Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رئيس الاستخبارات الوطنية الأميركية ينضم لقائمة الراحلين من إدارة ترمب

كان على خلاف دائم مع الرئيس حول قضايا بالغة الأهمية... واستُبعد أحيانا من بعض الملفات

مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن رئيس وكالات الاستخبارات الأميركية، دان كوتس، سيترك منصبه في 15 أغسطس (آب) المقبل، وتعيين النائب جون راتكليف، مكانه، يكون كوتس قد انضمّ لسلسلة طويلة من المسؤولين الراحلين عن مناصبهم في عهد ترمب منذ قدومه للسطلة في يناير (كانون الثاني) 2017.

وبإعلان ترمب، سيتوقف كوتس منتصف الشهر المقبل عن ممارسة مهامه بصفته مدير الاستخبارات الوطنية، المنصب الذي يسمح له بالإشراف على نشاطات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ووكالة الأمن القومي (إن إس أيه) وغيرها من أجهزة الاستخبارات الأميركية.

وخلال ولايته، كان كوتس على خلاف دائم مع ترمب حول قضايا بالغة الأهمية. ويبدو أنه استُبعد في بعض الأحيان من بعض الملفات، لكنه عمل على تجنب أي مواجهة مفتوحة مع الرئيس.

مدير جديد للاستخبارات الوطنية

ومساء أمس الأحد، أعلن ترمب عبر "تويتر" نيته تعيين جون راتكليف، أحد ممثلي ولاية تكساس في مجلس النواب، مديرا للاستخبارات الوطنية، والذي يشغل حالياً مقعدا في لجان الاستخبارات والعدل والأمن الداخلي في مجلس النواب.

وكتب ترمب أن "المدعي السابق جون (راتكليف) سيتولى التوجيه وسيكون مصدر إلهام لعظمة البلد الذي يحبه". وشكر الرئيس الأميركي كوتس "على الخدمات العظيمة التي قدّمها لبلدنا".

وبحسب مراقبين، فإذا تمّت المصادقة على ترشيح راتكليف، فسيكون لدى ترمب رئيس للاستخبارات أكثر توافقاً مع وجهات نظره، لا سيما في ملف التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، حيث صرّح راتكليف بأنه "لم يرَ أدلة" على تدخل روسي في الانتخابات، ودعّم السياسة المتشددة للرئيس الأميركي حيال إيران.

تباين حول راتكليف

وفي الكونغرس، كان راتكليف مدافعاً شرساً عن ترمب، وحمل بعنف على اثنين من الأعداء اللدودين للرئيس الأميركي، وهما جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي)، الذي أقاله ترمب، والمدعي الخاص روبرت مولر.

ورحّب عدد من الجمهوريين باختيار راتكليف لقيادة الاستخبارات. وقال كيفن ماكارثي، زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، إنه "سيمنح القوة والمسؤولية لدوره الجديد".

لكن في المعسكر الديموقراطي واجه اختياره انتقادات. ففي تغريدة، كتبت إليزابيث وارن، المرشحة للانتخابات التمهيدية عن الحزب الديموقراطي للرئاسة في 2020 "مدير استخباراتنا الوطنية يجب أن يكون فوق السياسة الحزبية، وأن يقول الحقيقة للسلطة ويقاوم تجاوزات السلطة من قبل ترمب"، وأضافت أن "جون راتكليف لا ينطبق عليه هذا الوصف".

لماذا رحل كوتس؟

ومن القضايا التي كانت موضع خلاف بين كوتس وترمب الشبهات في تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية في 2016. فقد دعّمت إدارة الاستخبارات الوطنية النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات بوجود تدخل من هذا النوع. كما عبّر كوتس عن استيائه علنا من لقاء مغلق عقده ترمب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي في يوليو (تموز) 2018 لساعتين بحضور مترجمين فقط. وقال كوتس حينذاك "لو سألني كيف يمكن القيام بذلك لاقترحت طريقة أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعترفت الاستخبارات الوطنية أيضا بأنه لم يتم إطلاعها على مضمون الحوار بين بوتين وترمب. وقال كوتس بعد ثلاثة أيام من هذه القمة "لا أعرف ماذا حدث خلال هذا اللقاء".

وعبّر كوتس عن رأي مختلف أيضا بشأن الملف النووي الكوري الشمالي، في تقريره السنوي حول التهديدات القائمة في العالم. وكتب كوتس "ما زلنا نقدّر أن كوريا الشمالية لن تتخلى على الأرجح عن كل أسلحتها النووية وقدراتها (في هذا المجال) مع أنها تسعى للتفاوض حول إجراءات لنزع جزئي للأسلحة من أجل الحصول على تنازلات أميركية ودولية كبيرة".

أما ترمب فيرى أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مستعد للتخلي عن ترسانته النووية الكورية الشمالية.

قائمة المغادرين

ورحيل كوتس هو الأخير في سلسلة طويلة من الاستقالات والإقالات في الإدارة الأميركية. فمنذ بدء الولاية الرئاسية لترمب، غادر وزراء الدّفاع جيم ماتيس، والأمن الداخلي كيرستن نيلسن، والخارجية ريكس تيلرسون، فضلاً عن الأمين العام السابق للبيت الأبيض جون كيلي، مناصبهم في وقت سابق.

وفي السابع من أبريل (نيسان) الماضي، كان آخر الراحلين من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، وزيرة الأمن الداخلي كيرستن نيلسن، ما عكس أن إرادة ترمب تصمّم على تشديد سياستها بشأن الهجرة أكثر.

بعدما انتقد سياسات الرئيس الأميركي، وخصوصا استراتيجيته الدبلوماسية، أعلن جيم ماتيس استقالته في العشرين من ديسمبر (كانون الأول) 2018. وكتب وزير الدفاع في رسالة استقالته أنه يجب "معاملة الحلفاء باحترام"، بينما تشهد العلاقات بين الرئيس الأميركي وعدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الحليفة تدهورا. وبعد إعلان ترمب قراره المفاجئ سحب القوات الأميركية من سوريا، أصبح الجنرال السابق في مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في وضع غير مريح، وهو الذي عارض بشدة الأمر منذ نحو سنتين.

وفي الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2018، أعلن ترمب أمام الصحافيين أن "جون كيلي سيغادر في نهاية السنة"، في إشارة إلى أقرب مستشاريه الذي انضم إلى البيت الأبيض في 31 يوليو (تموز) 2017.

وجاء ذلك بعد نحو شهر من استقالة  جيف سيشنز "بطلب من ترمب" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، بعد أن كان هدفاً لانتقادات رئاسية منذ أن قرر في مارس (آذار) 2017 النأي بنفسه عن أي تحقيق يطال روسيا بسبب لقاءاته مع السفير الروسي في أوج الحملة الرئاسية.

كما أعلنت نيكي هايلي، في مطلع أكتوبر (تشرين الثاني) 2018 قرارها الاستقالة من منصبها كسفيرة لدى الأمم المتحدة في نهاية السنة. ولم يتم إعطاء أي تفسير واضح لهذا الإعلان المفاجئ لرحيل هايلي المتحدّرة من عائلة مهاجرين هنود، والتي كانت من الشخصيات البارزة في الحكومة.

وفي الخامس من يوليو (تموز)، قَبِل الرئيس الأميركي استقالة سكوت بريويت، وذلك بعد أن ارتبط اسم برويت، رئيس وكالة حماية البيئة، بسلسلة فضائح حول استخدامه الأموال العامة.

وفي 13 مارس (آذار) 2018، أقيل ريكس تيليرسون، المدير السابق لشركة أكسون موبيل من منصب وزير الخارجية 2018 بعد أشهر من التوتر من جانب ترمب حول الاستراتيجية الدبلوماسية الأميركية، وعُيّن مكانه المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) مايك بومبيو.

كما غادر الرئيس السابق لبنك الاستثمار "غولدمان ساكس"، جاري كون، منصبه كأبرز مستشار اقتصادي للرئيس في السادس من مارس (آذار) 2018، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألومنيوم بعد سلسلة خلافات بينه وبين الرئيس.

وعلى الرغم من الصداقة التي ربطته مع ترمب، استقال ستيفين بانون، المخطط الاستراتيجي الرئيسي بالبيت الأبيض، أو "مستشار الظل" كما كان يطلق عليه، في 18 أغسطس (آب) 2017، ولعب بانون، الذي كان يحظى بنفوذ واسع، دوراً حاسماً في الحملة الانتخابية الرئاسية التي فاز فيها ترمب، حين أضفى طابعاً شعبوياً على حملة الملياردير، لكن تعامله مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لم يكن سهلاً، وحدثت خلافات داخلية عدة. وأكد حتى بعد إقالته أنه سيواصل دعم ترمب.

وفي التاسع من مايو (آيار)، وفي خطوة أحدثت هزة في السياسة الأميركية، أقال ترمب مدير الـ"إف بي آي"، جيمس كومي، بسبب تحقيق حول التدخل الروسي، رغم ما قاله ترمب وقتها من أن سبب الإقالة تعامل الوكالة الفيدرالية مع قضية المراسلات البريدية للمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون.

وكانت أول استقالة في إدارة ترمب، هي استقالة مستشار الأمن القومي، مايكل فلين، الذي لم يصمد في منصبه سوى 22 يوماً. وكان فيلن، وهو الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الأميركية، يحظى باحترام كبير لدى ترمب، لكنه دفع ثمن قضية التدخل الروسي، واستقال في 13 فبراير (شباط) 2017. وحلّ مكانه هربرت ريموند ماكماستر، الجنرال رفيع المستوى الذي غادر بدوره مهامه بعد أشهر عدة أمضاها في موقع ضعيف جدا، وحلّ مكانه المحافظ المتشدّد جون بولتون.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات