ملخص
معظم القطع الأثرية المستعادة، من الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا ولبنان ومدن بيرن وطوكيو ولاهاي وبرلين وروما.
نجحت الحكومة العراقية في استعادة آلاف القطع الاثرية التي هُربت واستعيرت خلال حقب زمنية مختلفة، ولعل آخرها ما أعلنته الحكومة العراقية أخيراً من استعادة ستة آلاف قطعة أثرية كانت قد استعيرت من قبل بريطانيا، قبل 100 عام جلبها الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، بعد عودته من لندن وحضوره مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث.
أكبر عملية استعادة
ولم يكن هذا الإعلان الأول عن استعادة آثار عراقية بهذا الحجم، فقد أعلن العراق في أغسطس (آب) 2021 استعادته 17 ألفاً و321 قطعة أثرية مهربة إلى الولايات المتحدة، وقطعاً أخرى مهربة إلى اليابان، وسبع قطع إلى هولندا، وقطعة واحدة مهربة إلى إيطاليا في أكبر عملية استعادة في تاريخ البلاد.
قطع أثرية مهمة
وفي ديسمبر (كانون الأول)، أعلن عن 2021 استعادة لوح "ملحمة جلجامش" الذي يعد من أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ، بعد سرقته من متحف بغداد وتهريبه إلى الولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي، وبحسب الناطق باسم الخارجية العراقية أحمد الصحاف "نجحت الدبلوماسية العراقية في إعادة أكثر من 34 ألف قطعة أثرية منذ عام 2019".
وأضاف أن "هذه القطع أُعيدت من الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا ولبنان ومدن بيرن وطوكيو ولاهاي وبرلين وروما"، مشيراً إلى أن هناك تنسيقاً مع 10 دول لاسترداد القطع الأثرية.
ويضم العراق أقدم حضارات العالم وتضم أراضيه آلاف المواقع الأثرية غالبيتها غير منقبة لحد الآن، وبحسب المتخصصين ما استخرج من آثار لا يتجاوز ثلاثة في المئة من الآثار المطمورة في باطن الأرض، وتوزعت هذه الآثار على متاحفه المنتشرة في أنحاء العراق كافة، ولعل أهمها المتحف الوطني في بغداد ومتحف الموصل والبصرة وذي قار ومتاحف أخرى كثيرة تضم آلاف القطع الأثرية من حضارات مختلفة كانت تسكن في أرض الرافدين.
سرقة المتاحف
وبعد الحرب الأميركية على العراق عام 2003، تعرض المتحف الوطني الذي يضم قطعاً أثرية نادرة إلى عملية سرقة هي الأكبر في تاريخه، فيما أسهمت عمليات السرقة المنظمة من قبل مافيات النبش العشوائي للمواقع الأثرية وشبكات تهريب الآثار بسرقة جزء ليس بقليل. وقال المتحدث باسم وزارة الثقافة أحمد العلياوي، إن العراق استعاد ستة آلاف قطعة أثرية من بريطانيا، وهو ثاني أكبر استرداد بعد الاسترداد الأول من الولايات المتحدة بمقدار 17 الف قطعة أثرية، بينها لوح جلجامش والكبش السومري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف العلياوي أن "الـستة آلاف قطعة كانت موجودة في بريطانيا منذ 100 عام لأغراض البحث والدراسة وهو بروتوكول معمول به لا سيما للفرق الاستكشافية الأجنبية التي كانت تنقب عن الآثار في العراق".
وأشار إلى أنه خلال السنوات الماضية، بدأت الدول تتعاون مع العراق في مجال استرداد الآثار، المرتبط بتعافي المشهد الثقافي والسياسي في البلاد، وعن الآلية التي يتبعها العراق في استرداد الآثار، يوضح العلياوي "في الهيئة العامة للتراث والآثار يوجد قسم الاسترداد، ومن خلاله نرصد الأخبار والأسواق والمزادات التي يعلن فيها عن الآثار، بالتالي ننظم ملف الاسترداد الذي يتضمن إطاراً قانونياً"، مشيراً إلى دور الجانب الدبلوماسي ممثلاً بوزارة الخارجية ووزارة الثقافة نحو تلك الدول لاستعادة تلك الاثار.
النبش العشوائي
وقال إن غالبية الآثار المهربة، جاءت نتيجة النبش العشوائي في المواقع الأثرية المنتشرة في المناطق النائية، ولم تكن مسروقة من المتاحف العراقية، لأن معظم ما سرق من المتاحف استعيد، موضحاً أن كثيراً من العمليات، حصلت في الأراضي البعيدة النائية، من قبل لصوص متخصصين بالاتفاق مع الأهالي، بالتالي تذهب تلك القطع وتهرب إلى دول عبر شبكات متخصصة، "لا نعلم أي تفاصيل عنها، لأنها لم تستخرج من قبل البعثات ولم تسجل وتعلم من قبل المتاحف العراقية".
وترصد الأجهزة الأمنية تحركات تلك الشبكات ومفارزهم وتلقي القبض على كثير من المهربين داخل العراق.
في المقابل، يؤكد مدير إعلام هيئة التراث والآثار حاكم الشمري استعادة 4600 قطعة أثرية سرقت من المتحف الوطني بعد الحرب الأميركية على العراق عام 2003.
ويقول "تمت سرقة أكثر من 13 ألف قطعة أثرية من المتحف الوطني العراقي بعد عام 2003 استعيد منها 4600 قطعة". وعن مجموع الآثار المستعادة بين الشمري "أن العراق يستعيد آلاف الآثار منذ عام 2003 سواء تلك التي سرقت من المتحف الوطني أو نتيجة النبش العشوائي للمواقع الأثرية سواء كانت داخل العراق أو خارجه".