Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وسط حذر وتوتر... جولة جديدة من المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين

محللون: الصين تتعمد إطالة وقت الحوار... وتوقعات بأن تكون المحصلة النهائية "صفر"

الرئيس الصيني شي جين بينغ يستقبل نظيره الأميركي دونالد ترمب قبل اجتماع ثنائي على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا. يونيو 2019 (أ.ف.ب)

في أجواءٍ مشحونةٍ بالتوتر والحذر، من المقرر أن تنطلق جولةٌ جديدةٌ من المفاوضات بين واشنطن وبكين لاحتواء الحرب التجاريّة الأعنف في تاريخ العلاقة بين البلدين، وسط تصاعد حدة التصريحات خلال الأيام القليلة الماضيّة بينهما.

ومن المقرر أن يلتقي المفاوضون الصينيون والأميركيون خلال الأسبوع الحالي في الصين، لإجراء مباحثات جديدة بشأن الحرب التجاريّة بينهما، لكنْ المحللين يؤكدون أنهم لا يتوقعون تقدماً كبيراً رغم اختيار مكان جديد لهذه المناقشات.

وفي تقريرٍ حديثٍ، توقَّعت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني، أن "تواجه المفاوضات التجاريّة بين الولايات المتحدة والصين صعوبات كبيرة في طريق التوصُّل إلى اتفاقٍ تجاري طويل الأجل بين البلدين".

وأوضحت الوكالة أنه "لا تزال هناك خلافات (صينية – أميركية) عميقة حول قضايا أساسية من شأنها عرقلة التوصُّل إلى اتفاق بينهما".

وتبدأ الجولةُ الـ12 من المفاوضات التجاريّة بين وفدي التفاوض من الولايات المتحدة والصين في شنغهاي يومي 30 و31 من الشهر الحالي، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها وفدا التفاوض خارج بكين بالصين، وذلك بعد فشل المفاوضات التي تمت في مايو (أيار) الماضي، عندما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها.

وقرر الرئيس الأميركي حينذاك "زيادة الرسوم الجمركيَّة بشكلٍ كبيرٍ على حزمة ضخمة من المنتجات الصينية".

وتتبادل الصين والولايات المتحدة حالياً فرض الرسوم الجمركيَّة على سلعٍ تتجاوز قيمتها 360 مليار دولار من المبادلات السنوية.

أميركا تربط المشكلات التجارية بالتنافس الاستراتيجي
وانغ شوانشينغ الأستاذ في جامعة تونغجي بشنغهاي، قال إن "الصين تتطرق إلى هذه القضية في الأساس من زاوية اقتصاديّة محضة، وتريد مجرد إبرام اتفاق"، لكن الولايات المتحدة "تحاول ربط المشكلات التجاريّة بالتنافس الاستراتيجي". على حد قوله.

وأثار ترمب غضب بكين عندما أدرج المجموعة الصينية العملاقة للاتصالات (هواوي) على لائحة سوداء لأسباب أمنيّة.

وأضاف وانغ، "النقطة المشتركة اليوم هي أن الطرفين يريدان التوصُّل إلى اتفاق. لذا، فإن الأمرَ بالغ الأهمية".

ويشكَّل استئناف المحادثات خطوةً في الاتجاه الصحيح، ويمثل اختيار شنغهاي مكاناً لها طابعاً رمزياً كبيراً، ما يشير إلى تغيُّر الموقف الأميركي واستعداد إدارة "ترمب" لتقديم بعض التنازلات في إطار إتمام المفاوضات والخروج بنتائج إيجابية، خصوصاً بعد تأثر اقتصاد البلدين بشكل سلبي خلال الفترة الماضيّة.

ماذا يعني نقل المفاوضات إلى بكين؟
قال مايكل بيتس أستاذ المال في بكين، "قد يكون ذلك وسيلةً لإبعاد الرئيس الصيني شي جين بينغ ومحيطه عن نتائج المفاوضات" التي قد تكون سلبيّة.

ويشير إلى عقد المباحثات بشنغهاي في فترة تحسَّنت فيها العلاقات بين البلدين، كما يثبت بيان شنغهاي الذي صدر في 1972، وكان مرحلةً مهمةً في إقامة العلاقات الدبلوماسيَّة بين الولايات المتحدة والصين.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، إن "بيان شنغهاي يعني كثيراً (للصين)، والطابع الرمزي لهذا الاتفاق المهم واضح".

لكن منوتشين، الذي سينضم إليه الممثل الأميركي للتجارة روبرت لايتهايزر، حذَّر من "المشكلات الكثيرة" التي ما زال حلها واجباً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المحلل لاري أونغ من المكتب الاستشاري المتخصص بالشؤون الصينية "سينو - إنسايدر"، إن بكين وواشنطن "ليستا متفائلتين" بنتيجة المفاوضات.

وأضاف، "لو كان الأمر عكس ذلك لجرت المفاوضات في بكين لا بشنغهاي".

من جهته، رأى شين دينغلي الأستاذ المقيم في شنغهاي والمتخصص في العلاقات الدوليَّة، أنه "من غير المرجّح أن يوقعوا اتفاقاً هذا الأسبوع".

وحذَّر من أنه "أقرب إلى اجتماع لإحياء العمليَّة، وليس أملاً حقيقياً في التوصُّل إلى اتفاق".

واعترفت الصحيفة الاقتصادية الصينية القريبة من السلطة "غلوبال تايمز"، في افتتاحية الجمعة بأن "المفاوضات ستكون طويلةً"، وأن فرص التوصُّل إلى اتفاق "قد تخفق" إذا واصلت واشنطن الضغوط على بكين.

هل تتعمد الصين إطالة أمد المفاوضات مع بكين؟
يرى مراقبون أن الصين يمكن أن تتعمد إطالة أمد المفاوضات حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في 2020، على أمل وصول رئيس يمكن التعامل معه بسهولة.

في الجانب الصيني، سيقود المفاوضات من جديد نائب رئيس الوزراء ليو هي القريب من الرئيس، لكن وزير التجارة الصيني الذي يعتبر متشدداً ربما يلعب خلالها دوراً أكبر.

وقال وانغ شوانشينغ، "يجب عدم استبعاد صدور تصريحات حازمة" عنه، لكنه "شخص يتمتع بكفاءة عالية" في الاقتصاد.

وتضع الحرب التجاريّة البلدين في مواجهة اختبار قاسٍ، إذ تباطأ النمو الصيني على مدى عام في الربع الثاني، وبلغ 6.2% في أسوأ أداء منذ 27 عاماً على الأقل.

وفي الولايات المتحدة يشكو المزارعون الأميركيون الذين يشكّلون شريحةً كبيرةً تدعم ترمب في الانتخابات، من تراجع صادراتهم بسبب الخلافات التجاريّة مع الصين.

ورأى شين دينغلي أنه بعد فشل المباحثات في مايو (أيار)، باتت واشنطن وبكين "تدركان الآن أن أياً منهما لا يمكن أن ينتصر على الآخر".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد