Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 أسباب تعزز صعود الذهب وتؤكد عودته لصدارة الملاذات الآمنة

محللون يربطون الارتفاع بتراجع الدولار وهروب المتعاملين من الأسهم وتفاقم أزمة الدين الأميركي

الطلب العالمي على الذهب يتراجع 13 في المئة بالربع الأول من 2023 (رويترز)

ملخص

صناديق استثمار الأسهم الأميركية تواجه تدفقات خارجية بـ 5.7 مليار دولار

توقع محللون ومتعاملون في أسواق الذهب استمرار تعافي المعدن النفيس خلال الفترة المقبلة متأثراً بخمسة أسباب، تتصدرها الأزمة الخاصة بسقف الدين الأميركي والانهيارات التي طاولت البنوك الأميركية والخسائر التي تطارد أسواق الأسهم مع استمرار تخارج المستثمرين مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، وأخيراً التوقعات الخاصة باتجاه البنوك المركزية عالمياً إلى خفض معدلات الفائدة. في تعاملاته الأخيرة، صعدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1 في المئة إلى مستوى 2013.79 دولار للأونصة، بعد تراجعه على مدى ثلاث جلسات.

وتميل أسعار الذهب للارتفاع خلال أوقات الضبابية الاقتصادية والمالية، لكن رفع أسعار الفائدة يقوّض شهية الإقبال على المعدن الذي لا يدرّ فائدة. غير أن الذهب فقد بعض بريقه بفعل صعود مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في خمسة أسابيع مقابل عملات رئيسة، وهو ما يزيد تكلفة شراء الذهب لحائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة للمعادن الأخرى، فقد زادت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 في المئة إلى 24.01 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.3 في المئة إلى مستوى 1052.44 دولار للأونصة، وصعد البلاديوم بنسبة 0.6 في المئة إلى 1518.06 دولار للأونصة.

الذهب يعود إلى صدارة الملاذات الآمنة

في مذكرة بحثية حديثة، كشفت شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن تصاعد المخاوف بشأن أزمة سقف الديون الأميركية من شأنه أن يفيد الذهب، إذ يستعد المستثمرون لمواجهة فوضى محتملة في الأسواق المالية. وقال كريستوفر لوني الخبير الاستراتيجي لدى "آر بي سي كابيتال ماركتس" إن المفاوضات الصعبة تمهد الطريق لصعود قصير الأجل للذهب الذي يُتداول بالقرب من أعلى مستوياته على الإطلاق، وأضاف "حتى بافتراض التوصل إلى اتفاق بشأن سقف الديون في نهاية المطاف، فإننا لن نتجاهل القلق المالي المتزايد مع اقتراب الموعد النهائي، على المدى القريب، نعتقد أن الذهب يبدو أفضل أداة للتحوط". وفي دعم جديد للمعدن الثمين، تتوقع الأسواق خفض أسعار الفائدة الأميركية أكثر من مرة خلال وقت لاحق من 2023 الأمر الذي من شأنه أن يعزز الذهب الذي يعد مخزناً للقيمة.

ويرى محللون أن تعثر الولايات المتحدة عن سداد ديونها قد يدفع أسعار الذهب إلى مستوى قياسي مع اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. ووفق وكالة "رويترز"، قال إدوارد مويا كبير محللي السوق لدى "أواندا" "لن أتفاجأ إذا شهدنا تحركاً للأعلى بقيمة 100 دولار في أسعار الذهب وهو ما يعني ارتفاع الأسعار إلى مستواها القياسي"، وأضاف أنه من الصعب للغاية التكهن، لكن من الواضح أن هذه لحظة تاريخية من شأنها تفكيك أجزاء كبيرة من "وول ستريت"، وأوضح التقرير أن الافتقار المستمر إلى اتخاذ قرار بشأن سقف الدين قد يؤدي إلى ارتفاع الذهب في المدى القريب، بينما رجح كوينسي كروسبي كبير الاستراتيجيين العالميين لدى "أل بي أل فايننشيال" ارتفاع الذهب في حالة تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها، وذلك بالتزامن مع ضعف الدولار، وأضاف "لن يكون الأمر مفاجئاً إذا رأينا أن الذهب أصبح ملاذاً آمناً لمن يشعرون بالقلق من أن التخلف عن السداد قد يحدث في الواقع".

الدولار يتراجع وصدمة كبيرة تواجه الأسهم

وفيما يواصل الدولار تراجعه أمام سلة العملات العالمية، فقد تسبب ذلك في هروب شريحة كبيرة من المستثمرين إلى أسواق الملاذات والأصول الآمنة مع موجة الخسائر العنيفة التي تطارد أسواق الأسهم. وفي تعاملاته الأخيرة، فقد تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمته مقابل سلة من العملات الرئيسة، بنسبة 0.10 في المئة إلى 102.59 نقطة، وعادة ما يشكل ذلك تخفيفاً للضغوط على السلع المقومة بالعملة الأميركية.

أيضاً، يتوقع المستثمرون المحترفون أن يتراجع الدولار عن أعلى مستوياته في عقدين والتي بلغها العام الماضي، بينما ترى السوق فرصاً ضئيلة لشروع الاحتياطي الفيدرالي في دورة تيسير نقدي، ويتوقع نحو 87 في المئة من 331 شاركوا في أحدث استطلاعات "أم أل آي في بالس" أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى ثلاثة في المئة أو أقل، في دورة تيسير يعتقد 40 في المئة أن تبدأ هذا العام، ويتناقض هذا مع تقييم السوق التي تضع معدل الفائدة في نطاق 3.05 في المئة في غضون عامين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في المقابل، يتوقع المستثمرون المحترفون تراجع الدولار مع وجود فجوة 17 نقطة مئوية بين أصحاب التوقعات المتشائمة والمتفائلة للعملة الأميركية، ويذكر الكثيرون صراحة أنهم يتوقعون هبوط الدولار لأن مسار العائد المتوقع مرتفع للغاية، ومن المثير للاهتمام أن الرد الثاني الأكثر شيوعاً هو أن ضغوط القطاع المصرفي ستقتصر إلى حد بعيد على الولايات المتحدة ما يعني أيضاً أن الفيدرالي سيضطر إلى أن يكون أكثر تيسيراً في السياسة النقدية من نظرائه العالميين.

وفي السياق ذاته، فقد تعرضت صناديق الاستثمار في الأسهم الأميركية لتدفقات خارجية كبيرة، الأسبوع الماضي، مع تصاعد القلق بشأن أزمة سقف الدين ونتائج أعمال مخيبة للآمال لبعض الشركات. وبحسب بيانات "ريفينيتيف"، فقد شهدت صناديق الاستثمار في الأسهم الأميركية تدفقات خارجة بقيمة 5.7 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 10 مايو (أيار) الحالي ما يمثل سابع أسبوع متتالٍ من التخارج.

وينتظر المستثمرون تطورات أزمة سقف الدين الفيدرالي الأميركي، بعد تحذير وزارة الخزانة من تعثر محتمل عن سداد الالتزامات في حال عدم رفع الحد الأقصى للاقتراض قبل الأول من يونيو (حزيران) المقبل. بينما أظهرت البيانات استقبال صناديق الاستثمار في السندات الأميركية تدفقات بقيمة 532 مليون دولار، كما تلقت صناديق سوق المال 10.4 مليار دولار.

كيف يتحرك الطلب عالمياً على المعدن النفيس؟

عالمياً، وبحسب البيانات، فقد تراجع الطلب العالمي على الذهب خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، مع انخفاض مشتريات المستثمرين وعلى رغم مشتريات البنوك المركزية، وانخفض الطلب العالمي على المعدن الأصفر بنسبة 13 في المئة على أساس سنوي إلى 1081 طناً، وجاء نحو نصف ذلك الطلب من المجوهرات.

واشترت البنوك المركزية على مستوى العالم نحو 228 طناً من الذهب، وهو أعلى مستوى يسجل خلال أول ثلاثة أشهر من العام في البيانات التي يعود تاريخها لعام 2000، وبلغ الطلب الصيني على المجوهرات 198 طناً في أكبر وتيرة فصلية منذ الربع الأول من عام 2015، بدعم من إنهاء القيود المرتبطة بالوباء.

وأشار تقرير مجلس الذهب العالمي إلى احتمالية نمو الطلب على الاستثمار هذا العام، وأن تظل مشتريات البنوك المركزية قوية، وإن كانت أقل من المستويات المرتفعة المسجلة العام الماضي.

في الوقت نفسه، توقع استراتيجيو بنك "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، تفضيل المستثمرين للذهب وأسهم شركات التكنولوجيا لأنها بمثابة حماية ضد احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة هذا العام، وكشف محللو البنك أن الأزمة المصرفية التي تشهدها الولايات المتحدة الأميركية أدت إلى زيادة الطلب على الذهب كبديل لمعدلات الفائدة الحقيقية المنخفضة بالإضافة إلى أنه وسيلة للتحوط ضد سيناريو كارثي.

وأشاروا في مذكرة بحثية حديثة، إلى أن هذه الاتجاه جاذب نسبي لأنه سيكون له جانب سلبي محدود في سيناريو حدوث ركود معتدل في الولايات المتحدة، ولكن ستكون له خطوط كبيرة من فرص الاتجاه الصعودي في حال حدوث ركود أعمق، وبالفعل، ارتفعت حصة التكنولوجيا في الأسهم العالمية بشكل حاد هذا العام، قرب أعلى مستوياتها المسجلة في 2021، ما يشير إلى أن العالم ككل أصبح أكثر اهتماماً بذلك القطاع.

اقرأ المزيد