Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"السهم الواقي" بين وحدة الفصائل الفلسطينية وحياد "حماس"

مسؤولو الحركة ومراقبون يؤكدون تداخلها في المعركة... و"الجهاد" تنفي

جدل حول مشاركة حماس في معركة السهم الواقي (أ ب)

ملخص

يرى المراقبون أن التركيز على موقف "حماس" في معركة "السهم الواقي" كان لأنها تركت "الجهاد" تصارع وحدها أكثر من مرة، أو وجود اتفاق بين الحركتين على خوض أي قتال جديد بشكل موحد، ودون السماح لإسرائيل الاستفراد بالفصائل الفلسطينية

في عملية "السهم الواقي" العسكرية تشخصت أنظار الفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، حول موقف حركة "حماس" ومدى تدخلها في القتال إلى جانب حركة "الجهاد"، وكذلك وجود تنسيق بين الحركتين أو فصائل والمقاومة في المواجهة من عدمه، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أنه يستهدف الأخيرة بشكل رئيس من بين باقي الفصائل الفلسطينية.

وبحسب المراقبين السياسيين فإن التركيز على موقف "حماس" كان لسببين، الأول أن الحركة تركت "الجهاد" تصارع إسرائيل وحدها أكثر من مرة، والثاني أن هناك اتفاقاً جرى بين الطرفين على خوض أي قتال جديد بشكل موحد، ودون السماح لتل أبيب الاستفراد بالفصائل الفلسطينية.

رد موحد

بعد قتال 2022 عقدت قيادات عسكرية وسياسية وأمنية في حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" اجتماعاً مطولاً جرى فيه الاتفاق على أن الطرفين سيقاتلان في أي معركة جديدة إلى جانب بعضهما بعضاً بشكل حازم وموحد، وأن بينهما تنسيقاً عالياً في سياق تعزيز العمل المشترك لصالح القضية الفلسطينية.

ومنذ بدء القتال في 9 مايو (أيار) الجاري، تعهدت "حماس" أن يكون الرد موحداً مع "الجهاد"، ضد تنفيذ إسرائيل عمليات اغتيال في حق قيادات الأخيرة، وبعدها أكدت أنها تقاتل وتدير وتشرف على المعركة.

في الواقع، منذ بدء "الجهاد" في الرد العسكري على إسرائيل لم تتصدر الحركة المشهد، وكذلك الأمر بالنسبة لـ"حماس"، بل كانت غرقة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في الواجهة، على اعتبار أنها تضم جميع الأحزاب.

تكتيكات المواجهة

حول دور "حماس" خلال المعركة، قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، إنهم تابعوا لحظة بلحظة مجريات التصعيد والميدان والاتصالات، وكانوا في حالة تنسيق مستمر مع قيادة حركة "الجهاد"، مضيفاً "البعض يحاول إظهار وكأن خلافاً داخل بنية المقاومة، ولكن الفصائل الفلسطينية في حالة انسجام وتفاهم تامين في ظل غرفة العمليات المشتركة التي تمثل مظلة للجميع، أما تكتيكات المواجهة فهي مسألة ميدانية".

وبحسب عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، سهيل الهندي، فإن حركته هي رأس المقاومة الفلسطينية، وعلى تواصل مستمر مع جميع الفصائل في الميدان عبر الغرفة المشتركة التي تضم جميع فصائل المقاومة، موضحاً أن إسرائيل فشلت في محاولاتها إحداث شرخ بعلاقة حركته مع "الجهاد"، مؤكداً أن هناك علاقة قوية ورؤية مشتركة تجمع الفصيلين، إضافة إلى التنسيق المستمر والمتبادل بينهما.

تدخل عسكري

وقال متحدث "حماس"، حازم قاسم، إنهم كانوا في قلب المعركة التي أديرت من غرفة العمليات المشتركة التي تضم جميع الفصائل، وخاصة كتائب القسام (الذراع العسكرية للحركة)، واصفاً إياها بأنها العمود الفقري للمقاومة، لافتاً إلى أن الموقف معلن وواضح، وهو أن عدوان إسرائيل جريمة تستوجب الرد بشكل موحد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف قاسم أن "حماس" عملت في كل المسارات العسكرية والسياسية والإعلامية في المعركة، ومستعدة للانخراط في المواجهة بشكل أقوى حال توسعت إسرائيل في عدوانها".

ولم يقتصر حديث "حماس" عن دورها في القتال على الجانب السياسي والإعلامي، بل أيضاً تدخل جناحها العسكري "كتائب القسام"، وأصدر بيان نعي بعد مقتل قائد العمليات المركزية في "سرايا القدس" إياد الحسني. وأكد فيه دخوله في المعركة، إذ جاء في البيان "هو المسؤول عن التنسيق بين قيادة القسام وسرايا القدس خلال المعركة".

حرب مختلفة

وقال نائب رئيس حركة "حماس" في الخارج موسى أبو مرزوق إنه "من غير المناسب أن نقول ماذا فعلنا أو لم نفعل، ولا يجوز في عرف الفصائل أن نفعل ذلك، ولكن بلا شك حركة (الجهاد) تعرف تماماً ماذا كان دورنا، وما يجب أن يقال وما يجب ألا يقال".

وأضاف أبو مرزوق أنه "إذا دخلت (حماس) المعركة ستتحول من مواجهة جزئية إلى حرب، وستكون حرباً مختلفة وممتدة، وإسرائيل تشن في كل عام معركة ضدنا في محاولة للقضاء على قدراتنا، ونحن نعد إلى معركة قوية، ولا يمكن أن ندخل كل يوم في حرب تستنزف قوتنا العسكرية، ولا تستطيع دولة عظمى أن تخوض حرباً كل يوم، والحركة تعرف كيف تدير حربها ومعركتها، وكيف تظهر قوتها".

الجهاد تنفي

من جهة أخرى، نفت حركة "الجهاد" أن تكون "حماس" تداخلت معها في القتال، إذ أكد رئيسها زياد النخالة أنهم تحملوا المواجهة على عاتقهم من البداية إلى النهاية، لافتاً إلى أن "حماس" لم تتداخل في المعركة، بينما كان هناك مشاركات محدودة من "الجبهة الشعبية" و"كتائب المجاهدين".

وأوضح النخالة أن عدم مشاركة "حماس" في القتال كان له فوائد منها أن أهداف إسرائيل أصبحت أقل، لافتاً إلى أنه كان يتمنى مشاركة جميع الفصائل حتى تكون نتائج المعركة أفضل بكثير، متوقعاً أن يكون لها تداخل كبير لو امتدت المواجهة لفترة أطول.

أما من جهة إسرائيل، فهي ترى أن "حماس" لم يكن لها دور في عملية "السهم الواقي". وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن "(حماس) لم تشارك في جولة القتال الأخيرة، واكتفت بإطلاق صواريخ مضادة للطيران غير فاعلة"، لافتاً إلى أن "الحركة مردوعة، فمنذ قتال 2021 لم تطلق أي صاروخ على أراضينا، لأننا وجهنا الضربة الأشد لها في تاريخها، وتسببت في تغيير معادلة الردع".

المزيد من الشرق الأوسط