Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

زخة مطر تضع رمسيس الثاني في مهب المخاوف

الأمطار اخترقت سقف المتحف الكبير و"الآثار" تطمئن المصريين: لا خطر على التمثال أو المقتنيات

ملخص

تداولت منصات #التواصل_الاجتماعي مقطع فيديو يشير إلى اختراق مياه الأمطار سقف المتحف المصري الكبير وتضرر بعض مقتنياته ومن ضمنها تمثال #رمسيس_الثاني، فما حقيقة الأمر؟

في وقت تستعد الحكومة المصرية لوضع اللمسات النهائية تمهيداً لإعلان الموعد الرسمي لحفل افتتاح المتحف المصري الكبير الذي تأجل ما يقرب من ثلاثة أعوام، بسبب جائحة كورونا وتداعياتها، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يشير إلى اختراق مياه الأمطار سقف المتحف، وتضرر بعض مقتنياته، ومن ضمنها تمثال رمسيس الثاني.

وما إن انتشر المقطع حتى خرج اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، في بيان رسمي، ينفي صحة ما تردد عن وجود خطورة على تمثال رمسيس الثاني من سقوط الأمطار. مؤكداً أن التمثال والمتحف وجميع فراغاته في أفضل حال من الحفظ. معتبراً أن سقوط الأمطار "أمر طبيعي ومتوقع ومدروس" في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف، و"لا يمثل خطورة عليه أو على مقتنياته".

مياه الدرج العظيم

وأضاف مفتاح، في بيانه، "ليس هناك أي داع للقلق على التمثال أو المتحف"، موضحاً أن سقوط الأمطار في البهو يعود إلى التصميم المعماري والهندسي المفتوح، و"ليس هناك أي خلل في تنفيذ التصميم أو إنشاء المتحف".

في المقابل أبدى الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار محمد عبد المقصود عدم اقتناعه بذلك الرد، مؤكداً لـ"اندبندنت عربية" أن المشكلة الأساسية "تتمثل في سقوط الأمطار داخل المتحف المصري الكبير، ووصولها إلى البهو العظيم". متسائلاً "هل من المنطقي أن تتساقط الأمطار على الزائرين الأجانب في أثناء زيارة المتحف؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واعتبر عبد المقصود أن التماثيل المصنوعة من الغرانيت لا تتأثر بسقوط الأمطار، والدليل على ذلك أن تمثال رمسيس الثاني كان في قلب ميدان "رمسيس"، ولم يتعرض لأضرار، إضافة إلى أن الحديقة الخاصة بالمتحف المصري بوسط القاهرة كانت تمتلئ بالتماثيل أيضاً.

وانتقد عبد المقصود وزارة الآثار المصرية لعدم "توضيح الأسباب وراء وصول المياه إلى الدرج العظيم"، وتعمدها "أخذ القضية إلى منحى آخر يتعلق بسلامة التمثال"، بحسب قوله.

وفي أغسطس (آب) عام 2006 نقل تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه 83 طناً وارتفاعه 11.36 متر من ميدان رمسيس بقلب القاهرة إلى المتحف المصري الكبير، خشية أن يتأثر بالتلوث البيئي في المنطقة الناجم عن حركة القطارات وعوادم السيارات إلى جانبه.

خطر الأمطار الحمضية

كانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قد نشرت تقريراً في أبريل (نيسان) 1993 سلط الضوء على أخطار الأمطار الحمضية على التماثيل، مما يتسبب في إحداث ما يشبه الثقوب للتماثيل المصنوعة من الرخام.

وأشار التقرير إلى وجود ثلاثة طرق لحماية التمثال من البيئة "العدوانية" الناتجة من التلوث، إما بنقلها إلى مكان مغلق، أو حمايتها بسقف، أو وضع طبقة واقية من البلاستيك أو الشمع عليها.

 

 

والأمطار الحمضية هي التي تحتوي على أحماض ذائبة تتكون نتيجة اختلاط غازات التلوث الجوي مع مياه الأمطار. ويرى بعض المراقبين أن تمثال رمسيس الثاني "ربما يتعرض" لخطر تآكل الطبقة الخارجية له نتيجة "سقوط تلك الأمطار".

ويشير المؤرخ والمحاضر الدولي بسام الشماع لـ"اندبندنت عربية" إلى التأثير الخطر للأمطار الحمضية على تمثال رمسيس الثاني وترسب الحمض عليه وهو ما لا تظهر آثاره إلا على المدى البعيد، مؤكداً "لا بد من إغلاق فتحات التهوئة المنتشرة داخل المتحف بطبقة عازلة مع تزويده من الداخل بإضاءة أكبر".

واعتبر الشماع أن "بيان وزارة السياحة والآثار كان متعجلاً، ومن المعيب أن يصدر بذلك الشكل الذي لا يحترم عقلية المصريين"، موضحاً أن وجود فتحات تهوئة في السقف الزجاجي بالمتحف المصري الكبير "من الأخطاء غير المقبولة لأنها تسمح بدخول رياح محملة بالأتربة والأمطار المصحوبة بكرات الثلج الصغيرة الناتجة من تغير المناخ".

لكن المشرف العام السابق على مشروع المتحف المصري الكبير طارق توفيق يشرح في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن تمثال رمسيس الثاني كان يمكن أن يتأثر بالأمطار الحمضية على المدى البعيد عندما كان يتوسط ميدان رمسيس، نتيجة تعرضه لكم كبير من العوادم التي كانت ستؤدي في النهاية إلى تآكل الطبقة الخارجية له، لافتاً إلى أن التمثال في الوقت الحالي "موجود في بيئة أكثر أماناً وتحت أعين فرق الترميم والصيانة".

وحول التأثير الناتج من وجود التمثال في منطقة غير مغطاة بشكل كامل، يقول توفيق إن القاعة يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، وإذا أردنا أن يكون مغلقاً تماماً فإننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من أجهزة التكييف، وهو أمر من الصعب توافره، كما أن الفناء شبه المغطى يسمح بدخول ضوء الشمس في الصباح مما يمثل توفيراً للطاقة.

استياء شعبي

قوبل المشهد باستياء من قبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، فوصف أحد المتفاعلين مع مقطع الفيديو مشهد غرق المتحف المصري الكبيرة بمياه الأمطار بـ"فضيحة"، مطالباً بفتح تحقيق في الأمر.

كما غرد آخرون بأنه ليس من المنطقي أن تقع مثل هذه الأخطاء، معربين عن شعورهم بالحزن لمشاهدتهم هذا المنظر غير المقبول. بحسب وصفهم.

 

 

وفي يناير (كانون الثاني) 2018، أعيد نقل تمثال رمسيس الثاني إلى موقعه الجديد داخل المتحف المصري الكبير، وخلال تلك الفترة نفذت إدارة مشروع المتحف تعامد الشمس على وجه التمثال في محاكاة لما يحدث في معبد أبو سمبل، بعد تشكيل لجنة عام 2019 أعدت حسابات فلكية وهندسية دقيقة لتحديد الموضع المناسب للتمثال لإتمام التعامد بهدف أن يكون عامل جذب سياحياً للمتحف.

وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2020 أعلنت إدارة المتحف المصري الكبير نجاح تجربة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني، لكن تلك الظاهرة المثيرة للاهتمام لم ترصد خلال فبراير (شباط) من العام الحالي، بحيث منعت الشمس من الوصول إلى التمثال.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار