Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

العراق يكتسح جوائز "مالمو" للسينما العربية بـ"جنائن معلقة"

تقدير خاص للسودان ولبنان ورئيس المهرجان: "الدورة الجديدة حققت توسعاً في دعم الأفلام"

حقق المهرجان حالاً من التواصل الكبير بين الجمهور العربي والشعب السويدي من محبي السينما العربية (مواقع التواصل)

ملخص

حرص المهرجان على اختيار أفلام من دول عربية مختلفة تقدم كثيراً من الموضوعات والقضايا التي تخص كل شرائح المجتمعات العربية

على مدار أيام تواصلت فعاليات الدورة الـ13 من مهرجان "مالمو" للسينما العربية بالسويد، وسط حضور جماهيري كبير، حيث عرضت عشرات الأعمال السينمائية المميزة لكبار وشباب من أبرز صناع السينما العربية بمصر ولبنان والسودان والعراق والسعودية وتونس والمغرب وسوريا وفلسطين وغيرها من الدول العربية.

وحقق المهرجان بعروضه حالاً من التواصل الكبير بين الجمهور العربي والشعب السويدي من محبي السينما العربية والمتطلعين لمعرفة ملامح الوطن العربي وقضاياه.

"جنائن معلقة" يكتسح

وحضر حفل الختام رئيس المهرجان المخرج الفلسطيني محمد قبلاوي، ورئيس اللجنة الثقافية في المدينة يان غرونهولم، ونجوم شاركوا بأفلامهم في فعاليات المهرجان ولجان التحكيم، ومنهم هنا شيحة وندى أبو فرحات وكارول عبود وشادي حداد وغيرهم.

وحصد الفيلم العراقي "جنائن معلقة" للمخرج أحمد ياسين الدراجي أهم جوائز المهرجان، حيث حاز ثلاث منها، هي جائزة أحسن فيلم وسيناريو، وأحسن ممثل للفنان الشاب حسين محمد جليل، كما حصلت عديلة بن ديمراد، بطلة ومخرجة فيلم "الملكة الأخيرة"، على جائزة أحسن ممثلة.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز الفيلم المصري "ماما" من إخراج ناجي إسماعيل بجائزة أحسن فيلم، وحصل الفيلم اللبناني "يرقة" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو من إخراج ميشيل ونويل قسرواني، ومنحت لجنة التحكيم تنويهاً خاصاً لفيلم "ألمظ" من إخراج ميا بيطار من السودان.

 

 

وكان للأفلام الوثائقية حظ وافر من التقدير والجوائز القيمة بالمهرجان، حيث حصل فيلم "بطاطا" للمخرجة اللبنانية نورا كيفوركيان على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بينما حصل فيلم "هايفن" على جائزة أحسن فيلم غير روائي، وهو من إخراج رين رزوق.

وحصد المخرج الفلسطيني فراس خوري جائزة أفضل مخرج عن فيلم "علم"، كما حصل الفيلم التونسي "تحت الشجرة" على تنويه خاص من لجنة التحكيم، للمخرجة التونسية أريج السحيري.

أما جائزة اختيار جمهور مدينة مالمو، فذهبت للفيلم الوثائقي السوداني "أجساد بطولية" للمخرجة سارة سليمان.

وخلال حفل الختام وُزعت شهادات التقدير على المتدربين المشاركين في ورشتي "اصنع فيلمك خلال 5 أيام"، و"مشروع فيلمي"، اللتين نظمهما المهرجان بالتعاون مع هيئة الأفلام السعودية لتدريب 14 موهبة شابة.

توسع دعم السينما

وقال رئيس المهرجان محمد قبلاوي لـ"اندبندنت عربية" إن "الدورة الـ13 من المهرجان كانت شديدة التنوع، حرصنا على اختيار أفلام من دول عربية مختلفة تقدم كثيراً من الموضوعات والقضايا التي تخص كل شرائح المجتمعات العربية".

وأضاف أن المهرجان هذا العام "حقق مزيداً من التوسع في دعم السينما العربية وعرض أفضل الأفلام، وكانت أبرز السمات تزايد الحضور الجماهيري للأفلام وأنشطة المهرجان المختلفة، سواء العروض الجماعية أو الفعاليات المخصصة للمحترفين، وقد عرض 45 فيلماً (18 طويلاً و27 قصيراً)، منها 8 أفلام سعودية في مختلف المسابقات، وكذلك شاركت بالدورة الجديدة 12 دولة عربية".

وقال العراقي أحمد ياسين الدراجي، مخرج فيلم "جنائن معلقة" الحائز على أكبر عدد من الجوائز بالمهرجان، إنه "سعيد جداً بالاحتفاء الذي يشهده الفيلم في المهرجانات العربية والأوروبية، وحصوله على ثلاث جوائز شرف كبير، لأن الجمهور العربي ولجان التحكيم شعروا بواقعية القصة وصعوبة التنفيذ، وقدروا ذلك بشكل أكبر من التوقعات والأحلام".

وأعقب إعلان الجوائز حفل غنائي أحيته النجمة الأردنية زين عوض بمصاحبة فرقة "الأندلس" الموسيقية بقيادة الفنان طارق الحاج.

وكانت السينما اللبنانية قد تألقت بعدد من الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً خلال عروض سابقة ونالت جوائز مهمة.

واختار "مالمو" فيلم "بركة العروس" و"ع مفرق الطرق" و"هايفين"، وحققت الأعمال المعروضة بفعاليات المهرجان تأثيراً كبيراً ومتعة فنية وبصرية وأثارت جدلاً وحال تفاعل مع الجمهور.

وحضر من أبطال الأفلام شادي حداد والمخرجة لارا سابا عن فيلم "ع مفرق الطرق"، وكارول عبود بطلة "بركة العروس" ومخرجه باسم بريش، كما حضرت مخرجة فيلم "هايفين" رينيه رزووق.

"بركة العروس"

شارك فيلم "بركة العروس" بعدد من المهرجانات المهمة، وحصل على جوائز عدة بمهرجان القاهرة السينمائي السابق، وهو من بطولة كارول عبود وأمية ملاعب وربيع الزهر وأنطوانيت نوفيلي وفادية التنير وفادي صقر ونسرين خضر ودانا ضيا، ومن إخراج باسم بريش، وشارك في كتابته غسان سلهب.

وتدور أحداث العمل حول شخصيتين رئيستين هما سلمى الأم التي تعاني الوحدة وتواجه واقعاً وماضياً أليمين، وابنتها ثريا وعلاقتهما شديدة الحساسية، وتتأزم الأمور عندما تعود ثريا للعيش مع والدتها بعد طلاقها وتتعرض للإجهاض، لتشهد العلاقة بينهما فصلاً جديداً من الألم والمعاناة وتتغير بشكل كبير.

سادت لغة الصمت بين أبطال الفيلم، حيث اعتمد المخرج على الصورة أكثر من الحوار، ليعبر عن آلام دفينة بداخل البطلتين يعجز الكلام عن وصفها.

 

 

وفي تصريحات لـ"اندبندنت عربية"، قال المخرج باسم بريش إنه بالفعل لم يعتمد على الكلام بين الأبطال، وكانت له رؤية مختلفة، وهي أن يعبر عن الوحدة وما تسببه من آلام داخلية بأدوات غير الكلام مثل نظرات الممثل والملابس والإضاءة وزوايا الكاميرا والتصوير، معترفاً بأن الفيلم بلا حوار لأنه يرى الصورة أصدق كثيراً من الكلمة في بعض الأحيان الفنية.

قضية نسائية

ولم ينف بريش اهتمامه الشديد بقضايا المرأة، وأن العمل في مجمله نسائي 100 في المئة، وقال إنه تأثر كثيراً بوالدته ونساء كثيرات اعتبرهن ملهمات، لذلك عبر في "بركة العروس" عن بعض التفاصيل التي يراها تمثل وجداناً خاصاً بالمرأة.

وأشار إلى أن تعدد الموضوعات التي تخص النساء أمر عظيم، لأنها تعطيهن حقهن وتنصفهن، وهذا أمر عادل جداً، خصوصاً أن معظم الأعمال السينمائية والفنية تركز على الرجال على مدار سنوات طويلة عبر الشاشات والأعمال الفنية.

صعوبات متعددة

عن صعوبات تنفيذ الفيلم أشار بريش إلى أنه حضر له في ثماني سنوات كاملة، منها خمس سنوات من الكتابة والتجهيز وثلاث سنوات تصوير ومونتاج، وزاد الطين بلة هجوم فيروس كورونا الذي تسبب في تعطيل المشروع عامين كاملين، إضافة إلى ما حدث بلبنان من أحداث صعبة على كل الصعد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويرى المخرج أنه كان محظوظاً بأن يقبل بعض النجوم الموهوبين بطولة العمل، خصوصاً الفنانة اللبنانية كارول عبود التي وصفها بأنها من أكثر الممثلات الموهوبات وصاحبات الخبرة والإحساس، لذلك كان كل مشهد لها عبارة عن تجربة غنية لممثلة قديرة ومميزة أثرت العمل، وظهر التوافق الكبير مع البطلة الثانية أمية التي لعبت دور ثريا، فصار العمل مباراة تمثيلية ممتعة له حتى أثناء التصوير، وتأكدت وجهة نظره بعد أن شاهد ردود الفعل في عدد من المهرجانات ومنها مهرجان القاهرة ومالمو.

واختتم بريش بأنه على رغم ظروف لبنان الصعبة لكن هناك حال صمود وإصرار على الفن وتقديم كل ما نشعر به، لأن لبنان وشعبه سيظل محباً للفن وساعياً إليه.

تحديات وتركيز

بدورها كشفت الفنانة اللبنانية كارول عبود بطلة الفيلم التي أدت دور سلمى، عن أنها تعجبت كثيراً من اختيار بريش لها لبطولة العمل، بخاصة أنها معروف عنها في بعض الأدوار الحس الكوميدي، لكنها تحمست للتجربة منذ بدايتها وشعرت أنها جزء منها.

وقالت كارول إن صعوبة الفيلم في قلة الحوار، فدائماً هناك حال صمت، وعلى الممثل أن يعبر عن كل شيء عاصف من دون كلمة واحدة، لكن بتعبيرات ونظرات عيون ولغة جسد.

وأضافت أن هذا التحدي يضع الممثل في اختبار حقيقي، لكنها مؤمنة أن أي شخص دخل مجال التمثيل عليه أن يضع كل قطعة منه في وضع الاستعداد حتى إصبع يده، وقالت "أنا ممثلة وحتى إصبعي يجب أن يفهم كيف يمثل".

وعلى رغم الجدل الذي أثاره الفيلم حول تناول فكرة الإجهاض وجرأة الموضوع، قالت كارول الجرأة مطلوبة ونحن لم نخف من طرح موضوعات شائكة لأننا ننقل واقعاً نعيشه، وقد ساهمنا في نقل صورة تحدث لبعض الحالات، وفي واقعنا قد نعرف شخصيات حقيقية أجهضت لكن لا نحكي عنها، وهنا يأتي دور الفن والسينما حيث الحكي عن كل ما هو مسكوت عنه.

"ع مفرق الطرق"

بنجاح كبير واصل الفيلم اللبناني "ع مفرق طريق" عروضه المميزة، وهو من إخراج لارا سابا، وكتابة جوزيفين حبشي، وبطولة شادي حداد وجوليا قصار وبيتي توتل وميرنا مكرزل وسينتيا كرم وربى زعرور، وتم اختياره للمشاركة في مهرجان مالمو ضمن فئة "روائع عربية".

 

 

"ع مفرق طريق" هو فيلم رومانسي في إطار كوميدي يدور حول ممثل مشهور يدعى هادي يستعد لتجسيد دور البابا في فيلم عالمي كبير، ومن أجل التحضير للشخصية يذهب إلى وادي قنوبين ويقضي عزلته في دير للراهبات، لكن تنقلب الأمور حينما تقوده الظروف للوقوع في الحب مع فتاة استثنائية.

وشارك فيلم "ع مفرق طريق" ضمن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بمدينة جدة السعودية في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2022.

مشاركة تونسية مميزة

شاركت تونس بالدورة الـ13 من مهرجان "مالمو" بأفلام مميزة ومنها بالمسابقة الرسمية للمهرجان، حيث نافس الفيلم الروائي الطويل "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري في مسابقة الأفلام الطويلة، وتدور أحداثه بين الأشجار، حيث يعمل الشبان والشابات أثناء موسم الحصاد الصيفي، ويحاولون فهم بعضهم بعضاً، من أجل العثور على روابط عميقة عاطفية وإنسانية.

ورشح هذا العمل ليمثل تونس في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي لعام 2023. وحصل على جائزة "التانيت الفضي" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لأيام قرطاج السينمائية 2022، وبمهرجان فينسيا بدورته الـ78 حصل على ثماني جوائز في إطار ورشة "المشهد الأخير".

وعرض فيلم "معز الطريق الأسود" خارج إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو من إخراج محمد علي النهدي، ويتناول الفيلم قضية الإرهاب، وتدور الأحداث حول قصة الشاب التونسي معز الذي تتحول حياته من السرقة إلى الإرهاب.

وبمسابقة الأفلام القصيرة عرض فيلم "لحمي ودمي" للمخرجة إيناس العرصي. ويروي العمل في 19 دقيقة قصة فتاة تقع ضحية عملية اغتصاب من أحد جيرانها فتسعى إلى حل تداعيات هذه المشكلة.

المزيد من ثقافة