Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الثروة البحرية في لبنان: مساع لإحياء بعض الأنواع المهددة بالانقراض

أسماك من البحر الأحمر تغزو البحر المتوسط وتتكاثر بشكل عشوائي مما يؤثر سلباً على الأنواع الموجودة في لبنان

حاضنات للأسماك في ميناء عمشيت وهي عبارة عن أصداف داخل أقفاص حديد لتحتمي بها الأسماك الصغيرة (اندبندنت عربية)

ملخص

#أسماك من #البحر_الأحمر تغزو #البحر_المتوسط وتتكاثر بشكل عشوائي مما يؤثر سلباً على الأنواع الموجودة في لبنان

على رغم تميز لبنان بثروته السمكية الغنية، فإنه يواجه تحديات عديدة. فتلوث المياه وتقلص الموائل البحرية وازدياد الصيد الجائر، كلها عوامل أثرت سلباً على العائدات التي تعتبر مصدراً مهماً لكثير من الأسر في لبنان.

وتقوم البلدان الأجنبية مثل فرنسا بإيلاء الاهتمام لهذا الموضوع في إطار الحفاظ على البيئة والتنوع الإيكولوجي. ومن أبرز الأمور التي عملت عليها، الاستثمار في الموائل البحرية والأحواض السمكية والمراقبة البيئية. إضافة إلى ذلك، يتم توعية الصيادين من خلال برامج تدريبية تهدف إلى الحفاظ على الاستدامة البيئية.

بناء على ذلك، قامت بعض الجهات المعنية في لبنان من حكومية وخاصة بإنشاء هكذا مشاريع، وأخيراً أطلق مشروع "إنشاء الحاضنات السمكية" في ميناء عمشيت (شمال بيروت) بهدف حماية الثروة السمكية والحفاظ على تنوعها.

عوامل تهدد الثروة البحرية

في هذا الإطار، تؤكد جينا تلج، المديرة التنفيذية لجمعية "يوميات المحيط" والأخصائية في البيئة البحرية، أن "الثروة السمكية في لبنان ضعيفة جداً وهناك عوامل عدة منها التغير المناخي، التلوث، الصيد الجائر، التمدد العمراني العشوائي، والتنوع البيولوجي الذي يدمر في المناطق الساحلية"، مشددة على "أهمية المحافظة على الثروة السمكية، لأنها تشكل جزءاً أساسياً من حياتنا فهي مصدر للغذاء، كما أن المحافظة على التنوع الموجودة يعتبر مفيداً بيئياً بشكل عام"، مؤكدة "ضرورة الحفاظ على الثروة السمكية والتعاون بين الجهات المعنية والمجتمع المحلي والدولي لتنفيذ استراتيجيات حماية وإدارتها بطريقة مستدامة وتحقيق التوازن البيئي في البحار".

وتشير تلج إلى أن "هناك عاملاً إضافياً يؤثر سلباً على البيئة السمكية وهو قربنا من قناة السويس التي تسهم في تدمير الثروة السمكية في البحر المتوسط، حيث تغزو كائنات من البحر الأحمر البحر المتوسط وتتكاثر بشكل عشوائي، مما يؤثر سلباً على الأنواع الموجودة ويعرضها للخطر، خصوصاً أنه لا يوجد كائنات في البحر المتوسط تأكل هذه الكائنات الغريبة، ويسمى هذا النوع من الأسماك "الكائنات الغازية" وهي مشكلة كبيرة في الحوض البحري، بخاصة أن الأنواع الموجودة عندنا ضعيفة ولا تستطيع الدفاع عن نفسها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


مشروع إنشاء حضانة الأسماك
 

وتشير إلى أهمية "مشروع إنشاء حضانة الأسماك في مرفأ عمشيت الذي يهدف إلى تكاثر الأسماك الضعيفة وتطوير حوض الأسماك المحلي من خلال وضع قفص يحتوي على أصداف داخل الميناء لتستوطن الأسماك الصغيرة فيها وتحتمي من البواخر والصيد الجائر والأسماك الكبيرة والأسماك الجديدة التي تأتي من البحر الأحمر (أي الكائنات الغازية) التي تقضي على تكاثرها لتكبر وتصبح جاهزة للذهاب إلى عرض البحر".
كما تشير إلى أن "هناك كثيراً من الأسماك المهددة بالانقراض مثل سمك اللقز الذي أصبح نادراً جداً، وهناك تركيز من العلماء على هذا النوع من السمك لما له من فائدة إيكولوجية واقتصادية"، لافتة إلى أن "هذا المشروع لا يزال قيد التجربة وهو عبارة عن دراسة مهمة مع شركائنا في فرنسا لاستكشاف ما هو نوع هذه الكائنات الغازية التي تحوم حول هذه الأقفاص ومعظمهم صالح للطعام وهذه فرصة لتشجيع الصيادين على اصطيادهم وأكلهم مما يسهم بتنويع مداخيلهم"، مناشدة "المعنيين بالاهتمام بهذه الأقفاص وعدم البدء بتكسيرها وأن يكون هناك قوانين منصفة تحمي الثروة السمكية والصياد".

مبادرات لإنقاذ الثروة السمكية


أما بالنسبة لواقع الثروة البحرية في ميناء عمشيت، يشير حسان رزق رئيس تعاونية صيادي الأسماك في ميناء عمشيت إلى أن "50 في المئة من الثروة السمكية تراجعت بسبب جبال النفايات التي تصب في البحر وتزيد من تلوثه. ولحل هذه المشكلة، قرر الصيادون في المنطقة التعاون مع جمعيات محلية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إزالة المجارير والقساطل القديمة وتنظيف الشاطئ ومن ثم تعاونا مع وزارة البيئة للتأكد من نظافة المياه من خلال مراقبة مياه البحر على مدار سنتين من 2019- 2021. وبعد التأكد من نظافة المياه، قمنا بإنشاء موائل بحرية محمية لزراعة الأسماك وتنمية الثروة السمكية في الميناء".

ويعتبر رزق أن "الدولة تتحمل مسؤولية حفظ الثروة السمكية وتحديداً وزارة الزراعة، بحيث يجب أن يكون من مهامها منع الصيد العشوائي وتجارة الأسماك الصغيرة"، موضحاً أن "صيد الأسماك الصغيرة وبيعها يعد عملية غير مشروعة ومحكوم عليها بالقانون"، مؤكداً "ضرورة العمل على منع الأنشطة غير المشروعة التي تؤدي إلى فقدان الأسماك من خلال تفعيل الرقابة وفي الوقت عينه رفع مستوى الوعي لدى الصيادين الهواة بخاصة في ما يتعلق بالقوانين والشروط وتنظيم نشاطهم".

انقراض بعض الكائنات البحرية
 

وعن التحديات التي تواجه البيئة البحرية بشكل عام، يشير الغطاس المحترف جورج عساف إلى "اختفاء بعض الأنواع البحرية التي لم يعد من السهل رؤيتها كقنفذ البحر أو ’التوتيا’ التي كانت توجد بوفرة على الشواطئ اللبنانية"، معتبراً أن "هذا يمثل تهديداً لتنوع الحياة البحرية في المنطقة".

كما يلفت عساف إلى أن "هناك بعض الأسماك الكبيرة التي يجب تنظيم صيدها بشكل صحيح مثل سمك الزلاق الذي بدأ عدده يتراجع، والذي يشكل غذاء مهماً للأسماك الكبيرة. أما السلحفاة البحرية، فهي تعد من الأنواع المحظوظة التي لا تزال موجودة وتتكاثر بشكل جيد، وذلك بسبب وعي بعض الصيادين وتجنبهم لاصطيادها عن طريق الشباك مدركين أهميتها في القضاء على القناديل البحرية التي تتكاثر في فصل الصيف".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة