة الملونة. تتذكر قائلة: "كنا ستة أشخاص، وكنا جميعاً ذوي بشرة سوداء أو بنية. كنت أفكر، ما الذي يحدث هنا"؟ تخيلت كلايتون، فنانة ومقدمة برامج تلفزيونية مقيمة في لندن، أنها كانت جزءاً من أقلية من البالغين الذين يخشون حتى من وضع وجوههم في الماء، ناهيك عن السباحة فيها. بمعنى واسع، كانت على حق. في عام 2016، قال 88 في المئة من البالغين البريطانيين إنهم يجيدون السباحة. لكن كلايتون كان أيضاً جزءاً من غالبية مختلفة جداً من الناس: لغاية عام 2022، كان هناك 95 في المئة من البالغين السود و80 في المئة من الأطفال السود في المملكة المتحدة لا يجيدون السباحة.

تقول لي "لقد سمعت من قبل الأسطورة القائلة بأن السود لا يسبحون.. ’بالطبع أنا لا أسبح، أنا سوداء‘ - إنها مثل دعابة مستمرة". ولكن بعد ملاحظتها عدداً أصحاب البشرة السوداء في دروسها، وكذلك متابعو وسائل التواصل الاجتماعي الذين أرسلوا لها أكبر قدر من التشجيع عندما نشرت صور لها في الماء، شعرت كلايتون بالفضول لمعرفة مزيد. "بدأت في إجراء بحثي واكتشفت مدى ضخامة هذه الفجوة. إن الموضوع أكثر من مجرد أنا، أو جدتي الجامايكية، أو قليل من متابعيني - هناك اتجاه حقيقي هنا".

من بين البريطانيين الذين يعتبرون أنفسهم سباحين منتظمين، اثنين في المئة فقط هم من السود. على رغم كونها مهارة منقذة للحياة، إلا أن السباحة ليست ممارسة متأصلة لدى السود كما هي بالنسبة إلى البيض على جانبي الأطلسي. في الولايات المتحدة، يشكل السود 8.9 في المئة فقط من السباحين في البلاد، بينما 72.8 في المئة من السباحين الأميركيين العاديين من البيض.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالنسبة إلى أجيال كاملة من السود، غالباً ما كانت السباحة تعتبر نشاطاً متدنياً في قائمة الأولويات، أو ببساطة "ليست لنا". في حين أن هناك كثيراً ممن يخالفون هذا الاتجاه، فإن عدد السود الذين ليسوا واثقين من قدراتهم [على السباحة] في المياه أعلى من أن يكون مجرد صدفة.

في الولايات المتحدة، كان الفصل العنصري في حمامات السباحة العامة والشواطئ مساهماً رئيساً في هذه الفجوة. بينما قدمت الولايات الجنوبية قواعد محددة منعت السود والبيض من استخدام المرافق نفسها، لعبت الولايات الشمالية دوراً مشابهاً من خلال بناء أحواض سباحة فقط في الأحياء البيضاء. كان لبعض حمامات السباحة جداول توقيت تسمح للأميركيين من الأصول الأفريقية باستخدام المسبح فقط في نهاية اليوم، وبعد أن يكون البيض انتهوا من استخدامها. وفي أواخر الستينيات من القرن الماضي، صب مديرو الفنادق الأسيد في برك المباني بينما كانت العائلات السوداء بداخلها - لإخافتهم وثنيهم عن العودة.

اليوم في المملكة المتحدة، كثيراً ما يشار إلى العوامل الاجتماعية والاقتصادية ونقص التمثيل في الرياضة كأسباب للفجوة. في حين أن بعض الأشخاص البيض يكبرون مع دروس السباحة والعطلات التي توفر الوصول إلى حمامات السباحة أو المحيط، فإن الأمر مختلف بالنسبة إلى عديد من البريطانيين السود، الذين من المرجح أن يكون دخلهم أقل. التفسيرات المحتملة الأخرى هي الأساطير القديمة حول الأشخاص السود الذين لديهم عظام أثقل أو مستويات أعلى من كثافة العضلات، إضافة إلى مخاوف موروثة ومعتقدات ثقافية حول مخاطر المياه، وهو شيء نشأ مع أعداد لا حصر لها من الأفارقة الذين ماتوا أثناء المرور عبر المياه في تجارة الرقيق. ثم هناك التمثيل - ثلاثة أشخاص فقط من السود سبحوا من أي وقت مضى في فريق بريطانيا في الأولمبياد.

كل هذه العوامل تفسر سبب عدم قدرة كثير من السود على السباحة. إنها حال مخيبة للآمال، وهي أيضاً حال خطرة: يغرق السود بمعدلات أعلى بشكل مثير للقلق من البيض، في حين أن معدل الغرق القاتل في الولايات المتحدة أعلى بثلاث مرات للأطفال الأميركيين من أصل أفريقي مقارنة بالأطفال البيض.

أناليز بتلر هي مؤسسة "مدرسة السود للسباحة" Black Owned Swim School، ولاحظت للمرة الأولى أنها تعامل بشكل مختلف في الماء عندما بدأت العمل كمنقذة عندما كانت مراهقة في العقد الأول من القرن الـ21. تتذكر قائلة "كونك بجانب المسبح، فإنك تتلاشى في الخلفية وتسمع ملاحظات عابرة من أشخاص آخرين توحي برغبة بإقصائك". بصفتها عاملة غير رسمية أثناء فترات العطلة من الدراسة، أدركت بتلر أن الناس غالباً ما يوظفون من خلال المحسوبية والخبرة السابقة. كان هذا يعني أن عدد الأشخاص ذوي البشرة الملونة الذين يعملون حول المسبح ظل منخفضاً، مع غياب أي جهد لتغيير الوضع.

رغبة منها في إحداث تغيير في عالم السباحة، تدربت بتلر كمدرسة سباحة، ثم ارتقت بثبات في الرتب لتصبح مدربة لمدربي السباحة. تقول "لقد أصبحت شيئاً مثل مدرب محترف، أعلم الناس كيفية التدريس لإنقاذ الحياة في حالات الطوارئ، ومهارات الأطفال، والسباحة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وأكثر من ذلك". لا تجد بتلر هذا العمل أكثر تحفيزاً من إنقاذ الحياة فحسب، بل أيضاً تحب القدرة على استخدام مهاراتها بهذه الطريقة لتحقيق فوائد منهجية.

وتشرح قائلة "بفضل خبرتي، لدي النفوذ والرؤية للتأثير في مناهج السباحة. إذا ذهبت إلى البرلمان للحديث عن السلامة المائية، فأنا ربما واحدة من شخصين [في تلك الغرف] ليسا من أصحاب البشرة البيضاء. إنه وضع سياسي صعب للغاية أن تكون الشخص الوحيد الذي عاش تجربة السباح الأسود، ويعرف عن المواقف الثقافية والوراثية التي تجعل السود معرضين لخطر الأذى. في كثير من الأحيان، لا تكون هناك أية حاجة ملحة إلى فعل أي شيء حيال ذلك حتى تصبح الأمور حرجة".

في وقت سابق من حياتها المهنية، تدعي بتلر أنها سئلت ذات مرة في مقابلة عمل عما إذا كانت ستشعر بعدم الارتياح لتعليم الأشخاص الذين ليسوا من السود أو من أصول عرقية أقلية. لقد كان سؤالاً غريباً في حد ذاته، ولكن بدا أنه يلمح أيضاً - في نظر سلطات السباحة، على الأقل – إلى أن البيض هم الأشخاص الطبيعيين الافتراضيين عندما يتعلق الأمر بالسباحة، من دون الاعتراف بأن هذا شيء يحتاج إلى معالجة. في 2020، بعد مقتل جورج فلويد واعتراف واسع النطاق بضرورة حدوث التغيير، أسست بتلر مدرستها الخاصة. هدفها هو "إنهاء الاستعمار في تدريس السباحة" والعمل مع الهيئات الحكومية وهيئات سلامة المياه لترسيخ التغيير عبر الأجيال في طريقة تدريس السباحة.

بتلر ليست وحدها التي تريد تغيير وجه السباحة البريطانية. تسعى جميعة السود للسباحة Black Swimming Association، التي تأسست في عام 2020، إلى تنويع الألعاب المائية وخفض معدلات السود والآسيويين الذين لا يسبحون. يقول المؤسس المشارك إد أكورا "يتواصل كثير من المنظمات والهيئات الحكومية مع الأشخاص المهتمين بالفعل بالسباحة. لكن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم الأشخاص الذين لا يدركون ما لا يعرفون. إذا لم يهتموا أبداً بالمياه، أو رأوها دائماً كشيء لا علاقة له بحياتهم، فإنهم أكثر عرضة لخطر الغرق".

منذ عام 2018، أصدر أكورا ثلاثية من الأفلام الوثائقية للسيرة الذاتية تحت عنوان "السود لا يمكنهم السباحة" Blacks Can't Swim. الأفلام تستكشف، من خلال الفكاهة والمعلومات التاريخية، فكرتي الكفاءة في السباحة وكون البشرة السوداء على خلاف مع بعضهما بعضاً. أخبرني أنه يريد أن يظهر للناس السود العاديين أن لهم القدر نفسه من الحق في الوجود في الماء مثل أي شخص آخر.

ويوضح أكورا، "هناك سبب وراء رغبة عديد من الأطفال السود في أن يصبحوا لاعبي كرة قدم. يرون أنفسهم في ماركوس راشفورد، في [بوكايو] ساكا. عندما لا يكون هناك من يشبهك يسبح في المسبح أو على التلفزيون، فأنت تعتقد أن هذا ليس مكاناً لك".

نشأ أكورا بين غانا والمملكة المتحدة، وثني عن الاهتمام بتعلم السباحة من الأهل الذين فضلوا أن يستخدم وقت فراغه في الدراسة. عندما أصبح لديه طفلة وقرأ عن والد لم يكن قادراً على إنقاذ طفله من المياه لأنه لا يستطيع السباحة، أتته لحظة إدراك "لم أستطع مسامحة نفسي إذا حدث ذلك لابنتي". بدأ أكورا الدروس منذ خمس سنوات، وبينما يمكنه الآن السباحة بثقة [مسافة] 50 متراً، لا يزال هناك مستوى من التوجس والخوف المصاحب لوجوده في الماء.

بالنسبة إلى ابنته البالغة من العمر 12 سنة، التي نشأت على دروس السباحة واللعب في الماء، يعتقد أكورا أنها لن تواجه المخاوف نفسه التي أثقلته. يقول "التغيير سيكون من جيل إلى جيل. حتى لو كنت أجد صعوبة في الدخول إلى الماء، فقد كبرت ابنتي وهي تعتبره نشاطاً ممتعاً. عندما يكون لديها أطفال، سيكبرون ونأمل أن يشعروا بالشعور نفسه".

بعد عام من قرارها تجربة الدروس للمرة الأولى، تصنف كلايتون الآن نفسها بفخر على أنها سباحة، وتعزو الدروس إلى تغيير موقفها تماماً من الماء. تقول "لقد دفعت إلى المياه مرة عندما كنت طفلة، وبقيت صدمة احتمال الغرق تراودني لمدة 20 عاماً". كانت ملهمة من تحولها لدرجة أنها شرعت في إعداد بودكاست حول هذا الموضوع. يتميز البودكاست الذي يحمل اسم "الأشخاص السود لا يمكنهم السباحة" Black People Can't Swim بمحادثات مع أشخاص سود في مجالات إبداعية ورياضية يتحدثون إلى كلايتون عن علاقاتهم بالمياه. "سواء كنت نشأت على السباحة، أو ما إذا كنت قد تعلمت مثلي للتو، فإن كل السود لديهم قصة"، كما تقول. "لقد فاتتني سنوات من الفرص للانخراط حقاً في الماء، وجمال البحر، بينما كنت في إجازات، بدافع الخوف - وهذا ليس صحيحاً. لا ينبغي على السود أن يفوتوا أي شيء".

بودكاست "الأشخاص السود لا يمكنهم السباحة" متاح على هذا الرابط

© The Independent

المزيد من منوعات