Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا لا يظهر الناخبون الجمهوريون أي تنازل عن ترمب؟

يتمتع الرئيس السابق بـ"جاذبية قتالية" ضد خصومه ونفوذ واسع داخل الحزب

وجد استطلاع للرأي هذا الأسبوع أن 63 في المئة من الجمهوريين يريدون أن يصبح ترمب رئيساً مرة أخرى، حتى لو دين بارتكاب جريمة  (أ ف ب)

ملخص

يشير البعض إلى أن ديسانتس لا يتكلم بشكل جيد ولا ينجز ولا يتواصل مع الناس، في حين يعترف خصوم ترمب بأن الرئيس السابق رجل استعراض رائع

على رغم أن المناظرات الرئاسية والانتخابات التمهيدية لا تزال على بعد أشهر فإن منظمي استطلاعات الرأي وحتى بعض الجمهوريين المناهضين للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يشيرون إلى أن لائحة الاتهام الأخيرة الموجهة ضده ونهجه تجاه منافسيه الجمهوريين كانت من بين الأسباب التي تجعل كثيرين داخل الحزب يميلون نحو تأييده. وأظهر آخر استطلاع نشر هذا الأسبوع أن 63 في المئة من الجمهوريين يريدون أن يصبح ترمب رئيساً مرة أخرى، حتى لو دين بارتكاب جريمة، فما الأسباب التي تدفعهم إلى دعمه؟ وهل يمكن أن يؤدي ترشح حاكم فلوريدا رون ديسانتس إلى أي تغيير في هذا المشهد، أم أن الآمال المعلقة حوله خابت كما يقول البعض؟

دعم لا يتزعزع

لا يظهر الناخبون الجمهوريون في الانتخابات التمهيدية أي علامات على تخفيف دعمهم لترمب مرشحاً جمهورياً للرئاسة لعام 2024، إذ اتسع تقدم الرئيس السابق بين مرشحي الرئاسة المحتملين من الحزب الجمهوري في معظم استطلاعات الرأي، حتى عندما وجد نفسه متورطاً في معارك قانونية في نيويورك أو حينما طاردته انتقادات خصومه بسبب نتائج الحزب في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي والتي كانت أقل من المتوقع.

وعلى رغم أن لائحة الاتهام التي وجهت له عقب تحقيق المدعي العام الديمقراطي، ألفين براغ في نيويورك، جعلت ترمب يتصدر عناوين الصحف في مارس (آذار) الماضي لأنه أصبح أول رئيس يواجه تهماً جنائية، إلا أنها لم تضره بحسب استطلاعات الرأي، بل ساعدته على رغم أن الاتهامات عادة ما تصيب صاحبها بلعنة سياسية، فقد وجد استطلاع للرأي نشرته هذا الأسبوع الإذاعة العامة الوطنية وشبكة "بي بي أس وماريست" أن 63 في المئة من الجمهوريين يريدون أن يصبح ترمب رئيساً مرة أخرى، حتى لو دين بارتكاب جريمة.

نفوذ دائم

حتى الأعضاء البارزون في الحزب الجمهوري وبعضهم من المرشحين المتوقعين لانتخابات الرئاسة لعام 2024 دافعوا إلى حد كبير عن ترمب، مما بدد آمال خصومه في أن لائحة الاتهام ستسقطه في النهاية، إذ وصف نائب الرئيس السابق مايك بنس لائحة الاتهام بأنها مثيرة للغضب، في حين قال السيناتور الجمهوري تيم سكوت إنها مهزلة، واعتبرت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي أن التحقيق كان يتعلق بالانتقام أكثر مما يتعلق بالعدالة.

وفي ما يتعلق بدور ترمب في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً للجنة الوطنية الجمهورية لم يذكر أي دور أو قيادة للرئيس السابق، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب المرشحين الذين اختار دعمهم، ورسالته المستمرة بأن انتخابات 2020 سرقت منه، فيما اعتبرت رئيسة "اللجنة الوطنية الجمهورية" رونا مكدانيل في حديث مع برنامج "فوكس نيوز صنداي" أن الأداء المخيب للآمال من الحزب في العام الماضي يعود إلى عدم التمكن من تأمين دعم المستقلين، بسبب قضية الإجهاض، الأمر الذي يشير بقوة إلى مدى النفوذ الذي يتمتع به ترمب داخل الحزب الجمهوري.


تفسير الخصوم

بالنسبة إلى خصوم ترمب من الجمهوريين مثل ريك ويلسون، المؤسس المشارك لمشروع لينكولن المناهض للرئيس السابق، فإن أغلبية القاعدة الجمهورية تصدق أن أي نقد قانوني لترمب وأي تهمة خارجية توجه ضده، لا بد وأن تكون باطلة، وهي نتاج الدولة العميقة أو مؤامرة تستهدف تدميره. ولهذا رأى الناس أرقام تأييد ترمب ترتفع بعد أن داهم مكتب التحقيقات الفيدرالي منزله في مارا لاغو، كما قفز دعمه بقوة بعد أن وجهت إليه لائحة اتهام في نيويورك، لأن هذه القاعدة تعد انعكاساً للسلوك السياسي المعروف سابقاً، وهو أن خصومه هم من يفعلون ذلك.

غير أن حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي والذي كان حليفاً لترمب قبل أن يصبح عدوه، حذر من "التفكير بطريقة الإحساس بالقضاء والقدر الذي يجتاح الجمهوريين من جميع المشارب حول حتمية أن يكون ترمب مرة أخرى هو حامل لواء الحزب الجمهوري على اعتبار أنه متقدم وينبغي أن ندعه يفوز، ذلك أنه مثلما كان التقدميون في الحزب الديمقراطي قلقين في عام 2016 من أن هيلاري كلينتون والمعتدلين في الحزب لن يدعموا أبداً بيرني ساندرز إذا فاز، والعكس صحيح، فينبغي أن يتساءل عديد من الجمهوريين المتشائمين عن إمكانية فوز ترمب العام المقبل".

نهج متشدد

لكن بعض الجمهوريين يقولون إن ترمب يتمتع أيضاً بتقدم في استطلاعات الرأي بفضل نهجه المتشدد تجاه منافسيه الأساسيين، ولا سيما المنافس المفترض للبيت الأبيض حاكم فلوريدا رون ديسانتس، إذ يشير جون كوفيلون، خبير استطلاعات الرأي الجمهوري، لصحيفة "ذا هيل" إلى أن "ردود وتصريحات ترمب المقاتلة، هي ما يجذبه إلى الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية". وعلى رغم أن عدداً قليلاً من الجمهوريين دخلوا سباق 2024، سارع ترمب إلى اتخاذ خطوات لتحديد المجال في وقت مبكر باتجاه رون ديسانتس الذي ينظر إليه عموماً على أنه المنافس الرئيس لترمب على رغم أنه لم يدخل السباق بعد.

واستخدم ترمب الأسماء المستعارة للتهكم على حاكم فلوريدا، وأطلق عليه لقباً من ألقابه التهكمية الشهيرة قائلاً "رون ديسانتمونيوس"، واستخدم منصته "تروث سوشيال" وإعلاناتها في الهجوم على ديسانتس، كما نشرت لجنة العمل السياسي المؤيدة لترمب إعلاناً في وقت سابق من هذا الشهر يصور ديسانتس وهو يأكل الحلوى بأصابعه في إشارة إلى قصة نشرتها "دايلي بيست" بهذا المعنى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


جاذبية القتال

وبحسب رأي كوفيلون، خبير استطلاعات الرأي، فإن "هجوم ترمب على الهجمات الموجهة ضده هو ما يمنحه الأفضلية، لأنه يبدو الرجل القوي في الساحة، بينما المرشحون الجمهوريون الآخرون ليس لديهم القوة المناسبة للتمتع بهذه الجاذبية التي لطالما استخدمها ترمب ضد الخصوم بطريقة كوميدية ساخرة أحياناً".

ولم يتورع ترمب عن توجيه انتقادات للجمهوريين الآخرين، بما في ذلك كريس كريستي وحاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو، إذ وصف ترمب حليفه السابق كريستي بأنه ليس سوى ثرثار يكشف الأسرار، وهذا كل ما لديه، وانتقد خلال كلمة ألقاها أمام جمهور صاخب في ولاية نيو هامبشير الخميس الماضي كريس سونونو، مشيراً إلى أنه "كان يمكن أن يكون له تأثير حقيقي لو ترشح لمجلس الشيوخ، لكنه يريد أن يمارس لعبة الترشح للرئاسة".

ويقول المدير السياسي لـجماعة المساءلة الجمهورية غانر رامر، وهي مجموعة عمل سياسي مناهضة لترمب "إن بعض الهجمات ضد ديسانتس تسمح له بأن يصنف على أنه مرشح جمهوري مؤسسي، الأمر الذي لا يميزه عن الجمهوريين الآخرين الذين لا يملكون أي مصلحة حقيقية للناخبين في هذه اللحظة".

إعجاب أقل بديسانتس

وعلى رغم أن أعضاء الحزب الجمهوري يؤكدون أنه لا يزال هناك متسع من الوقت قبل الانتخابات التمهيدية الأولى، يبدي البعض إعجاباً أقل بحاكم فلوريدا، إذ يتعين على المرشحين في النهاية تقديم أداء بمستوى معين، وديسانتس ليس ذلك الرجل المستعد لتقديم عرض مسرحي كبير أمام الأميركيين، إذ يشير البعض إلى أن ديسانتس لا يتكلم بشكل جيد ولا ينجز ولا يتواصل مع الناس، في حين يعترف خصوم ترمب بأن الرئيس السابق رجل استعراض رائع.

لكن حاكم فلوريدا لم يعلن حتى الآن ما إذا كان سيكون مرشحاً للرئاسة في عام 2024، وهو بشكل لا لبس فيه قوة لا يستهان بها، إذ تقول مديرة الاتصالات في مجموعة العمل السياسي التي تعرف باسم "لا تتراجع أبداً" المؤيدة لديسانتس، إيرين بيرين، إن حاكم فلوريدا "لم يخسر أي انتخابات أبداً، ولهذا فإن ترمب سيواجه وقتاً عصيباً".

قبضة حديدية

لكن ديسانتس يتعرض لضغوط متزايدة للرد بقوة أكبر على ترمب، ويخشى البعض داخل الحزب الجمهوري من أن الرئيس السابق يتقدم على الحاكم، في حين يتهم ديسانتس بأنه يسرق برنامجه السياسي.

وتشير التطورات إلى احتفاظ ترمب بقبضته الحديدية على الحزب الجمهوري مع بدء الانتخابات الأولية في ربيع عام 2024، حتى مع اعتبار أن استطلاعات الرأي أظهرت أيضاً أن نسبة كبيرة من الناخبين الجمهوريين غير متحمسين لرؤيته يرشح نفسه لإعادة انتخابه، و"هذا هو السبب في أن أعضاء الكونغرس والمسؤولين على مستوى الولايات والزعماء المحليين ونشطاء القاعدة الشعبية أيدوا ترمب لأنهم يعرفون أنه الوحيد الذي يمكنه الفوز في عام 2024"، بحسب بيان المتحدث باسم حملة ترمب، ستيفن تشيونغ، الذي يرى أنه "لا يوجد مرشح آخر في السباق اقترب من طرح أجندة سياسية جريئة وتطلعية مثل الرئيس ترمب".

ويقول الجمهوريون إن الآخرين الذين يترشحون للبيت الأبيض، بما في ذلك ديسانتس، سيتعين عليهم الانطلاق بحملاتهم الانتخابية قريباً إذا كانوا سيصبحون قادرين على المنافسة

وفي حين سيكون لدى فريق ديسانتس قدر كبير من الموارد، فستتاح له الفرصة لعرض قضيته، لكن الضجة الأولية المحيطة به والتي صاحبته منذ إعادة انتخابه حاكماً لولاية فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تضاءلت، ويجب أن يبدأ في شق طريقه الصعب.
وبينما انتقد ديسانتس لائحة اتهام ترمب في مارس (آذار) الماضي، وأشار أيضاً إلى أنه لا يعرف ما السبب الذي يجعل ترمب يدفع أموالاً لشراء صمت نجمة أفلام إباحية في علاقات مزعومة، إلا أن هذا قد لا يكون على نفس مستوى انتقادات ترمب، وقد يسعى ديسانتس أو غيره إلى محاربة الجاذبية السياسية والخضوع لترمب.
وحذر كريس كريستي من أنه إذا خسر ترمب مرة أخرى فسيبدأ الإصلاح الجمهوري في عام 2025، مثلما تكبد الديمقراطيون ثلاث خسائر متتالية في الثمانينيات قبل أن يستعيدوا قوة دفع ويعودوا إلى البيت الأبيض في عام 1992. ويبقى السؤال: هل يتعين على الجمهوريين أن يعانوا هزيمتين في البيت الأبيض قبل الابتعاد عن ترمب؟

المزيد من تقارير