من المسؤول عن تنظيم حفل تتويج الملك تشارلز؟

للمناسبات الملكية والأحداث الكبرى في المملكة المتحدة رجل يقوم بهذا الدور ومنصب يورث من الآباء إلى الأبناء والأحفاد منذ ما يقرب من 450 عاماً. هذا الشخص يدعى "الإيرل مارشال" Earl Marshal الذي يتولاه حالياً دوق نورفولك إدوارد وليام فيتزالان – هاوارد [الإيرل هو حاكم ملكي لأي من المقاطعات الكبرى في المملكة].

تسلم دوق نورفولك منصبه خلفاً لوالده في عام 2002 وهو الدوق الـ18 لنورفولك [مقر دوق نورفولك هو قلعة أروندل في ساسكس، جنوب إنجلترا، على رغم أن الاسم يشير إلى مقاطعة نورفولك، جنوب شرقي إنجلترا].

أبرز ما قام به الإيرل مارشال منذ تسلمه لمنصبه –إلى جانب مهامه الأخرى التي من بينها الافتتاح الرسمي للبرلمان ورئاسته لمحكمة الفرسان العليا- كان الإشراف على جنازة الملكة إليزابيث الثانية خريف العام الماضي. أما الآن، فيأتي تتويج الملك تشارلز الثالث. مهمة قد تكون هي الأصعب على الإطلاق في مسيرة الرجل. فهو لم يتلق نصيحة في شأن هذا الأمر لا من والده أو حتى من جده للاعتماد عليها. فآخر حفل تنصيب تم تنظيمه كان للملكة الراحلة حتى قبل أن يولد حيث كان حينها ابن عم والده في ذلك المنصب.

وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، أنه من المفارقات أن يشرف على الاحتفال، الذي سيكرس الملك حاكماً أعلى جديد لكنيسة إنجلترا [ذات المذهب الأنغليكاني]، رئيس إحدى العائلات الكاثوليكية الأولى في إنجلترا. الدين الذي منح هذه العائلة أوقاتاً عصيبة مقارنة مع باقي نبلاء عصرهم، لكن وعلى رغم ذلك، ظل آل هاوارد على رأس الطبقة الأرستقراطية لأكثر من 500 عام، ولينجوا من المؤامرات والاضطرابات المتكررة في المحكمة الإنجليزية. حتى إن اثنتين من العائلة كانتا ملكتين على إنجلترا - آن بولين وكاثرين هاوارد – اللتان أعدمتا على يد زوجهما الملك هنري الثامن

في العصور الوسطى، كانت مسؤولية "الإيرل مارشال" محصورة بخيول الملك وإسطبلاته، لكنها تطورت لاحقاً إلى مكانة مرموقة ليصبح مسؤولاً عما يسمى "كلية الأسلحة" The College of Arms [يتم تعيين أعضائها من قبل التاج الملكي للتصرف نيابة عن التاج في جميع مسائل شعارات النبالة، وبحوث الأنساب وتسجيل النسب. وهي أيضاً الهيئة الرسمية المسؤولة عن السجلات الرسمية للأعلام والرموز الوطنية الأخرى].

منذ عام 1660، جعل الملك تشارلز الثاني المنصب امتيازاً وراثياً لعائلة هاوارد على رغم ديانتها الكاثوليكية، لكن كان على عديد منهم العمل من خلال نوابهم حتى "التحرر الكاثوليكي" Catholic emancipation الذي حدث في عام 1829.

وبحسب "ذي تايمز" مجدداً، تقدر قيمة ثروة الإيرل مارشال بـ100 مليون جنيه استرليني (125 مليون دولار أميركي) وتعتبر قلعة أروندل التي ورثها عن عائلته مقر إقامته الرسمية. عاش الدوق سابقاً مع زوجته جورجينا وأطفالهما الخمسة، لكنهما انفصلا العام الماضي.

دوق نورفولك كان احتل عناوين الصحف العام الماضي عندما منع من القيادة لمدة ستة أشهر. فبحسب "بي بي سي" قامت الشرطة بإيقافه لتجاوز سيارته الإشارة الحمراء بينما كان يتكلم على هاتفه. وهي مخالفة جاءت بعد عدة تجاوزات سابقة للسرعة الأمر الذي قاد إلى حظره عن القيادة كل تلك المدة.

وفي محاولة منه لتجنب القرار الذي صدر بالفعل، قال الدوق حينها إن المنع سيسبب له "معاناة استثنائية" بسبب الدور الذي سيؤديه في التحضير لحفل تتويج الملك.