ملخص
يحتاج أكثر من نصف السودانيين، 25 مليوناً من أصل 45 مليوناً، إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.
اعتبرت قوات الدعم السريع، في بيان، أن قرار الجيش استدعاء جنود وضباط الاحتياط "خطير ويعكس تخبطه وفشله في مواجهة قوات الدعم بميدان المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين للقتال نيابة عنهم"، ودعت من وصفتهم بـ"الشرفاء من القوات المسلحة إلى التصدي لهذا المخطط الرامي إلى تفتيت نسيج المجتمع"، وأكدت أنها لن تتراجع حتى "تحقيق التحول الديمقراطي المدني الكامل وتقديم هذه الطغمة للعدالة".
فولكر بيرتس؟
في هذا الوقت، طالب رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش باختيار بديل لمبعوث الأمين العام في السودان فولكر بيرتس، وذلك وفق ما أفادت مصادر وكالة "رويترز"، بينما ذكر مصدر عسكري أن "القوات المسلحة السودانية صادرت أسلحة مهربة قادمة من دولة أجنبية بولاية البحر الأحمر".
وأضاف المصدر ذاته أن "شعبة الاستخبارات العسكرية لاحظت وجود نشاط لمجموعة تعمل في تهريب السلاح بولاية البحر الأحمر وتعمل على إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية وإيصالها إلى المتمردين".
وتواصلت المعارك العنيفة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في اليوم الرابع من وقف لإطلاق النار أعلن الوسطاء الجمعة أنه يشهد "تحسناً ملحوظاً"، فيما دعا الجيش السوداني "كل القادرين" إلى حمل السلاح.
وقال الجيش في بيان بعد ظهر الجمعة "إننا نهيب بكل المحالين إلى التقاعد في القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وكل القادرين على حمل السلاح بالتوجه إلى أقرب قيادة عسكرية لتسليحهم تأميناً لأنفسهم وحرماتهم وجيرانهم وحماية لأعراضهم".
لكنه عاد وأوضح في وقت لاحق أن الدعوة قاصرة على الجنود المتفرغين السابقين للتوجه إلى القواعد العسكرية الأقرب إليهم. ولم يكن واضحاً من البيان، ما إذا كانت دعوة الجيش إلزامية أم تطوعية.
— القوات المسلحة السودانية - الإعلام العسكري (@GHQSudan) May 26, 2023
وأكد البيان أن الحرب التي يخوضها الجيش "هي حرب مدن لا حدود زمنية لها".
"انتهاكات جسيمة"
ومنذ الدقائق الأولى للهدنة التي جاءت بعد خمسة أسابيع من اندلاع الحرب، أفاد سكان في الخرطوم لوكالة الصحافة الفرنسية بوقوع ضربات جوية وقصف بالمدفعية.
كان أعنف يوم على الأرجح أول من أمس الأربعاء عندما أعلنت قوات الدعم السريع إسقاط طائرة للجيش الذي رد بضرب مدرعات.
وقال الوسطاء السعوديون والأميركيون في بيان الجمعة إن ذلك اليوم شهد "انتهاكات جسيمة" لوقف إطلاق النار من الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو. وحذرت واشطن من أنها ستفرض "عقوبات".
وينص الاتفاق على "آلية للمراقبة" لكن حتى الآن لم يعلن اتخاذ أي إجراء في حق أحد الطرفين.
أكد الوسطاء أنهم حذروا الطرفين أمس الخميس "من مزيد من الانتهاكات وناشدوهما تحسين احترام اتفاق وقف إطلاق النار والتزام الشروط التي اتفقا عليها".
توزيع أدوية
في ظل هذا الوضع المتوتر أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت من بدء "توزيع مواد تخدير ومضادات حيوية وأدوية وضمادات وأمصال لمعالجة مئات المصابين بالسلاح" في "سبعة مستشفيات بالخرطوم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد الوسطاء أن "فرقاً للصيانة تمكنت من إجراء إصلاحات لاستعادة خدمات الاتصالات في الخرطوم وأماكن أخرى من السودان".
غير أن هذا التحسن ضئيل مقارنة بالنقص في تلبية الحاجات، فمنذ أكثر من 40 يوماً تعاني أحياء كاملة في الخرطوم، العاصمة التي يقطنها خمسة ملايين سوداني، انقطاع المياه والكهرباء وشبكات الاتصالات.
أما مستشفيات الخرطوم ودارفور المنطقتين الأكثر تأثراً بالحرب فأغلبها أصبح خارج الخدمة، وتلك التي لم تتعرض للقصف تعاني نقصاً في مخزون الأدوية والأدوات الطبية أو احتلت من أحد الطرفين.
كل أنواع الأسلحة
الوضع حرج خصوصاً في دارفور، المنطقة الغربية الواقعة على الحدود مع تشاد، التي سبق أن شهدت حرباً دامية خلال بداية الألفية الثالثة.
وقال شهود إن "معارك بكل أنواع الأسلحة" وقعت الجمعة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
الحرب التي اندلعت في الـ15 من أبريل (نيسان) أوقعت 1800 قتيل، وفق منظمة "أكلد" غير الحكومية المتخصصة في رصد النزاعات.
كما أرغمت قرابة مليون شخص على النزوح داخل السودان أحد أفقر بلدان العالم، و300 ألف على الانتقال إلى الدول المجاورة التي تعاني في الأصل أزمات، بحسب الأمم المتحدة.
المساعدات الإنسانية
ويحتاج أكثر من نصف السودانيين، 25 مليوناً من أصل 45 مليوناً، إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، وفق الأمم المتحدة.
لكن بعد أربعة أيام من الهدنة لم يتسن تأمين أي ممر إنساني مما أعاق المدنيين الراغبين في مغادرة مناطق القتال.
وبسبب انعدام الأمن قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها قد تضطر إلى تعليق أنشطتها بسبب نهب مخازنها، وأوضحت أنها بحاجة إلى شحنات جديدة من المستلزمات الطبية والأدوية، وبحاجة إلى استخراج تأشيرات دخول إلى السودان لأطباء بعد أن فر أطباء سودانيون أو تعرضوا للهجوم.
من جهتها قالت منظمة الإغاثة الإسلامية "نحن في سباق مع الزمن، لأننا يجب أن ننقل المساعدات قبل موسم الأمطار في يونيو (حزيران)"، الذي ينتشر فيه وباء الملاريا أو الأمراض الأخرى الناجمة عن المياه الراكدة.
حياة أو موت
فيما يتبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بخرق الهدنة، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إسكات السلاح "لأنها مسألة حياة أو موت".
وقال مدير الصليب الأحمر في السودان ألفونسو فردو بيريز "نواجه انهياراً فعلياً للنظام الصحي، إذ لم تعد تعمل سوى 20 في المئة فقط من المنشآت الطبية بالخرطوم".
وأضاف "المستشفيات بحاجة ملحة كذلك إلى المياه والكهرباء، فضلاً عن حد أدنى من الشروط الأمنية لمرضاها والعاملين فيها".