Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسؤولون فلسطينيون يستبعدون زيارة عباس إلى دمشق

"عودة سوريا إلى التعافي ستنعكس على الواقع العربي كله"

الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة سابقة إلى دمشق (وكالة وفا)

لم تنقطع العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية والنظام السوري منذ بدء الثورة السورية عام 2011، إذ حافظت القيادة الفلسطينية على علاقتها مع دمشق، حتى عندما كان النظام السوري يقصف بالبراميل المتفجرة المخيمات الفلسطينية في سوريا.

فالرئيس الفلسطيني محمود عباس أعلن أكثر من مرة أنه ضد "ثورات الربيع" ويرى فيها "تمهيداً لسايكس بيكو جديدة" يستهدف دول المنطقة وشعوبها، واعتبر الرئيس عباس أن السوريين وغيرهم من شعوب المنطقة لا يستحقون ما حلّ بهم من مآس، وشدد على أن ما يجري في المنطقة "ليس ربيعاً ولا عربياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تحسن ملحوظ

وخلال الأشهر الماضية شهدت العلاقات بين الجانبين تحسناً ملحوظاً، برز من خلال الزيارة المتكررة لوفود من منظمة التحرير الفلسطينية إلى دمشق، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي. كما افتتحت هيئة إذاعة وتلفزيون فلسطين الرسمية في يناير (كانون الثاني) عام 2019 مكتباً لها في العاصمة السورية دمشق كدلالة على "عمق العلاقات بين الجانبين".

الزيارة واردة

وخلال افتتاح المكتب أعلن رئيس الدائرة العربية والوطنية في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد أن زيارة الرئيس عباس إلى دمشق "واردة في أي وقت، وستكون قريبة".

وعقب هذا التصريح الذي بدا كأنه دبلوماسي، لم تحصل أي ترتيبات للزيارة ولم يتكلم أي مسؤول فلسطيني بشأنها منذ ذلك الوقت، لكن الأحمد الذي يزور دمشق حالياً على رأس وفد من المنظمة، عاد من جديد وقال إن "هناك رغبة لدى الرئيس عباس منذ زمن بعيد في القيام بزيارة إلى دمشق، ولكن زحمة الأحداث هي سبب التأخير". وأشار الأحمد إلى أن "عباس على تواصل مع الرئيس السوري بشار الأسد والزيارة إن شاء الله ستكون في أسرع وقت ممكن".

الوقت لم يحن بعد

وبشأن جدية تصريحه، قال الأحمد لـ "اندبندنت عربية" إن كلامه بشأن زيارة الرئيس عباس إلى دمشق جاء رداً على سؤال لأحد الصحافيين السوريين، مضيفاً أنه لا توجد حالياً ترتيبات للزيارة "بسبب زحمة الأحداث"، وأضاف الأحمد أنه لا يوجد أي جديد بخصوص الزيارة، مستبعداً حدوثها في الوقت الحالي.

ونفى مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لـ "اندبندنت عربية" وجود ترتيبات لزيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني إلى دمشق، مشيراً إلى أن "الظروف لم تنضج بعد لدى الجانبين لإتمام الزيارة"، وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن الأوضاع الميدانية والسياسية لدى النظام السوري غير مناسبة لزيارة عباس إلى دمشق، مضيفاً أن وقتها لم "يحن بعد".

ضغوط عربية

وشدد المسؤول الفلسطيني على أن المصالح الوطنية الفلسطينية هي من يتحكم فقط في العلاقات الفلسطينية مع الدول العربية وفي المواقف السياسية، نافياً وجود ضغوط عربية لعدم زيارة عباس إلى العاصمة السورية دمشق. وعقب لقائه نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل مقداد، أشار الأحمد إلى أن "عودة سوريا إلى التعافي ستنعكس على الواقع العربي كله، وستجعل لحظة تحقيق الحلم بإنهاء الاحتلال تقترب أكثر وأكثر، مضيفاً أن "سوريا ستستأنف دورها الذي كان أحد أسباب التآمر عليها، من قبل إسرائيل وأميركا".

وأشاد الأحمد "بطريقة تعامل الحكومة السورية مع اللاجئين الفلسطينيين وكل العرب عموما" مضيفاً أن دمشق تعاملهم كمواطنين سوريين و"لا يوجد عربي يشعر بالغربة" في سوريا.

أسباب إقليمية ودولية

لكن الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ماجد كيال استبعد زيارة عباس دمشق لأسباب إقليمية وعربية، مضيفاً أن النظام السوري يعيش في "حالة من العزلة وفقدان شرعيته، ولم يكن ليستمر لولا الدعم الإيراني والروسي"، وأضاف كيال أن النظام السوري يسعى منذ عقود إلى "الهيمنة على منظمة التحرير الفلسطينية وإلحاقها به"، مشيراً إلى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رفض ذلك بشدة وقاتل من أجل استقلالية القرار الوطني الفلسطيني.

وقال كيال إن "الشعب الفلسطيني يسعى إلى الحرية والكرامة والاستقلال، وعليه أن يساند الشعب السوري في سعيه إلى ذلك"، مضيفاً أن منظمة التحرير يجب أن تكون حركة تحرر وطني تقف مع الشعوب وليس مع الأنظمة مؤكداً "أن المبادئ لا تتجزأ"، وأوضح كيال أنه من غير المطلوب أن تعلن منظمة التحرير الفلسطينية الحرب على النظام السوري لكن يجب ألا تتبنى روايته تجاه ما يحدث.

مساحة للمناورة

لكن الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين يرى أن أمر زيارة الرئيس عباس دمشق مفروغ منه لكن السؤال يتمحور حول توقيتها، وأشار إلى أن منظمة التحرير تعمل على إيجاد مساحة للمناورة في ظل محاولات تل أبيب وواشنطن قلب مبادرة السلام والبدء بتطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. يشار إلى أن سوريا لم تشهد منذ بدء الثورة السورية عام 2011 زيارات لأي رئيس عربي باستثناء الرئيس السوداني المعزول عمر البشير الذي زار دمشق في أبريل (نيسان) الماضي.

وكانت الجامعة العربية جمّدت في نوفمبر (تشرين الثاني) عضوية سوريا في الجامعة إلى حين التزام الحكومة السورية تنفيذ بنود المبادرة العربية، وطالب قرار الجامعة "الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق"، لكنه اعتبر ذلك "قراراً سيادياً لكل دولة"، كما اتفق الوزراء العرب على "توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية" على دمشق.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي