Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحوثي يشن حربا اقتصادية لتشديد قبضته على قطاع الكهرباء

كاميرا مراقبة في صنعاء توثق اعتداءات الميليشيات بالضرب على مالكي المحطات و"اتحاد الغرف التجارية" يخرج عن الصمت

نشطت تجارة محطات الكهرباء الخاصة في صنعاء بعد انقطاع التيار الحكومي   (رويترز)

ملخص

كاميرا مراقبة في صنعاء توثق اعتداءات ميليشيا الحوثي بالضرب على مالكي محطات الكهرباء الخاصة... و"اتحاد الغرف التجارية" يخرج عن الصمت

تشكل الحرب الاقتصادية في اليمن إحدى صور الحروب التي تشنها جماعة الحوثي على موظفي الدولة والمؤسسات العاملة في القطاعين الحكومي والخاص هناك، إذ تمارس الجماعة المدعومة من إيران إجراءات تعسفية بحق موظفي الدولة والمؤسسات والشركات التجارية في القطاعين الحكومي والخاص.

واعتادت الجماعة ممارسة إجراءات تهدف من خلالها التضييق أكثر على الشركات الوطنية، ووفقاً لمراقبين "فإن استمرار الإجراءات الحوثية من شأنه أن يدفع إلى كارثة اقتصادية تمس القطاع الاقتصادي وتؤثر في توازن السوق وتؤدي إلى توقف استيراد البضائع والإخلال بالمخزون، إضافة إلى نزوح وهجرة رأس المال الوطني بحثاً عن ملاذات آمنة."

وتتزامن الإجراءات الحوثية في وقت تتحدث فيه تقارير محلية ودولية عن "تدهور أكثر محتمل للاقتصاد اليمني مما سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي وارتفاع معدلات الفاقة إلى مستويات غير مسبوقة، إذ يعتمد اليمن على الواردات بنسبة 90 في المئة من حاجاته الغذائية."

ممارسات وانتهاكات

وتشتد حملة التضييق على القطاع التجاري الخاص في اليمن وفقاً لبيانات الغرفة التجارية في صنعاء، لكن الجماعة الحوثية لا تأبه لها وتشرع في بناء اقتصادها الخاص الذي يحل محل القطاع التجاري الخاص، ابتداء من الجبايات والامتناع من صرف رواتب الموظفين ووصولاً إلى السيطرة على غالبية القطاعات الحيوية مثل الاتصالات، والاستحواذ على عملية استيراد المشتقات النفطية ومن ثم منع تداول الطبعة الجديدة من العملة المحلية في مناطقها، والاستحواذ على العملات الصعبة بفعل الانقسام المصرفي الذي عملت عليه الجماعة بكل وسائلها، ومن ثم استحداث منافذ برية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وفرض ضرائب على كل الواردات القادمة من المنافذ البحرية والبرية الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية والواردات التي دفعت ضرائب وجمارك في المنافذ الخاضعة لسلطة  الحكومة الشرعية.

 

 

وتشير تلك البيانات إلى أن الميليشيات تعمل على جمركة البضائع القادمة من مناطق اليمن التي لا تسيطر عليها، بما في ذلك استبدال الغاز المنزلي المستورد بالمحلي القادم من مناطق الشرعية مما ضاعف الصعوبات والإتاوات على القطاع الخاص، وعلى رغم كل هذا فقد ظل القطاع الخاص في وضع محايد جراء ما يقوم به الحوثيين من تشطير وتمزيق للبلاد على المستويات كافة، وفقاً للمصادر اليمنية.

الخروج عن الصمت

وبعد تفاقم التجاوزات خرج القطاع التجاري الخاص في اليمن أخيراً من دائرة الحياد ليوجه أصابع الاتهام إلى سلطات الحوثيين غير المعترف بها دولياً، واتهم الاتحاد العام للغرف التجارية والصناعية في بيان له سلطات الحوثيين بـ "الإمعان في إجراءاتها التعسفية تجاه القطاع الخاص والشركات التجارية من دون مسوغ قانوني أو أحكام قضائية".

وتحدث البيان المكون من تسع نقاط عن "إقدام وزارات الصناعة والتجارة في حكومة الحوثيين على إغلاق شركات ومنشآت تجارية بالعاصمة صنعاء من دون صدور أحكام قضائية أو أوامر من النيابة المختصة بذلك".

