Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرض لكتاب "حائط الشبح" للكاتبة ساره موس: مبتكر، ذكي، ولا يشبه أعمال أي كاتب آخر

تتناول الرواية السادسة لموس الموضوعات المتعلقة بالوحشية، والعنف ضد المرأة، وعدم المساواة بين الجنسين، والحرب الطبقية، بالإضافة إلى دروس التاريخ، ولكن ليس على حساب السرد الأخّاذ. 

سارة موس، كاتبة رواية "حائط الشبح" (سوفي ديفيدسون)

تُعتبر رواية سارة موس السادسة حائط الشبح (Ghost Wall) (غوست وال)، دليلاً آخر على أنها واحدة من أفضل الروائيين المعاصرين، ولذلك يظل عدم ترشيحها لجائزة "بووكر مان" محيِّرًا، وهذا العام ليس استثناء. يبدو كتاب غوست وال المؤلَّف من 160 صفحة متواضعًا، ولكنه دليل على مواهب موس الملحوظة، التي استطاعت من خلالها معالجة موضوعات ضخمة، مثل الوحشية والعنف والكره في حق المرأة، وعدم المساواة بين الجنسين، والحرب الطبقية، ناهيك عن دروس التاريخ، وهي مواضيع لم تؤثر في أسلوب موس الأخّاذ في السرد.
تحكي سيلفي، البالغة من العمر 17 عامًا، أحداث الرواية التي تدور مدى عدة أيام في عزِّ الصيف ببراري نورثمبرلاند، حيث تشارك مجموعة صغيرة في دورة تدريب على علم الآثار التجريبي. وقد انضمت سيلفي وأمها وأبيها سائق الحافلة، والمؤرخ الهاوي، والمهووس ببريطانيا القديمة، إلى البروفيسور سلايد وثلاثة من طلابه في الجامعة: مولي وبيت ودان. لقد اجتمعوا لمحاكاة طرق عيش حياة العصر الحديدي. كانوا يرتدون ملابس خشنة عديمة الشكل، ويعيشون في مخيم بُني لهذا الغرض، ويبحثون عن الطعام في الأراضي المحيطة التي تتصف بأنها موحية، ومورقة، وبرية.
البروفيسور سلايد -الذي يرتدي جوارب خاصة بلعبة التنس لمنع خُفي العصر الحديدي من التسبب بإصابته بالبثور– كان دومًا على استعداد لتغيير القواعد قليلاً. كل ما كان يهتم به هو أن يختبروا جميعا نكهة حياة عصر ما قبل التاريخ، لكن والد سيلفي الدقيق كان يصر على المقدار الأكبر من الأصالة، على الرغم من الأثر القاسي الذي يخلّفه على زوجته وابنته. تفكر سيلفي: "لنعيش التجربة كما يجب... سوف نضطر تقريبًا لأن نغيِّب أنفسنا عن أنفسنا، ونترك تصرفاتنا، وأن نعيد معايشتنا هؤلاء الذين لم يعودوا هناك. من هم الأشباح مرة أخرى؟ نحن أم موتانا؟ ربما هم قد تخيلونا أولاً، ربما استُحضِرنا من الماضي العميق بواسطة عقول أخرى".


هنا أصداء من الرواية الأولى لموس، وهي الرواية المثيرة عن فترة ما بعد نهاية العالم، كولد إيرث (Cold Earth)، أو (الأرض الباردة)، والتي تدور أحداثها في منطقة تنقيب عن الآثار في غرينلاند. عندما تسبب فيروس غامض، لكنه قاتل، في دمار شامل حول العالم أصبح الموجودون في الحفرة معزولين، مثل سكان غرينلاند في العصور الوسطى التي يدرسونها. ولم يقتصر الأمر على استخدام موس الموقعَ المعزول ذاته هنا في رواية غوست وال، حيث تلفّ أحداث الماضي نفسها حول شخصيات الحاضر بعواقب مميتة محتملة (هنا سيلفي مطارَدة بقصة فتاة المستنقع، الشابة التي ماتت موتة عنيفة)، فهذه الرواية الجديدة تعرض التوتر المتصاعد ذاته الذي جعل قراءة رواية الأرض الباردة أمرًا مخيفًا جدًّا. 
وكما أن كتاب موس السابق الرائع منطقة المد والجزر (The Tidal Zone) (ذا تايدل زون) نوع مختلف من الروايات التي تعبّر عن حال الأمة، فإن غوست وال مليء بالحقائق غير المريحة عن العالم الحديث، حيث يجد العنف المنزلي جذوره في طقوس التضحية القديمة. وتُظهر الرواية أيضًا الشكلَ المعاصر لكراهية النساء (ميسوجيني Misogyny) والخوف من الأجانب (زينوفوبيا Xenophobia) بالقوة المتجهمة ذاتها لخرافات العصر الحديدي. إنها خلطة تُفقد الصواب من الابتكار، والذكاء، ولا تشبه أي عمل لمؤلف آخر.

نُشرت رواية غوست وال بقلم سارة موس بواسطة غرانتا بسعر 12.99 جنيه إسترليني
 

© The Independent

المزيد من كتب