Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القلق والخوف رفقة النازحين طول الطريق إلى نهر النيل

قرروا ترك منازلهم هرباً من القذائف والاشتباكات المتواصلة في أحياء أم درمان

ملخص

تستقبل قرى ومدن ولاية نهر النيل التي تقع شمال الخرطوم آلاف السيارات التي تقل أعداداً كبيرة من الأسر الهاربة من ويلات الحرب بحثاً عن مكان آمن

هدن هشة تستمر خلالها حالات نزوح المواطنين السودانيين الفارين من جحيم الحرب المندلعة بلا هوادة في الخرطوم إلى ولايات مختلفة. قرى ومدن ولاية نهر النيل التي تقع شمال الخرطوم استقبلت آلاف السيارات التي تقل أعداداً كبيرة من الأسر الهاربة من ويلات الحرب بحثاً عن مكان آمن.

بينما يسيطر الرعب والخوف على نفوس النازحين على امتداد الطريق المؤدي إلى هذه الولاية بسبب الوجود الكثيف لقوات الدعم السريع والجيش الذي ينتشر بكثافة، فضلاً عن التفتيش الدقيق للمركبات وتساؤلات للمسافرين عن وجهتهم.

وجهة رئيسة

تمثل مدينة عطبرة التي تعرف بعاصمة الحديد والنار لارتباطها بإدارة السكك الحديدية منذ فترة الاستعمار، إلى جانب وجود أكبر الورش والإدارة الفنية لهذا القطاع الحيوي، إحدى الوجهات الرئيسة للهاربين من حرب الخرطوم منذ اندلاعها في منتصف أبريل (نيسان)، حيث ظلت تستقبل الأسر القادمة من العاصمة مما دفع سكانها إلى تجهيز أماكن لإيواء هؤلاء النازحين من مدارس ومساجد ومراكز صحية.

القرار الصعب  

الصادق الدخري أحد الذين قرروا ترك منازلهم فراراً من صوت القذائف والقنابل والاشتباكات المتواصلة بأحياء أم درمان، أوضح أن "قرار النزوح بالنسبة إليه كان صعباً وتردد كثيراً، إلا أن أوضاع المعيشة المتردية والخوف الذي كان مسيطراً على زوجته وأطفاله كانا السبب في ترك منزله نازحاً إلى مدينة عطبرة، حين تناقل إلى مسامعه أن ولاية نهر النيل من أكثر الولايات استقراراً ولم تطاولها الحرب. تمكن من الخروج عن طريق جسر الحلفايا الذي يربط بين أم درمان والخرطوم بحري، والذي شهد زحاماً كثيفاً في الأيام الأولى للحرب".

وأضاف "المشهد كان مؤثراً... منازل الخرطوم أصبحت خالية من سكانها، مما جعل المواطنين النازحين يضطرون إلى ركوب أية وسيلة تنقلهم إلى مكان آمن، على رغم أن الطريق كان محفوفاً بالأخطار لانتشار قوات الدعم السريع والجيش على امتداده، فضلاً عن كثرة التساؤلات عن وجهتهم إلى جانب التفتيش الدقيق للمسافرين".

وتابع "عند الوصول إلى الميناء البري في عطبرة تلتقي شباناً يعملون على استقبال الركاب ويبادرون بسؤالهم ما إذا كان لديهم أهل أم لا، وفي حالة عدم وجود أقرباء يأخذونهم إلى أماكن الإيواء التي تم فتحها ويتم تقديم كل المستلزمات اللازمة لاستقرارهم. نتمنى ألا يطول أمد الحرب لأننا لا ننوي العودة حتى تستقر الأوضاع ونضمن سلامة أرواحنا".

تكافل اجتماعي

وفي مبادرة فردية، ينخرط عدد من نساء المدينة في تجهيز وجبات الطعام من أجل توزيعها على الأسر النازحة.

وفي هذا الشأن، تقول سهير حسن، ربة منزل، إنها "ظلت برفقة جاراتها تعمل على تجهيز الوجبات وتقديمها إلى الأسر التي جاءت إلى عطبرة هاربة من حرب الخرطوم وليس لهم أقرباء".

وواصلت "الحرب صعبة وندرك ظروفها، ما نقدمه من مساعدات لهؤلاء النازحين هو أقل شيء يمكن أن نسهم به كأسر هذه المدينة، فكل ولايات السودان تتضامن مع كل حالات النزوح التي تشهدها البلاد".

"أصالة شعب"

لا يختلف المشهد أيضاً في شندي إحدى مدن ولاية نهر النيل عن عطبرة، هنا تقول آمنة عبداللطيف "جئت من مدينة الكلاكلة جنوب الخرطوم، ووجدت استقبالاً طيباً من سكان هذه المدينة، حيث تمت استضافتي مع إحدى الأسر، ووجدت كل الحفاوة بما يؤكد أصالة الشعب السوداني، وهو أمر ليس بمستغرب وكنا على ثقة من ذلك حينما قررنا الهرب من الخرطوم، بخاصة أننا لا نملك مالاً يكفينا من ناحية السكن والأكل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قبلة للأسر

وبحسب خالد النور سائق حافلات سفرية بين الخرطوم وعطبرة "مدينة عطبرة لم تطاولها الاشتباكات الدائرة في الخرطوم لذلك أصبحت قبلة للأسر، ويكاد الطريق منذ الصباح الباكر وحتى منتصف الليل يشهد حركة سفريات متواصلة".

وأردف "هذا الطريق هو الطريق ذاته المؤدي إلى حلفا وبورتسودان ومصر. وعلى رغم ارتفاع سعر تذكرة السفر إلى عطبرة نحو 50 ألف جنيه سوداني (ما يعادل 100 دولار)، فإن حركة النزوح مستمرة وتزداد يوماً بعد يوم، في ظل تواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع".

وزاد النور "من المؤكد أن وتيرة النزوح إلى مدينة عطبرة في حال تصاعد مستمر وكل المؤشرات تدل على ذلك، لذا من المتوقع أن تشهد المدينة ارتفاعاً في الأسعار وغلاءً في المعيشة في ظل توقف المصانع وشح السلع".

المزيد من متابعات