Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف فلسطينية من استيلاء إسرائيل على "باب الرحمة" في الأقصى

"اتحاد منظمات الهيكل" أعلن سابقاً عزمه على إقامة كنيس يهودي داخل المصلى

ملخص

لأكثر من 16 عاماً، أبقت الشرطة الإسرائيلية أبواب مصلى "باب الرحمة" مغلقة حتى أعاد الفلسطينيون افتتاحه عام 2019.

بوقوفهم نحو 15 دقيقة قرب مصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، يعمل المستوطنون الإسرائيليون على تكريس تقسيم الأقصى بالتدريج. وخلال اقتحاماتهم اليومية للأقصى يؤدي المستوطنون المنتمون إلى "اتحاد منظمات الهيكل" الصلوات قرب باب الرحمة، الذي يطمحون للسيطرة عليه وتحويله إلى كنيس يهودي.

وتعمل الشرطة الإسرائيلية على إفراغ المنطقة الشرقية للأقصى من المصلين والزوار، وتمنع غير المستوطنين من التواجد فيها، بهدف إتاحة الفرصة لهم لأداء صلواتهم.

من باب المغاربة يدخل المستوطنون المسجد الأقصى، ويتجولون في ساحاته الشاسعة، ثم يتوقفون لأداء الصلوات وأحياناً رفع العلم الإسرائيلي تحت أعين الشرطة الإسرائيلية وحمايتها. 

ويتوقف المستوطنون على شكل مجموعات يرأسهم حاخام قرب باب الرحمة لأداء الصلوات تزيد مدتها عن 15 دقيقة، قبل أن يخرجوا من المسجد الأقصى عبر باب السلسلة في طريقهم إلى حارة اليهود. 

"اندبندنت عربية" رصدت اقتحام المستوطنين للأقصى خلال المرحلة الثانية والتي تبدأ من بعد ظهر أيام الأسبوع عدا يومي الجمعة والسبت.

 

اقتحام المصلى

ولم يكد شهر رمضان ينتهي، حتى اقتحمت الشرطة الإسرائيلية مصلى باب الرحمة نحو ثلاث مرات اعتباراً من الأسبوع الجاري، وأزالت شبكة الكهرباء فيه، وصادرت بعض محتوياته.

وجاء ذلك بعد إبلاغ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية بضرورة إغلاق المصلى إمتثالاً لقرارِ محكمة إسرائيلية قبل أربع سنوات.

ومنذ ذلك الحين يصدر أمراً بتجديد إغلاقه من الشرطة الإسرائيلية كل ستة أشهر، فيما يرفض الفلسطينيون والأوقاف الإسلامية ذلك؛ مؤكدين أن المصلى هو جزء من المسجد الأقصى، وبأن لا ولاية للمحاكم الإسرائيلية عليه".

ولأكثر من 16 عاماً، أبقت الشرطة الإسرائيلية على إغلاق المصلى حتى أعاد الفلسطينيون افتتاحه عام 2019.

إلا أن "اتحاد منظمات الهيكل" أعلن عقب ذلك عزمه على إقامة كنيس يهودي داخله باعتباره "أفضل مكان لهذا الكنيس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقبل عام 2003 كان رئيس لجنة التراث التابعة للأوقاف الإسلامية ناجح بكيرات يستخدم المصلى كمقرٍ للجنة، وكان يتخذه قبل ذلك مكتبة لكلية الدعوة منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ويقع مصلى باب الرحمة في السور الشرقي للمسجد الأقصى، ويُشكل جزءاً من المنطقة الشرقية التي تعاني من انتشار الركام ومخلفات الترميم فيها.

 

وتشتكي دائرة الأوقاف الإسلامية من منع الشرطة الإسرائيلية لها من ترميم تلك المنطقة التي تزيد مساحتها عن 30 دونماً (30 ألف متر مربع)، علماً أن مساحة المسجد الأقصى بأكمله تتجاوز 144 دونماً.

تغيير الوضع الراهن

لكن إسرائيل تنفي اتخاذها إجراءات لتغيير "الوضع الراهن" في المسجد الأقصى، وتشير إلى أن "دخول المستوطنين يأتي ضمن زيارات الأجانب لموقع تاريخي".

ولا يترك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة إلا ويقول إن "إسرائيل ملتزمة بضمان حرية العبادة، وحرية وصول أتباع جميع الأديان للأقصى، وملتزمة بالوضع الراهن". وأضاف أن إسرائيل "لن تسمح للمتشددين الذين ينتهجون العنف بتغيير ذلك"، في إشارة إلى الفلسطينيين.

وكان نتنياهو منع الشهر الجاري الإسرائيليين من اقتحام الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان والتي يتضاعف فيها عدد المسلمين في المسجد، في ظل رفض بن غفير لذلك.

قال رئيس مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس الشيخ، عبد العظيم سلهب: "المستوطنون يطمحون إلى تحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس يهودي، والإستيلاء على المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى"، إلا أنه شدد على أن الفلسطينيين "سيمنعون ذلك بتواجدهم فيه".

وأوضح سلهب في حوار مع "اندبندنت عربية" أن "المصلى هو جزء أصيل من المسجد الأقصى، وسيبقى مفتوحاً أمام المصلين، ولن يتم إغلاقه". وأشار إلى وجود "أطماع لجماعات الهيكل بالمنطقة الشرقية من الأقصى، لذلك فإن إسرائيل تمنعها من ترميمها".

واتفق نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات مع سلهب في وجود "أطماع إسرائيلية بالمنطقة الشرقية للأقصى"، مضيفاً أن إسرائيل "تمنع دائرة الأوقاف من ترميمها، وإزالة مخلفات عمليات الإعمار منها".

وقال بكيرات إن إسرائيل تعمل على "تخفيف الوجود الفلسطيني والإسلامي في تلك المنطقة بهدف تسهيل اقتحام المستوطنين".

وأشار إلى أن جماعات الهيكل ترى بأن باب "الرحمة أحد أبواب الهيكل". ووصف اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمصلى، وإزالة شبكة الكهرباء منه بـ "جس نبض الفلسطينيين، ومعرفة ردة فعلهم على ذلك".

المزيد من تقارير