Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنقرة تتحرك باتجاه بغداد لوقف نشاطات "قسد" في السليمانية

وجود أميركيين مع مظلوم عبدي على نفس الطائرة منع المسيرة التركية من استهدافه

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي مستقبلاً نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني، الإثنين 10 أبريل الحالي (صفحة الأعرجي على فيسبوك)

ملخص

الاستخبارات التركية تنسق مع #بغداد في ملف #حزب_العمال_الكردستاني

لم تكن زيارة نائب مدير الاستخبارات التركية موتلو توكا إلى العاصمة العراقية بغداد، مجرد زيارة تنسيق عابرة بل حملت معها محاولة تركية للتخفيف من أثر الهجوم الذي شنته أنقرة على مطار السليمانية وأسفر عن سلسة ردود فعل عراقية وكردية خصوصاً، هاجمت تركيا واعتبرت ما قامت به نوعاً من الإرهاب.
وجاءت الزيارة بعد قصف طائرة مسيرة تركية مطار السليمانية الدولي خلال وجود قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي قرب المكان، إذ تعتبره أنقرة عضواً في حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تنظيماً إرهابياً.

 لقاءات سريعة

والتقى نائب مدير الاستخبارات التركية مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وبحث معه بحسب البيان الرسمي العراقي مستجدات الأوضاع الأمنية في المنطقة، فضلاً عن بحث القضايا المتعلقة بأمن البلدين، إلى جانب وضع خريطة طريق لحل المشكلات الأمنية بين البلدين وضبط الحدود، في إشارة تركية إلى ضرورة أن تلعب بغداد دوراً في منع نشاطات حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية.
وذكر البيان أن المسؤول التركي اعتبر زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى تركيا أخيراً "مهمة وإيجابية"، معرباً عن تطلع بلاده لتطوير العلاقات مع بغداد وفي مختلف المجالات.

نقل رسالة تركية

وبعد وقت قصير من اللقاء، اجتمع الأعرجي بنائب رئيس حكومة إقليم كردستان، القيادي في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" قوباد طالباني، الذي تتهم أنقرة حزبه بالتنسيق مع "حزب العمال الكردستاني" في إدارة نشاطات مسلحة ضدها وفتح مقار له في محافظة السليمانية التي يديرها الاتحاد.
وتضمن اللقاء بحسب بيان صادر من مكتب الأعرجي تأكيد أهمية ضبط الحدود والعمل على تعزيز وإدامة المنجزات الأمنية في إقليم كردستان وعموم العراق.
ويبدو من الاجتماعين أن أنقرة سلمت بغداد رسالة واضحة إلى قيادة حزب "الاتحاد الوطني" تؤكد ضرورة عدم استضافة أي نشاطات لحزب العمال الكردستاني في مدينة السليمانية، الأمر الذي كان واضحاً من خلال بيان الأعرجي بما يخص موضوع الحدود والحفاظ على الاستقرار في البلاد.
وتستغل تركيا موافقة عراقية في ثمانينيات القرن الماضي على الدخول في أراضي العراق بعمق 30 كيلومتراً، إلى المدن والقصبات العراقية بأعماق كبيرة حتى وصلت في عام 2015 إلى دخولها قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى التي تبعد نحو 140 كيلومتراً عن الحدود المشتركة بين البلدين. وعلى الرغم من دعوات الحكومات العراقية المتكررة لأنقرة للانسحاب من القاعدة التي تضم مئات الجنود الأتراك، فإن الحكومة التركية تعزز قواتها هناك بالتنسيق مع إقليم كردستان العراق الذي يسمح بوصولها إلى القاعدة عبر طرقه.

ترطيب الأجواء

ورجح مدير مركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية، معتز محيي عبدالحميد، أن يكون هدف زيارة معاون مدير الاستخبارات التركي هو ترطيب الأجواء بعد الاستهداف التركي لمطار السليمانية. وقال عبدالحميد إن زيارة المسؤول التركي "أتت مباشرة بعد عملية الاستهداف الممنهجة لقائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي من قبل طائرة مسيرة قرب مطار سليمانية"، مبيناً أن "العملية سبقها منع الطائرات التركية من تنظيم رحلات إلى مطار سليمانية بدعوى أنه مستهدف من قبل حزب العمال الكردستاني، مما يدل على وجود نية مبيته لعملية استهداف عبدي".
وتوقع عبدالحميد أن تكون "الاستخبارات التركية ضليعة بتعقب مظلوم عبدي عندما جاء إلى صديقه الحميم بافل الطالباني في السليمانية"، لافتاً إلى أن "استنكار حكومة كردستان نشاطات قسد في السليمانية، يشير إلى أن حكومة الإقليم لم ترض بمشروع عبدي مع بافل طالباني الذي يشكل مشكلة كبيرة جداً مع تركيا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


واشنطن أنقذت حياته

وقال عبدالحميد إن "الأتراك أرسلوا الطائرة المسيرة لضرب طائرة مظلوم عبدي إلا أنه في آخر لحظات شعروا أن أميركيين كانوا معه على متن هذه الطائرة ولذلك لم يستهدفوه استهدافاً كاملاً"، مؤكداً أن "الأتراك قاموا بتصفية عناصر كثيرة من قسد كانوا موجودين في مخمور مثل أحمد روبان ومحمد دوغان وعناصر أخرى استهدفتهم الطائرات المسيرة التركية، مثل كريم شنكالي".

استنكار محدود

وتابع المتحدث ذاته أن "الحكومة التركية وبعد زيارة السوداني إلى أنقرة خلال الأسابيع الماضية، حددت آفاق التعاون الاستخباري والأمني في موضوع ملاحقة حزب العمال الكردستاني"، مبيناً أن "الحكومة العراقية لم تشعر بهذه العملية وتفاجأت بها واستنكرتها كما استنكرها رئيس إقليم كردستان، نيجرفان بارزاني". وزاد أن "العملية التركية ضد عبدي ليست الأولى وسبقتها عمليات أخرى لم تنجح"، مؤكداً أن "هدف تركيا هو القضاء عليه إذ تعتبره مصدر خطر على المصالح التركية، في حين أن قسد هي جزء من منظومة أميركية لمحاربة داعش".
ويعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن الداعم الرئيس لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي خاضت معارك شرسة ضد تنظيم "داعش" وأعلنت القضاء على "دولته" في عام 2019.

زيارة تنسيق

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عصام الفيلي أن "مجيء معاون جهاز الاستخبارات التركية هو من أجل التنسيق الأمني ضد حزب العمال الكردستاني"، فيما أشار إلى أن "استهداف مطار السليمانية، رسالة تركية للولايات المتحدة".

وقال الفيلي إن "الضربة التركية تمثل رسالة للحكومة الأميركية كون أن الجانب الأميركي قد ذهب باتجاه الالتقاء بقائد المعارضة التركية (كمال كلتشدار أوغلو) وهذا أزعج (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان"، مبيناً أن "واشنطن وضعت قسد تحت الحماية الأميركية". وتساءل الفيلي "لماذا لم يتم استهداف عبدي سابقاً على الرغم من أنه يتحرك في سوريا والعراق وبعض الأحيان داخل الأراضي التركية".

الشراكة الأمنية

وأشار الفيلي إلى أن "زيارة نائب جهاز الاستخبارات التركية واجتماعه مع مستشار الأمن القومي العراقي، جاء لتعزيز الشراكة الأمنية مع العراق، بخاصة أن الأتراك طرحوا فكرة لتنفيذ عمليات مشتركة بين العراق وتركيا لمواجهة حزب العمال"، لافتاً إلى أن "العراق لن يدخل في هذه المتاهات". وتابع الفيلي أن "المجتمع الدولي يضع حزب العمال ضمن خانة الإرهاب، إلا أنه من الناحية العملية يعطيه مساحة للعمل وعدم متابعة أصوله المالية وعدم منع مناصريه وأعضائه من تنظيم تظاهرات في دول عدة في العالم".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات