Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات جديدة بين الصين وأميركا توقظ الحرب التجارية من هدنتها

"هواوي" تواصل تحدي "ترمب": نعمل على زيادة الإنتاج ولم نعد بحاجة للشركات الأخرى

من جديد، عادت الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة للاشتعال بعد تصريحات من الجانبين خلال الساعات الماضية تشير إلى أن الصراع قد ينال قطاعات أخرى بخلاف التكنولوجيا والرسوم الأميركية على المنتجات الصينية.

وعلى الرغم من التحذيرات المستمرة من قبل المؤسسات الدولية بشأن ضرورة إنهاء النزاعات التجارية التي تقوّض جهود التنمية وتقلّص معدلات الناتج المحلي العالمي في ظل استمرار العديد من الأزمات التي تنتهي جميعها بخفض التوقعات الخاصة بمستويات النمو العالمي.

وفيما تتعامل واشنطن وفق نظرية "المؤامرة"، فإن بكين تتعامل وفق نظرية "الفعل وردّ الفعل والمعاملة بالمثل". فلم تكد واشنطن تهدد إلا وتليها توعدات جديدة من بكين، على الرغم من لقاء الرئيسين الأميركي والصيني على هامش قمة مجموعة العشرين الأخيرة، وكان الرهان على هذا اللقاء لإذابة الجليد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

ترمب يعلق على تباطؤ النمو الصيني... وبكين ترد بعنف

بداية تجدّد الحرب كانت عقب إعلان تباطؤ معدلات النمو في الصين، وكعادته تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقال إن الصين تحتاج إلى إبرام اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بسبب تباطؤ اقتصادها. وأكد أن تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين يقدم الدليل على أن للرسوم الجمركية الأميركية "أثرا كبيراً"، وحذّر من أن واشنطن قد تكثف الضغط أكثر.

هذه التصريحات سارعت الحكومة الصينية وردّت عليها، وفق ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غنغ شوانغ، والذي أكد أن حديث الرئيس الأميركي "مضلل تماماً" وأن كلا البلدين يرغبان في التوصل إلى اتّفاق تجاري.

وأظهرت بيانات رسمية حديثة، أن النمو الاقتصادي الصيني تباطأ إلى 6.2% في الربع الثاني من العام، وهي أضعف وتيرة نمو على أساس سنوي منذ 27 عاما، في ظل ضغط تجاري مستمر من قبل الولايات المتحدة. وفي النصف الأول من العام الحالي نما الاقتصاد الصيني بنسبة 6.3% مقارنة بمستواه قبل عام.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن بلاده والولايات المتحدة يرغبان في التوصل إلى اتفاق، لا الصين وحدها. وأكد أن كثيرين في الولايات المتحدة يعارضون بقوة الرسوم الجمركية والحرب التجارية. ودعا الجانب الأميركي "للعمل بجدّ مع الصين، وأن يلتقي الاثنان في منتصف الطريق على أساس من الاحترام المتبادل والنديّة، ويسعيا إلى اتفاق مفيد وفي مصلحة الطرفين. وهذا يتماشى مع مصالح البلدين، وهو ما يتوقعه المجتمع الدولي".

واشنطن تتهم بكين بالسرقة والكذب

ولم تكد تهدأ تداعيات هذه التصريحات حتى أعلن كريستوفر وراي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، لأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أن الصين تبذل جهوداً شاملة للهيمنة الاقتصادية عن طريق السرقة، وسط ما يزيد على 1000 تحقيق يتم إجراؤه بشأن سرقة الملكية الفكرية، تعود كلها تقريباً إلى الصين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أمام لجنة العدل أنه لا توجد دولة تفرض تهديداً أكثر حدة لمكافحة التجسس في الوقت الحالي مثلما تفعل الصين. وتابع "الصين تحاول سرقة طريقها للهيمنة الاقتصادية على حسابنا، يعد ذلك تهديدا متعمقا وواسعا، ويؤثر بشكل أساسي على كل صناعة في هذه الدولة".

وأكد أن الشركات الصينية ليست مستقلة عن الحزب الشيوعي الصيني، وأن البلاد تستخدم الوسائل القانونية وغير القانونية بما في ذلك القرصنة، والحصول على المعلومات من طلاب الدراسات العليا الصينيين في الجامعات والشراكات مع الشركات الأميركية.

وأوضح أن هذا لا يعني أنهم لا يجب أن يتعاملوا مع الصينيين، لكن قادة الأعمال والجامعات وغيرهم بحاجة إلى أن يكونوا منتبهين للمخاطر.

لكن، بسرعة ردّت الخارجية الصينية لتؤكد على لسان متحدثها أن هذه مجرد "اتهامات لا أساس لها، نحن لا نسرق أو نراقب أو نكذب".

الصين وأميركا ووثيقة الدفاع البيضاء

في الوقت نفسه، اتهمت الصين الولايات المتحدة بتقويض الاستقرار العالمي، مع إصدار بكين أول وثيقة دفاع بيضاء منذ أن بدأ الرئيس الصيني برنامج الإصلاح العسكري في 2015.

وقالت الوثيقة التي تحمل عنوان "الدفاع الوطني الصيني في العصر الجديد" إن الولايات المتحدة أثارت منافسة بين الدول الكبرى، مشيرة إلى أن نظام الأمن الدولي يُقوض بزيادة الهيمنة والقوة والأحادية والصراعات الإقليمية المستمرة والحروب.

وترى الوثيقة أن الوضع في بحر الصين الجنوبي مستقر ويتحسن بشكل عام لأن دول المنطقة تدير المخاطر والاختلافات بشكل صحيح.

كما ذكرت أن الولايات المتحدة تعزز أيضا تحالفاتها العسكرية في آسيا والمحيط الهادي مما يزيد من تعقيد الأمن الإقليمي.

وأوضح التقرير أن الإنفاق العسكري الصيني كنسبة مئوية من إجمالي الناتج انخفض إلى 1.26% في 2017، مقارنة مع أعلى مستوياته في 1979، حينما بلغ 5.43%.

هواوي تواصل تحدي ترمب

على خط الأزمة، وفي بيانات صادمة للرئيس الأميركي، قال رن تزنفيه، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي، إن إدارة ترمب تتحرك لاستهداف شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة، مؤكداً أن "هواوي" لم تعد بحاجة لشركات أميركية حتى تستمر.

وقال إنه "إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في التوقف عن تزويدنا تماماً، فإن إنتاجنا لن يتوقف ليوم واحد في المستقبل. بل بدلا من ذلك، قمنا لزيادة الإنتاج. لا يوجد خطر قاتل يهدّد بقاء هواوي على الإطلاق".

وتحدّث المدير التنفيذي إلى "ياهو فاينانس"، في أول مقابلة له بالفيديو منذ قمة العشرين في الشهر الماضي، عندما تراجع الرئيس دونالد ترامب عن قراره بحظر الشركات الأميركية من بيع المعدات إلى هواوي.

وقال إن قرار ضم شركة هواوي لقائمة الحظر الأميركية كان "مفاجأة"، وإن شركته لم تكن مستعدة لهذا الحظر بسبب المخاوف المتعلقة بتحديثات نظام التشغيل، وشهدت بعض الأسواق انخفاض مبيعات هواتف هواوي الذكية بنسبة تصل إلى 40% في أول أسبوعين من تنفيذ قرار الحظر.

وأوضح "لكن ومع ذلك وبعد المراجعة، وجدت هواوي أنها قادرة تماماً على التخلص من اعتمادها على الولايات المتحدة في المنتجات الأساسية، وقررت قطع بعض المنتجات غير الأساسية التي تعتمد على المكونات الأميركية".

وأضاف "بعد شهر واحد من الحظر الأوليّ، خفف ترمب لهجته بشأن هواوي بعد لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع مجموعة العشرين في اليابان. ومنذ ذلك الحين، بدأت الشركات الصغيرة والمتوسطة في الولايات المتحدة الشحن مجددا إلى هواوي".

وذكر أنه من بين الاهتمامات الأخرى لحكومة الولايات المتحدة والتي تتعلق بشركة هواوي، تقنية الجيل الخامس للشبكات الخلوية أو الجيل الخامس. فيما تعتمد تقنية الجيل الخامس من هواوي على نفسها، مما يعني أنها لن تتأثر بأي إجراءات أميركية. وقال رن "كلما زاد تقدم المنتج، قلّ عدد المخاطر التي نواجهها".

ولم ينفِ مؤسس هواوي الأزمة التي تعيشها شركته، حيث أعلنت شركة "Huawei Technologies" تسريح أكثر من ثلثي القوة العاملة لدى ذراعها الخاصة بالأبحاث "Futurewei Technologies" في الولايات المتحدة، بعد أن أدرجتها الحكومة على القائمة التجارية السوداء.

وتم تسريح 600 موظف من مكاتب "Futurewei" في وادي السيليكون وسياتل وشيكاغو ودالاس. وكانت الشركة تعمل مع الجامعات والباحثين، وقد بلغت تكاليفها التشغيلية العام الماضي 510 ملايين دولار.

واشنطن تبدأ مفاوضات جديدة الأسبوع المقبل

ولم تكد تهدأ تبعات هذه التصريحات، حتى أعلن وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، أن مفاوضين أميركيين سيزورون الصين أوائل الأسبوع المقبل لإجراء مفاوضات تجارية، مبديا أمله في إحراز تقدم صوب التوصل إلى اتفاق.

وأوضح أنه "سيكون هناك مزيد من الاجتماعات قبل أن نتوصل إلى صفقة، لا أتوقع أن نحلّ جميع المشكلات، لكن عودتنا إلى الطاولة بناء على توجيهات من الرئيسين أمر مهم".

وذكر أن "الولايات المتحدة لا يزال أمامها قائمة طويلة من موضوعات كبيرة تحتاج إلى تسوية مع استئناف المحادثات بعد توقف في مايو (أيار)"، ولفت "لدينا الكثير من الموضوعات".

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد