Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معاداة السامية في حزب العمال: توم واتسون أصبح شوكة لا تقتلع في خاصرة كوربين

داخل ويستمينستر: لا يمكن إقالة نائب زعيم حزب العمال البريطاني المعارض توم واتسون لأنه أيضا انتخب من قبل أعضاء الحزب وهو الآن يسعى وحده لإنقاذ حزبه

زعيم حزب العمال وحيداً في مواجهة حزب المحافظين و أعضاء حزبه الذين يختلفون مع توجهاته حيال بريكست (أ.ب) 

"علينا أن نصمد، فاليسار فقط هو من يستطيع هزيمة كوربين، وسيفعلونها في النهاية لإنقاذ الكوربينية،" هكذا قال لي أحد منتقدي زعيم حزب العمال.  لكن آخرين لديهم رأي مخالف، ويقولون "لا يمكننا الاستمرار هكذا، وفي لحظة ما سيحدث هناك احتراق تلقائي."  إنهم يتوقعون نتيجة مختلفة عن عام 2016، عندما فشل أوين سميث في تحدي كوربين في سباق زعامة الحزب.

بما أن أعضاء حزب العمال يتحدثون بمرارة عن هذا الموضوع، فذلك يكشف الحالة المزرية للحزب وتراخي قبضة كوربين عليه.

عندما أجبره اثنان من أقرب حلفائه في حكومة الظل، وهما جون ماكدونيل وديان أبوت، على تغيير سياسة الحزب بخصوص البريكست هذا الأسبوع، كان ذلك ذا دلالة كبيرة. لقد أقر - وبعكس رغبات دائرته الضيقة، بأن حزب العمال سوف يدعم استفتاء ’القول النهائي‘ على أي صفقة للمحافظين بشأن البريكست من أجل وقف خروج دون صفقة. كما أعلن أنه سيدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي، لكنه حاول إرضاء مستشاريه من الموالين المتشددين بإبقاء خياراته مفتوحة إذا تم إجراء انتخابات عامة.

كانت الدائرة الضيقة لكوربين وراء صياغة رد حزب العمال على أدلة جديدة ومزعجة حول تعامل الحزب مع شكاوى معاداة السامية نشرتها قناة بي بي سي في برنامج بانوراما.  كان الهجوم المضاد استنساخا مباشرا لأسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترمب. هذا الأسلوب يعتمد أولا على إطلاق النار على وسائل الأخبار ووصفها بالمزيفة والمنحازة، وثانياً على تقويض المنتقدين. لذلك قيل لنا إن الأعضاء الثمانية السابقين في حزب العمال الذين فضحوا الممارسات بشجاعة كانوا مستاءين ومتحيزين سياسياً وعدائيين تجاه كوربين. ثم ثالثا يعتمد هذا الأسلوب على تغيير موضوع النقاش، بإثارة قضايا أخرى مثل لماذا تجاهلت بي بي سي مزاعم معاداة الإسلام داخل حزب المحافظين؟ وهي قضية خطيرة، في الواقع، لكنها لا تعفي حزب العمال من الحاجة إلى القضاء على العنصرية في صفوفه.

لكن إطلاق النار المضاد أخطأ هدفه وأصاب كوربين في القدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هناك بالطبع موظفون سابقون مستاؤون في جميع الأحزاب، لكن ليس بحجم الأعداد التي تتكشف اليوم في حزب العمال، حيث سيقدم حوالي 30 مسؤولا حاليا وسابقا أدلة إلى لجنة المساواة وحقوق الإنسان حول ما إذا كان حزب العمال قد مارس التمييز بشكل غير قانوني ضد اليهود. لقد كان من الخطأ الطعن في دوافع أولئك الذين تحدثوا إلى برنامج بانوراما، كما كان واضحا في آلامهم الشخصية، حيث فكر أحدهم في أخذ حياته. هكذا بدا حزب العمال وكأنه قد فشل في خدمة عماله.

 إن ما أغفله الحزب هو أن هؤلاء الأعضاء هم موظفون مهنيون مسؤولون عن امتثال الحزب لقواعد السلوك، وقد شعروا بعدم قدرتهم على أداء مهامهم. يعتقدون أن القرارات تُتخذ على أساس سياس. ورغم أن السكرتيرة العامة للحزب جيني فورمبي، وهي من الدائرة الداخلية لكوربين، قامت بتسريع معالجة الشكاوى، إلا أن الموظفين السابقين زعموا أنها أحضرت أشخاصا أعلى مرتبة كانوا يوزعون التوبيخات بدلا من عقوبات أشد ومستحقة.

كان رد فعل الحزب على برنامج بي بي سي فاضحا. فكما هو الحال في مسألة بريكست، حتى أنصار كوربين يشعرون بعدم الارتياح، وهو أمر أهم من الانتقادات التي يطلقها المشتبه بهم المعتادون. مثلا، بعد مشاهدة البرنامج اتخذ وزير مجتمعات الظل في حزب العمال، أندرو جوين، الذي كلّفه الحزب للدفاع عن موقفه من البرنامج، خطا مختلفا. قال إن برنامج "بانوراما كان مروعا، وعلى حزب العمال واجب رعاية الموظفين، وصحتهم ورفاهيتهم المستمرة. علينا أيضًا أن نفعل الكثير وبسرعة لاستئصال أي معاداة للسامية إلى الأبد وإظهار للجالية اليهودية أن صفر تسامح يعني صفر تسامح ".

في غضون ذلك رفضت إميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل، تأييد ادعاء حزب العمال بأن البرنامج كان هجومًا سياسيًا على الحزب. قالت إنه "لا فائدة من إلقاء اللوم على أي شخص آخر أو تحويل الانتباه إلى قضايا أخرى. هذه مشكلتنا ونحتاج إلى حلها وإلى التخلص من العنصريين في وسطنا."

من جانبه عبر وزير المساواة في حكومة الظل، دون بتلر، عن "حزنه" إزاء ما تناوله برنامج بي بي سي والألم الذي تسببت فيه معاداة السامية داخل عائلة العمال لأعضاء الحزب من اليهود. وطالب بتلر بإنشاء نظام شكاوى مستقل، والذي سيكون من الحكمة أن يقدمه كوربين – وعلى وجه السرعة. كما يجب عليه الحرص على تعليق عضوية الأشخاص فور ظهور حالات تربطهم ولو ظاهريا بمعادة للسامية.

يصر بعض المطلعين على أن الخلاف داخل حزب العمال لا "يمتد" إلى قواعده الانتخابية. لكن بصرف النظر عن ذلك، فإن الخلاف بالتأكيد يستنزف خطاب الحزب في قضايا مثل الاقتصاد والخدمات العامة وعدم المساواة. وبالتالي من الصعب أن يشجع على عودة الناخبين العماليين الذين هاجروا إلى حزب الديمقراطيين الأحرار أو إلى حزب الخضر بسبب البريكست.

عندما يجري الأعضاء البارزون مقابلات مع وسائل الإعلام، تطرح عليهم - كما يجب - أسئلة عن معاداة السامية. إحدى هذه المقابلات يوم الخميس أكدت أن حزب العمال منقسم إلى اثنين تحت السطح. حدث ذلك عندما شارك نائب زعيم الحزب توم واتسون في برنامج "توداى" على الإذاعة 4 (بي بي سي) وتحدث عن نفسه شخصيا، وليس نيابة عن القيادة، التي انتقد ردها.

يعد واتسون شوكة في خاصرة كوربين، إذ لا يمكن إقالته لأنه، هو الآخر، منتخب انتخابا مباشراً من قبل أعضاء حزب العمال.

يدعي الموالون لكوربين أن انتقاد واتسون المستمر إشارة على أنه يخطط للإطاحة بكوربين وتولي زمام الأمور. أظن في الحقيقة أنه يخوض مهمة رجل واحد لإنقاذ حزبه من دوامة الهبوط التي سقط فيها، وهو يعرف أن هجماته تجعله أقل احتمالًا أن يرث القيادة.

ومع تراجع حجم شبكة الدعم لكوربين وتكاثف الموالين المتشددين للدفاع عنه، لم يعد نسجا من الخيال التساؤل عمن سيرث الحزب.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء