ملخص
أجبرت الأزمات المتتالية أكثر من 71 مليون شخص على الفرار من بيوتهم داخل بلدانهم العام الماضي، ويتوقع أن يشهد السودان نزوحاً غير مسبوق في 2023
أجبرت الأزمات المتتالية أكثر من 71 مليون شخص على الفرار من بيوتهم داخل بلدانهم العام الماضي في رقم قياسي جديد، ومن المتوقع أن يشهد العام الحالي طفرة في عدد النازحين، بخاصة في السودان الذي شهد نزوحاً منذ بدء الحرب بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي، بما يفوق عدد النازحين في 2022 كاملاً.
وقال تقرير مشترك لمنظمتي "مركز مراقبة النزوح الداخلي" (إنترنال ديسبليسمنت مونيتورينغ سنتر 6 ىي دي ام سي) والمجلس النروجي للاجئين إنه تم تسجيل 71,1 مليون نازح داخلي في 2022.
ويشكل هذا العدد زيادة نسبتها 20 في المئة عن العام السابق بسبب النزوح الجماعي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وكذلك الفيضانات الكارثية في باكستان، حيث ارتفع عدد النازحين الجدد إلى نحو 61 مليون شخص اضطر بعضهم إلى الفرار مرات عدة، مما يمثل زيادة نسبتها 60 في المئة عن 2021.
وقالت رئيس المركز الكسندرا بيلاك لوكالة "فرانس برس" إن الرقم "مرتفع جداً"، وأشارت إلى أن "جزءاً كبيراً من هذه الزيادة نجم بالتأكيد عن الحرب في أوكرانيا، ولكن أيضاً عن الفيضانات في باكستان والنزاعات الجديدة والمستمرة في جميع أنحاء العالم وعدد من الكوارث المفاجئة أو البطيئة التي شهدناها من الأميركيتين إلى المحيط الهادئ".
وارتفع عدد النازحين داخلياً العام الماضي بسبب النزاعات إلى 28,3 مليون شخص، أي ضعف العدد الذي سجل العام السابق، وثلاثة أضعاف المتوسط السنوي خلال العقد الماضي، وإلى جانب النازحين داخل أوكرانيا البالغ عددهم 17 مليوناً، نزح 8 ملايين شخص من بيوتهم بسبب الفيضانات الهائلة في باكستان، كما سجل في أفريقيا جنوب الصحراء نزوح نحو 16,5 مليون شخص أكثر من نصفهم بسبب نزاعات، لا سيما في جمهورية الكونغو الديموقراطية وإثيوبيا، ويتوقع أن يشهد عدد النازحين داخلياً هذا العام ارتفاعاً جديداً، إذ أجبر القتال الدائر في السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) أكثر من 700 ألف شخص على الفرار إلى أماكن أخرى في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت بيلاك "منذ بداية النزاع الأخير (...) في السودان سجلنا حتى الآن عدداً من النازحين يعادل حجم النزوح في 2022 بأكمله"، وأضافت أنه "من الواضح أنه وضع غير مستقر للغاية على الأرض".
على رغم اضطرار السكان إلى الفرار في جميع أنحاء العالم، يعيش حوالى ثلاثة أرباع النازحين داخلياً في 10 دول فقط هي سوريا وأفغانستان والكونغو الديموقراطية وأوكرانيا، وكذلك كولومبيا وإثيوبيا واليمن ونيجيريا، إضافة إلى الصومال والسودان، وذلك بالترتيب بحسب العد التنازلي للنازحين.
وعدد كبير من هؤلاء النازحين هم ضحايا نزاعات مستمرة منذ سنوات، لكن الكوارث الطبيعية مسؤولة عن معظم حالات النزوح الداخلي الجديدة، إذ إنها أجبرت 32,6 مليون شخص على الفرار في 2022، ويمثل ذلك زيادة نسبتها 40 بالمئة عن العام السابق.
وقال رئيس المجلس النرويجي للاجئين يان إيغيلاند في بيان له إن هذا التراكم للأزمات يشكل "عاصفة مكتملة العناصر"، وأضاف أن "الصراعات والكوارث تضافرت خلال العام الماضي لتعميق نقاط الضعف وعدم المساواة الموجودة أصلاً، مما تسبب في نزوح على نطاق غير مسبوق"، كما دان أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا و"قوضت سنوات من التقدم".