 

 

كما تحدث عن إجراءات تعسفية "بحجز القواطر المملوكة للتجار في المنافذ الجمركية المخالفة للقانون لأيام وأسابيع، وتكبيدهم خسائر فادحة واحتجاز سيارات محملة بالبضائع التابعة لإحدى الشركات من دون مسوغ قانوني وفتحها بالقوة والتصرف بالبضائع وبيعها عنوة في مخالفة لكل شرائع الأرض والسماء"، وفق البيان.

وبينما تقول حكومة الحوثيين إنها تكافح بتلك الإجراءات ارتفاع أسعار المواد الغذائية، يقول بيان الاتحاد العام للغرف "إن القطاع الخاص يقوم بمراجعة أسعاره صعوداً وهبوطاً وفقاً لمتغيرات الأسعار العالمية"، مضيفاً أنه "في ذروة اشتعال أسعار الخامات في الأسواق العالمية غير المسبوق جراء اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية، طالب القطاع الخاص بتعديل الأسعار لمواكبة هذه المتغيرات، لكن وزارة الصناعة واجهتها بالتسويف والمماطلة ورفضت أية زيادة على كل السلع، وحال هدوء الأزمة باشرت بخفضها فوراً ولم تراع خسائر الشركات والتجار وما تحملوا خلال تلك الفترة الصعبة."

ويرد الحوثي على تهم التجار بأنها متحيزة بدافع مصالح شخصية.

محطات الكهرباء التجارية 

محطات توليد الكهرباء التجارية أحد القطاعات الخاصة التي تحاول الجماعة المتمردة السيطرة والاستحواذ عليها لمصلحتها، بحسب التهم الشائعة، إذ أوقفت محطة توليد كهربائية خاص في العاصمة صنعاء بعد الاعتداء على مالكها والعاملين فيها واختطافهم وفصل التيار على الحي السكني بأكمله الذي تعمل المحطة على تزويده بالكهرباء.

وتحدثت مصادر محلية بجوار المحطة التي داهمتها حملة أمنية تضم عشرات المهندسين والفنيين على متن سيارات حوثية تعمل في مؤسسة الكهرباء، عن إيقاف الحملة محطة إنارة بيت معياد الكهربائية الخاصة والاعتداء على مالكها والعاملين فيها وعدد من السكان بأعقاب البنادق واقتيادهم إلى السجن.

وأوضحت المصادر أن الحملة فصلت التيار الكهربائي عن المشتركين كافة البالغ عددهم 2000 مشترك ومن بينهم عدد من المستشفيات والمرافق الصحية والمساجد والصيدليات والمحال التجارية وعطلت جميع أعمالهم وأنشطتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب المشاهد التي وثقتها كاميرا المراقبة وطالعتها "اندبندنت عربية" فقد قام عناصر الحملة بضرب مالك المحطة الخاصة والعاملين فيها وعدد من المواطنين واقتيادهم بالقوة وبصورة مهينة.

وتظهر اللقطات عناصر الجماعة وهم يعملون على قطع كابلات المحطة ومصادرتها، وفي المقابل يعملون على إمداد خطوط أخرى تابعة لهم.

وبحسب المصادر التي تحدثت إلى "اندبندنت عربية" فإن الجماعة فرضت رسوم توصيل على كل مشترك في المحطة بقيمة 24 ألف ريال يمني (40 دولاراً).

ويبرر الحوثيون إزاحة وإغلاق المنشآت والمحطات الكهربائية الخاصة بحجة أنها مخالفة لقرار التسعيرة المقرة من قبل الوزارة، ضمن حملة دشنتها لمحاربة المنشآت الكهربائية الخاصة. 

وتعتزم الحملة الحوثية إيقاف نشاط 10 محطات كهربائية خاصة أخرى ضمن إحالة ملفات 17 شخصاً من ملاك المحطات الكهربائية الخاصة إلى النيابة عقب أسابيع من إقرار وزارة الكهرباء استهداف أكثر من 40 محطة أهلية في صنعاء وإحالتها للنيابة.

وتعرض قطاع الكهرباء لأضرار بالغة جراء الحرب الدائرة في اليمن، مما تسبب في انقطاع التيار في معظم المحافظات.

وعمل القطاع الخاص في الاستثمار في التيار الكهربائي التجاري خلال مسيرة عمله منذ ثماني سنوات وأكثر، في حين قامت الجماعة بفرض الجبايات والعوائد الشهرية على محطات التوليد، بينما بدأ الحوثي العمل على إزاحة المستثمرين من هذا القطاع عبر استبدال المحطات التجارية بمراكز مالية جديدة تبيع الكهرباء للسكان بقيمة الكهرباء التجارية نفسها مستخدمين الكابلات والإمكانات الحكومية نفسها.

اقرأ المزيد