Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الواضح والمؤكد والغائب في لعبة الرئاسة اللبنانية

اليوم تكبر حاجة بيروت إلى العرب والغرب حيث ما يمكن أن يقدمه الشرق محدود ومشروط

البارز بعد كل الكلام على الحل الداخلي للرئاسة هو أن اللعبة صارت في أيدي الخارج (أ ف ب)

ملخص

الواضح هو البرنامج الإصلاحي، والمؤكد هو الاستعداد العربي والدولي للمساعدة والدعم، والغائب هو الإرادة السياسية في الحل الطبيعي لدى فريق محلي يتكل على خلل في موازين القوى

كل الأوراق باتت مكشوفة على الطاولة في اللعبة الدائرة حول انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، أوراق القوى المحلية، وأوراق القوى الخارجية.

شعار "الثنائي الشيعي" هو: لا رئيس إلا من نتحكم به، وشعار القوى السيادية: لا رئيس يفرضه "حزب الله"، مقابل من يقول إنه لا يمكن تجاهل رغبة "الثنائي الشيعي" من يسأل: لكن كيف يمكن تجاهل رغبة المسيحيين والسنة والدروز؟

خلف شعار "الثنائي الشيعي" مواصفات رئيس لا يتفق مع صندوق النقد الدولي، ولا يتكل على مساعدات الغرب الأميركي ونصائحه "المدمرة"، ولا يتردد في "التوجه شرقاً".

وخلف شعار القوى السيادية مواصفات رئيس سيادي إصلاحي لديه موقف سياسي وطني واضح وبرنامج اقتصادي لإنقاذ البلد من الانهيار.

لا غموض في الموقف العربي، بصرف النظر عن ترك لعبة الأسماء للبنانيين، الموقف السعودي عبرت عنه المذكرة الكويتية والبيانات المشتركة للاجتماعات الخليجية والعربية خلال زيارات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والبيان الثلاثي السعودي – الأميركي - الفرنسي، ومنها: "رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني، ويعمل مع الجهات العاملة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمات الحالية، وتطبيق الطائف وإجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية، وتطبيق القرارات الدولية 1559 و1860 و1701".

ولا غموض في موقف صندوق النقد الدولي: "إصلاحات سريعة لتجاوز مفترق خطر جداً وتفادي أزمة لا نهاية لها"، ولا غموض في الموقف الأميركي الداعي إلى رئاسة منفتحة ترضي اللبنانيين والعرب والعالم لتحصل على مساعدات ضرورية للتعافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكذلك لا غموض في الموقف المصري والموقف القطري، ولا غموض في الموقف الإيراني الداعم لمطالب "حزب الله" إلا إذا حدث تحول ما بعد الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية صينية.

ولا غموض في الموقف الفرنسي الذي دخل أخيراً في ورطة هي تسويق ما يرضي "الثنائي الشيعي" في مواجهة عقبات محلية وخارجية، بحيث تبدو باريس كأنها لا تستطيع أن تربح، ولا تريد أن تخسر، وتراهن على الوقت. وهي تدرك أنه لا دور لها إلا مع السعودية وأميركا ومصر وقطر.

لكن البارز بعد كل الكلام على الحل الداخلي للرئاسة هو أن اللعبة صارت في أيدي الخارج، "محور الممانعة" ينتظر عبثاً بعد كل الغطرسة والاستكبار موافقة الرياض وواشنطن على مرشحه، وهو يعرف أن أي رئيس لا يرضي السعودية وأميركا محكوم عليه بالعزلة والعجز عن تقديم أي حل وعن التفاهم مع الأشقاء العرب والأصدقاء الدوليين على مساعدة لبنان للنهوض من هاوية أزمات عميقة دفعت اللبنانيين إليها مافيا سياسية ومالية وميليشياوية حاكمة ومتحكمة وفاسدة ومعادية لأي إصلاح.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تكبر حاجة لبنان إلى العرب والغرب، حيث ما يمكن أن يقدمه الشرق محدود ومشروط.

وبكلام آخر، فإن الواضح هو البرنامج الإصلاحي، والمؤكد هو الاستعداد العربي والدولي للمساعدة والدعم، والغائب هو الإرادة السياسية في الحل الطبيعي لدى فريق محلي يتكل على خلل في موازين القوى، ولا أحد ينسى عامل الانقسام السياسي والحسابات المصلحية التي بعضها دون مستوى الدولة، وبعضها الآخر يتجاوز حدود لبنان، والفراغ الذي تستخدمه المافيا المتسلطة كسلاح لفرض الرئيس الذي تريد يبقى أقل خطورة بالمعنى الاستراتيجي والجيوسياسي من رئاسة تضمن للمافيا مصالحها واستمراريتها وتبعيتها لمشروع إقليمي بات على المحك في تحولات المنطقة، وتضع وجود لبنان ومستقبله في خطر.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء